نتيجة التدهور البيئي الحاد والاهمال اللاحق بالبيئة، أصبح العراق، أكثر عرضة للمخاطر وضعف الأطر القانونية والتنظيمية للإدارة البيئية، وضعف الترتيبات والقدرات المؤسسية، ويقول الخبراء إن التغير المناخي هو أخطر تهديد مستقبلي للعراق.
وتواجه بلاد الرافدين ايضاً تحديات عدة يفرضها تغير المناخ، كارتفاع درجة الحرارة وقلة الأمطار وشح المياه وملوحة الاراضي وزيادة نسبة العواصف الرملية والترابية والكوارث الناجمة عنها، مما يعرقل التنمية بعد انتهاء مرحلة النزاع، ويعيق جهود الحد من الفقر وتعزيز سبل العيش وتخفيف الصراع للحصول على الموارد الطبيعية.
أرقام مقلقة
دق تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، ناقوس الخطر من جراء التغييرات التي يسببها التغير المناخي على العراق، وتحويله للأراضي الزراعية الخصبة إلى أراض جرداء مهجورة.
ويشير التقرير إلى وجود شعور باليأس لدى السكان في جنوب العراق جراء الجفاف وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، وهو الأمر الذي أدى لتلف الأراضي الزراعية وهجرة السكان من منطقة كانت يوما مهدا لأول حضارة إنسانية على وجه الأرض.
وقدرت الأمم المتحدة اخيرا أن أكثر من 160 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في العراق تحولت إلى صحاري جرداء.
كما أدى نقص الأمطار خلال السنوات الماضية إلى اعتماد المزارعين على مياه نهري دجلة والفرات، التي شهدت هي الأخرى نقصا نتيجة بناء تركيا وإيران سدودا عديدة على منابع تغذية النهرين.
أدى ذلك، وفقا للتقرير، إلى صعود المد الملحي من مياه الخليج جنوبي العراق باتجاه شط العرب، وصولا إلى نهري دجلة والفرات وبمسافة تقدر بـ100 كيلومتر في عمق مدينة البصرة.
ويلتقي نهرا دجلة والفرات في منطقة كرمة علي شمالي البصرة، ليشكلا شط العرب الذي يصب بدوره في مياه الخليج.
ويشير التقرير إلى وجود شعور باليأس لدى السكان في جنوب العراق جراء الجفاف وارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، وهو الأمر الذي أدى لتلف الأراضي الزراعية وهجرة السكان من منطقة كانت يوما مهدا لأول حضارة إنسانية على وجه الأرض.
وقدرت الأمم المتحدة اخيرا أن أكثر من 160 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية في العراق تحولت إلى صحاري جرداء.
كما أدى نقص الأمطار خلال السنوات الماضية إلى اعتماد المزارعين على مياه نهري دجلة والفرات، التي شهدت هي الأخرى نقصا نتيجة بناء تركيا وإيران سدودا عديدة على منابع تغذية النهرين.
أدى ذلك، وفقا للتقرير، إلى صعود المد الملحي من مياه الخليج جنوبي العراق باتجاه شط العرب، وصولا إلى نهري دجلة والفرات وبمسافة تقدر بـ100 كيلومتر في عمق مدينة البصرة.
ويلتقي نهرا دجلة والفرات في منطقة كرمة علي شمالي البصرة، ليشكلا شط العرب الذي يصب بدوره في مياه الخليج.
التغير المناخي وآثاره
وبناء على ما تقدم، يشير الخبير البيئي العراقي، أحمد العبيدي، إلى أنه أصبحت ممكنة ملامسة الآثار الناتجة عن التغير المناخي في السنوات الأخيرة مثل موجات الحرّ المتطرفة والتصحر وشح المياه في جميع أنحاء البلاد.
وفي حديث لـ"جسور" يؤكد العبيدي أنه باستثناء المناطق الجبلية في إقليم كُردستان، تتميز غالبية المناطق الأخرى في البلاد بطبيعة جافة أو شبة جافة لا تتجاوز فيها نسبة هطول الأمطار 150 ملم سنوياً، مضيفا أنه لهذا السبب يعتمد العراق على سقوط الأمطار خارج حدوده الوطنية لتأمين أكثر من نصف احتياجاته المائية، الأمر الذي يجعله عرضة لتحديات جمة في ما خص أمنه المائي والغذائي، وذلك بسبب تبعيته المناخية الطبيعية والجيوسياسية لدول الجوار: تركيا وإيران وسوريا.
واشار الخبير البيئي إلى أنّ مشاريع تخزين المياه في دول الجوار، خفّضت معدلات التدفق في نهري دجلة والفرات، وهما المصدران الرئيسيان لمياه العراق السطحية، إلى أقل من ثلث طاقتهما عام 2018 وقد تخفضها أكثر في السنوات المقبلة.
وفي حديث لـ"جسور" يؤكد العبيدي أنه باستثناء المناطق الجبلية في إقليم كُردستان، تتميز غالبية المناطق الأخرى في البلاد بطبيعة جافة أو شبة جافة لا تتجاوز فيها نسبة هطول الأمطار 150 ملم سنوياً، مضيفا أنه لهذا السبب يعتمد العراق على سقوط الأمطار خارج حدوده الوطنية لتأمين أكثر من نصف احتياجاته المائية، الأمر الذي يجعله عرضة لتحديات جمة في ما خص أمنه المائي والغذائي، وذلك بسبب تبعيته المناخية الطبيعية والجيوسياسية لدول الجوار: تركيا وإيران وسوريا.
واشار الخبير البيئي إلى أنّ مشاريع تخزين المياه في دول الجوار، خفّضت معدلات التدفق في نهري دجلة والفرات، وهما المصدران الرئيسيان لمياه العراق السطحية، إلى أقل من ثلث طاقتهما عام 2018 وقد تخفضها أكثر في السنوات المقبلة.
ماذا عن الأهوار؟
وفي منطقة الأهوار، المشهورة تاريخيا بمسطحاتها المائية منذ أيام السومريين، بدأت معاناة السكان المحليين بالازدياد حيث تموت الجواميس وتهاجر العائلات إلى المدن لعدم قدرتها على تحمل ارتفاع درجات الحرارة.
وفقا للتقرير، ما يحدث في العراق من ارتفاع لدرجات الحرارة يعد مؤشرا على ما سيشهده العالم في المستقبل.
فقد تجاوزت درجات الحرارة في العراق هذا الصيف 51 درجة مئوية، بالتالي بات البلد الأسرع الذي ترتفع فيه درجات الحرارة مقارنة بباقي دول العالم.
وارتفع متوسط درجة حرارة العراق بمقدار 4.1 درجة فهرنهايت منذ نهاية القرن التاسع عشر أي ضعف ما شهدته باقي مناطق العالم، وفقا لمؤسسة "بيركلي إيرث" لعلوم المناخ ومقرها كاليفورنيا.
وحذّر العبيدي، في سياق حديثه لـ "جسور" من أن ارتفاع درجات الحرارة في أماكن مثل جنوب العراق ليست سوى مؤشر بسيط على ما سيجري في أماكن أخرى من العالم.
ويري علماء المناخ أنّ النظم الطبيعية والتنوع الأحيائي في العراق تتأثر بالتغير المناخي بنسب متفاوتة، وبحسب موقعها الجغرافي أو المؤثر المناخي.
ويمكن تحديد ثلاثة مواقع ذات تنوع أحيائي قابل للتأثر بتغير المناخ: النظم الإيكولوجية في الاهوار في جنوب العراق، حيث تعتمد المجتمعات الأصلية تاريخياً عليها سبلاً للعيش، الغابات في إقليم كُردستان، والبحيرات والأنهار المنتشرة في أنحاء البلاد. وتبقى بيئة الأهوار من بين البيئات الأكثر عرضة وحساسية للتغير المناخي، وذلك بسبب انخفاض تدفق المياه في نهري دجلة والفرات.
وفقا للتقرير، ما يحدث في العراق من ارتفاع لدرجات الحرارة يعد مؤشرا على ما سيشهده العالم في المستقبل.
فقد تجاوزت درجات الحرارة في العراق هذا الصيف 51 درجة مئوية، بالتالي بات البلد الأسرع الذي ترتفع فيه درجات الحرارة مقارنة بباقي دول العالم.
وارتفع متوسط درجة حرارة العراق بمقدار 4.1 درجة فهرنهايت منذ نهاية القرن التاسع عشر أي ضعف ما شهدته باقي مناطق العالم، وفقا لمؤسسة "بيركلي إيرث" لعلوم المناخ ومقرها كاليفورنيا.
وحذّر العبيدي، في سياق حديثه لـ "جسور" من أن ارتفاع درجات الحرارة في أماكن مثل جنوب العراق ليست سوى مؤشر بسيط على ما سيجري في أماكن أخرى من العالم.
ويري علماء المناخ أنّ النظم الطبيعية والتنوع الأحيائي في العراق تتأثر بالتغير المناخي بنسب متفاوتة، وبحسب موقعها الجغرافي أو المؤثر المناخي.
ويمكن تحديد ثلاثة مواقع ذات تنوع أحيائي قابل للتأثر بتغير المناخ: النظم الإيكولوجية في الاهوار في جنوب العراق، حيث تعتمد المجتمعات الأصلية تاريخياً عليها سبلاً للعيش، الغابات في إقليم كُردستان، والبحيرات والأنهار المنتشرة في أنحاء البلاد. وتبقى بيئة الأهوار من بين البيئات الأكثر عرضة وحساسية للتغير المناخي، وذلك بسبب انخفاض تدفق المياه في نهري دجلة والفرات.
ملوحة المياه
من جهة أخرى، يقول العبيدي إنّ ملوحة المياه ، مرفقة بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة، تعدّ ضربة قاضية للقطاع الزراعي العراقي الذي يشكل نسبة 5 في المئة من إجمالي الناتج المحلي ويوظف 20 في المئة من إجمالي اليد العاملة في البلاد.
وفي الأعوام الماضية، تسببت ملوحة المياه بتحويل آلاف الهكتارات من الأراضي إلى أراض بور، وبدخول مئة ألف شخص إلى المستشفيات في صيف العام 2018.
وفي الإجمال، تضرر "سبعة ملايين عراقي" من أصل 40 مليونا، من "الجفاف والنزوح الاضطراري"، وفق ما ذكر الرئيس العراقي برهم صالح في تقرير أصدره عن التغير المناخي الصيف الماضي.
وليست هذه سوى البداية، ففي السنوات المقبلة، سوف تزداد تداعيات التغير المناخي حدة، كما كتب الرئيس العراقي: "مع وجود أعلى معدلات التزايد السكاني في العراق، تُفيد البيانات بأن عدد سكان البلد سيتضاعف من 38 مليونا اليوم إلى 80 مليونا بحلول عام 2050، وهذا يُضاعف المخاطر الاقتصادية والاجتماعية لتغير المناخ إذا تُركت من دون معالجة".
وفي الأعوام الماضية، تسببت ملوحة المياه بتحويل آلاف الهكتارات من الأراضي إلى أراض بور، وبدخول مئة ألف شخص إلى المستشفيات في صيف العام 2018.
وفي الإجمال، تضرر "سبعة ملايين عراقي" من أصل 40 مليونا، من "الجفاف والنزوح الاضطراري"، وفق ما ذكر الرئيس العراقي برهم صالح في تقرير أصدره عن التغير المناخي الصيف الماضي.
وليست هذه سوى البداية، ففي السنوات المقبلة، سوف تزداد تداعيات التغير المناخي حدة، كما كتب الرئيس العراقي: "مع وجود أعلى معدلات التزايد السكاني في العراق، تُفيد البيانات بأن عدد سكان البلد سيتضاعف من 38 مليونا اليوم إلى 80 مليونا بحلول عام 2050، وهذا يُضاعف المخاطر الاقتصادية والاجتماعية لتغير المناخ إذا تُركت من دون معالجة".
التغير المناخي
وحذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2019 من أن "التغير المناخي من المتوقع أن يقلل هطول الأمطار السنوي في العراق، مما سيؤدي إلى زيادة العواصف الترابية وانخفاض الإنتاجية الزراعية وزيادة ندرة المياه".
ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه في عام 2015، كان لدى كل عراقي 2100 متر مكعب من المياه المتاحة سنويا، مضيفا أنه بحلول عام 2025، ستنخفض تلك الكمية إلى 1750 مترا مكعبا، مما يهدد استقرار الزراعة والصناعة في البلاد على المدى البعيد، فضلا عن تهديد صحة السكان.
وفي السياق، أكد تقرير للاستخبارات الأميركية أن الاحتباس الحراري يهدد الاستقرار العالمي، مشيرا إلى زيادة خطر النزاعات بسبب قلة المياه وحركات الهجرة بعد 2030.
وحذّر التقرير من أن "تقنيات الهندسة الجيولوجية التي تهدف إلى التلاعب بالمناخ والبيئة وتغييرهما قد تكون مصدرا آخر للنزاع"، وبذلك يمكن أي دولة أن "تختبر بشكل أحادي أو حتى تنشر تقنيات الطاقة الشمسية على نطاق واسع لمواجهة آثار تغير المناخ إذا اعتبرت أن الجهود الأخرى للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية قد فشلت".
ويقول برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه في عام 2015، كان لدى كل عراقي 2100 متر مكعب من المياه المتاحة سنويا، مضيفا أنه بحلول عام 2025، ستنخفض تلك الكمية إلى 1750 مترا مكعبا، مما يهدد استقرار الزراعة والصناعة في البلاد على المدى البعيد، فضلا عن تهديد صحة السكان.
وفي السياق، أكد تقرير للاستخبارات الأميركية أن الاحتباس الحراري يهدد الاستقرار العالمي، مشيرا إلى زيادة خطر النزاعات بسبب قلة المياه وحركات الهجرة بعد 2030.
وحذّر التقرير من أن "تقنيات الهندسة الجيولوجية التي تهدف إلى التلاعب بالمناخ والبيئة وتغييرهما قد تكون مصدرا آخر للنزاع"، وبذلك يمكن أي دولة أن "تختبر بشكل أحادي أو حتى تنشر تقنيات الطاقة الشمسية على نطاق واسع لمواجهة آثار تغير المناخ إذا اعتبرت أن الجهود الأخرى للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1,5 درجة مئوية قد فشلت".