في تهديد جديد، لوّحت الولايات المتحدة باللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران، إذا فشل المسار الدبلوماسي في منع طهران من حيازة سلاح نووي.
التهديد الأميركي يذكّر، بوضوح غير مسبوق، بالتحذيرات الإسرائيلية المتكررة من الإتفاق النووي الإيراني.
وفي التفاصيل، أفاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، في واشنطن بأن الولايات المتحدة تعتبر أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل" لمنع الجمهورية الإسلامية من حيازة السلاح النووي.
وقال بلينكن: "الحوار يتطلّب طرفين، ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران للانخراط في الحوار"، وهو ذكّر بأن الهامش المتاح آخذ بالانحسار.
شدُ الحبال على حاله بين واشنطن وطهران
وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية، فإن المساعي الدولية تتكثف لمحاولة إحياء المفاوضات، لكن حتى الساعة، شدُ الحبال على حاله بين واشنطن وطهران، وقد بات أشبه بجدل بيزنطي، فالأولى تريد عودةَ الجمهورية الاسلامية الى التزاماتها النووية سريعا لترفع عنها العقوبات، بينما ايران تريد رفعَ العقوبات عنها اولا، ومن ثم تعود الى طاولة الحوار في النمسا.
هذه النقطة، تمنع، منذ اشهر، استئناف الحوار غير المباشر بين القوتين، وبالتالي تعيق احياء الاتفاق، وتسمح في الوقت عينه لإيران بالمضي قدما في تطوير سلاحها النووي ورفع نسبة تخصيبها لليورانيوم.
لكن، وفق المصادر، فإن المماطلة اكثر من قبل إيران ستعقّد العودة الى فيينا، وستخفّف من عزيمة الاميركيين وحماستهم للتفاهم من جديد، ذلك انه كلما طال الوقت الضائع، طوّرت طهران ترسانتها اكثر، صعّبت التسويات في المنطقة وزادت من تصعيدها العسكري في الاقليم.
تحذير شديد اللهجة من إيران إلى إسرائيل
ووجّهت إيران، عبر مندوبها لدى الأمم المتحدة، تحذيراً لإسرائيل من أي مغامرة عسكرية قد تطاول برنامجها النووي، في أعقاب إعلان تل أبيب أنها تحتفظ بحق استخدام القوة ضد طهران.
وحذّر مندوب إيران لدى المنظمة الدولية، مجيد تخت روانجي، إسرائيل من "أي خطأ في الحسابات ومغامرة محتملة ضد إيران؛ ومن ضمن ذلك برنامجها النووي السلمي"،
وأضاف: "خلال الأشهر الأخيرة، ازداد عدد وشدة تهديدات الكيان الإسرائيلي الاستفزازية والمغامرة باستمرار؛ إذ بلغ مستوىً تحذيرياً"، مشدداً على ضرورة التصدي لهذا الكيان لوقف جميع تهديداته وسلوكياته المخزية.
ويقوم مسؤولون إسرائيليون، باتهام إيران بشكل متكرر بالسعي لتطوير سلاح ذرّي، ويؤكدون أن تل أبيب لن تسمح بذلك.
طهران تنفي
من جهتها، تنفي طهران سعيها لتطوير سلاح كهذا، وتؤكد سلمية برنامجها النووي. وسبق لإيران أن اتهمت إسرائيل بالوقوف خلف اعتداءات طاولت منشآتها النووية وباغتيال علماء إيرانيين في هذا المجال.
وأتى نشر رسالة تخت روانجي، بُعيد تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، في واشنطن، بأن بلاده تحتفظ بحق التحرّك في أي وقت وبأي طريقة ضد البرنامج النووي الإيراني.