أمر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مسؤولي البنتاغون بإجراء إصلاحات لتقليل عدد القتلى المدنيين جراء الضربات العسكرية بعد سقوط عدد من هؤلاء الضحايا في حوادث غير مبررة.
وأكد أوستن في مذكرة إلى القيادة العسكرية أن حماية المدنيين "واجب استراتيجي وأخلاقي". وأضاف "سنراجع طرق تقييمنا للحوادث التي قد تكون ألحقت أذى بمدنيين، وسنعترف بالأضرار التي لحقت بالمدنيين ونستخدم الدروس المستخلصة منها في التحضير للعمليات المستقبلية وتنفيذها".
وأمهل أوستن البنتاغون ثلاثة أشهر ليقدّم إليه خطة عمل لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان، ثم ثلاثة أشهر إضافية لتطوير تعليمات جديدة لمشغلي الطائرات بدون طيار وتسلسل قيادتهم.
كما قرر إنشاء "مركز امتياز" لتطوير أدوات أفضل قادرة على الحد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون، وجمع كل الحوادث التي واجهتها مختلف قيادات الجيش الأميركي في العالم، في قاعدة بيانات واحدة بهدف استخلاص العبَر منها.
وتمت التوصية بهذه الإجراءات في تقرير صادر عن مركز الأبحاث "راند" بتكليف من البنتاغون بناءً على طلب الكونغرس.
الدروس المستخلصة
وخلص هذا التقرير الذي قُدِّم في شباط/فبراير 2021 إلى البنتاغون، إلى أن القيادات المختلفة للجيش الأميركي لا تُشارك بشكل كافٍ الدروس المستخلصة من أخطائها وأن وزارة الدفاع الأميركية لا تعوّض أسر الضحايا بطريقة مناسبة.
وقال أحد معدّي التقرير مايكل ماكنيرني إن الجيش الأميركي منح في كثير من الأحيان تعويضات "على شكل هبات"، أي تعويضات مالية لأسر الضحايا من دون الاعتراف بمسؤوليته القانونية، في أفغانستان والعراق.
وأضاف ماكنيرني للصحافيين أن "البنتاغون بحاجة إلى أن يوضح بشكل أكبر الغرض من هذه المدفوعات. هل هي موجودة لمساعدة القوات الأميركية أو قادة الوحدات كما استخدمها البعض في أفغانستان؟ أم ينبغي استخدامها للاعتراف بالأخطاء وللمحاسبة؟"
سرية تامة
وتأتي هذه الإصلاحات بعد نشر تحقيقات عدة في صحيفة نيويورك تايمز تظهر أن ضربات الطائرات المسيرة التي بات الجيش الأميركي يفضل اللجوء إليها منذ 2014 في حربه ضد الجماعات الجهادية في أفغانستان والعراق وسوريا تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينهم كثير من الأطفال.
كما اتهمت الصحيفة قوة أميركية خاصة تعمل في سوريا، أحيانًا في سرية تامة، بقصف مجموعة من المدنيين ثلاث مرات في آذار/مارس 2019 بالقرب من الباغوز، آخر معقل لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ما أدى إلى مقتل 70 شخصًا بينهم نساء وأطفال.
وكان أحدث خطأ عسكري أميركي وقع في 27 آب/أغسطس في كابول، في الأيام الأخيرة من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، عندما تسببت غارة نفذتها طائرة بدون طيار، بمقتل 10 مدنيين بطريق الخطأ، بينهم سبعة أطفال.