على أبواب الإنتخابات الليبية، يشكل ملف المرتزقة ضغطاً كبيرا للاسراع في انجاز سحبهم من البلاد وسط تنامي الحديث عن وجود محاولات من بعض الأطراف السياسية لعرقلة إجراء الانتخابات وتأجيلها الى موعد آخر.
وفي هذا السياق، تحدث مصدر أمني عن ضغوط أميركية وأوروبية تُمارس على بعض الدول المتورطة في إرسال مرتزقة إلى ليبيا لإجبارها على سحبهم قبل موعد الانتخابات الليبية المقررة في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
غير أن بعض المتابعين للشأن الليبي يستبعد إعطاء تفاصيل في هذا الملف مع التأكيد أن الملف "سيشهد تطورا كبيرا قبل موعد الانتخابات، خصوصا ملف المرتزقة السوريين الاكثر انتشاراً في ليبيا.
جهود مكثفة للجنة العسكرية الليبية المشتركة "5+5" في جنيف لوضع اللمسات الأخيرة لخطة خروج المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا، وسط مناشدات بدعم دولي لقراراتها.
خبراء سياسيون أثنوا على جهود اللجنة في الفترة الأخيرة خاصة بعد فتح الطريق الساحلي، وأكدوا على أهمية إجراء الانتخابات بموعدها، إضافة للدعم الدولي واتفاق الدول المتداخلة بالأزمة الليبية لتنفيذ خطة خروج المرتزقة نهائيا من البلاد.
ويأتي اجتماع اللجنة في إطار الجهود التي تبذلها لإحراز تقدم في المسار الأمني الليبي بالتوازي مع الجهود الدولية المبذولة في سياق مؤتمر برلين حول ليبيا، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر 2020 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
من هم المرتزقة في ليبيا؟
غالبية المرتزقة في ليبيا من السوريين، وبدأوا التدفق على مناطق غربي ليبيا التي يسيطر عليها التطرفون منذ سنوات. وينتمي هؤلاء إلى فصائل: "فرقة السلطان مراد" و"فرقة الحمزات"، و"لواء المعتصم بالله"، وتشرف على تدريبهم وتسليحهم شركة "سادات" التركية العسكرية الخاصة.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان في سوريا، إن أنقرة بدأت في تجنيد آلاف السوريين ضمن الميليشيات الموالية لها في شمالي سوريا للذهاب إلى ليبيا.
وذكر أن عددهم في البداية كان بحدود 4 آلاف، قبل أن يصبحوا 13 ألفا في مارس/ آذار 2021، ثم بدأت الأعداد تنخفض تدريجيا لتصل إلى 7 آلاف بسبب تراجع الحوافز المالية المقدمة لهم.
وسبق وأن أفادت صحيفة "الغارديان البريطانية" في تقرير لها بأنه "وفقا للتكهنات، فان هؤلاء المرتزقة في ليبيا ينتمون الى دول عديدة مثل تشاد والكونغو الديمقراطية والنيجر ومالي والسودان وبعضهم من آسيا وشرق أوروبا".
المرتزقة خارج ليبيا؟
وأعلنت وزيرة خارجية ليبيا نجلاء المنقوش، الأحد الماضي، عن خروج محدود للمرتزقة من أراضي البلاد. وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقدته في الكويت مع نظيرها الكويتي أحمد الناصر الصباح.
وردا على سؤال حول "صحة الأنباء عن خروج مرتزقة من ليبيا"، قالت المنقوش: "الخبر صحيح، هذا ملف شائك، وهي مجرد بداية، ونتمنى خروج المرتزقة جميعا من الأراضي الليبية وفق خطة مجموعة 5+5 (العسكرية) ووفق جدول زمني".
تكتيك الانسحاب
وفي وقت سابق، شدد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، على الضرورة الملحة للانسحاب الفوري لجميع المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا، لكنه أكد ضرورة ضمان إجراء الانسحاب بطريقة منظمة ومنسقة وتدريجية.
وحذر المجلس، في اجتماعه الوزاري، من أنه لن يتردد في تسمية وفضح أولئك الذين يواصلون تأجيج الصراع في ليبيا من خلال استيراد الأسلحة والمعدات العسكرية، وبالتالي انتهاك حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة.