كما كان متوقّعاً .. وقع المحظور.
حرب شوارع مقنّعة بعد دعوات لتحرك شعبي بعنوان احتجاجي، احتلّت بيروت اليوم. فبدا المشهد وكأننا في حال حرب: قنّاصون، قذائف B7، تطويق أمني من الجيش اللبناني، والمواطنون مختبئون في منازلهم والتلامذة مذعورون عالقون في المدارس، وأصوات رصاص وقنابل ومكبّرات للصوت مؤيدة للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله.
لا إنه ليس عدوا من خارج الحدود، بل هو عدو داخلي، هو السلاح المتفلت في ايدي فئات من اللبنانيين، يستقوون بهذا السلاح على ابناء وطنهم وهم مدعومون بفائض قوة مسلحة وبغياب كامل للدولة اللبنانية، التي سمحت لا بل رعت نشوء دويلة الى جانبها
. وبالتالي بات السلاح يستدرج سلاحا آخر في وجهه. نعم إنه مشهد يذكّرنا باحداث 7 مايو / أيار من 2008، حين اجتاح حزب الله وحلفاؤه العاصمة اللبنانية، وها هو اليوم يعيد الكَرَّة مصوبا سلاحه الى الداخل وسط تخوّف من انزلاق الوضع إلى حرب أهلية.
المعارك بدأت من أمام قصر العدل في بيروت وتمددت إلى شوارع بدارو والطيونة، وسقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة إطلاق نار كثيف والسلاح المتفلت وقذائف B7 لمناصري الثنائي الشيعي وسُمعت مكبّرات للصوت تطلق شعارات سياسية مندّدة بالمحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار ومؤيدة للأمين العام لحزب الله.
وتشير المعلومات الى القاء القبض على بعض القناصين في أحد المباني المهجورة. وشهدت مدارس عدة، في محيط منطقة الإشتباكات في بيروت حال رعب في صفوف التلامذة.
كل هذا وسط سكوت مدوٍ للدولة اللبنانية. هذا ليس احتجاجا يستهدف القاضي طارق البيطار، هذا تهديد علني بسطوة السلاح غير الشرعي على نطاق وطن. فكيف ل "رجالات الدولة" أن يسمحوا بجرّ البلاد إلى حرب أهلية؟ وكيف يسمح رئيس البلاد بالتحدي الذي يفرضه حليفه حزب الله من دون الحدّ من هذا الاستقواء؟