تهز كازاخستان، أكبر دولة في آسيا الوسطى، حركة احتجاج بدأت الأحد في مناطق ريفية بعد زيادة أسعار الغاز، قبل أن تمتد إلى مدن أخرى وخصوصا إلى ألماتي، العاصمة الاقتصادية للبلاد حيث تطورت التظاهرات إلى أعمال شغب سقط خلالها قتلى.
ودعا الرئيس الكازاخستاني السابق نور سلطان نزارباييف الشعب إلى دعم الحكومة لمواجهة الأزمة التي تمرّ بها البلاد، وفق ما أعلن متحدث باسمه. وتأتي دعوة نزارباييف بعد توقيف أحد حلفائه المقرّبين كريم كاجيمكانولي ماسيموف وهو رئيس وزراء سابق، بتهمة الخيانة بعدما أُقيل من منصبه كرئيس لجهاز الأمن الوطني، نتيجة أعمال الشغب.
لا تفاوض
ورفض رئيس البلاد قاسم جومرت توكاييف، المدعوم من روسيا، الجمعة أي إمكانية للتفاوض مع المحتجين وسمح لقوات الأمن بـ"إطلاق النار بهدف القتل" لوضع حد لأعمال الشغب. ووصلت وحدة من القوات الروسية ودول أخرى متحالفة مع موسكو الخميس إلى كازاخستان لدعم السلطات عبر حماية المباني الاستراتيجية ومساندة الشرطة.
توقيف بتهمة "الخيانة"
وأقيل كريم كاجيمكانولي ماسيموف، حليف الرئيس الكازاخستاني السابق نور سلطان نزارباييف والمقرب منه، من منصبه في رئاسة الجهاز خلال الأسبوع الحالي بعد أعمال الشغب. وورد في البيان الذي اعلن توقيفه "في السادس من كانون الثاني/يناير من العام الحالي، فتحت لجنة الأمن الوطنية تحقيقا أوليا بتهمة الخيانة العظمى". وأضاف "في اليوم نفسه، أوقف المدير السابق للجنة الأمن الوطنية ك. ك. ماسيموف وأودع مركزا للتوقيف الموقت مع أشخاص آخرين". وشغل ماسيموف مرّتين منصب رئيس وزراء في عهد نزارباييف. من جهة أخرى، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكازاخستاني قاسم جومرت توكاييف أجريا محادثة هاتفية "طويلة" وناقشا الوضع في كازاخستان.
وتنحى نزارباييف عن الرئاسة في العام 2019 بعد عقود في السلطة واختار توكاييف خلفًا له. كما تسلّم توكاييف هذا الأسبوع من نزارباييف رئاسة مجلس الأمن في البلاد. وقال أوكيباي السبت إن الزعيم السابق موجود في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان وعلى "اتصال مباشر" مع توكاييف. وأفادت الوكالة الفرنسية السبت بأن المدينة كانت هادئة وسط أجواء توتر، مشيرا الى سماع أصوات طلقات نارية تحذيرية من جانب القوى الأمنية لمنع الناس من الاقتراب من الساحة الرئيسية في المدينة.
وتنحى نزارباييف عن الرئاسة في العام 2019 بعد عقود في السلطة واختار توكاييف خلفًا له. كما تسلّم توكاييف هذا الأسبوع من نزارباييف رئاسة مجلس الأمن في البلاد. وقال أوكيباي السبت إن الزعيم السابق موجود في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان وعلى "اتصال مباشر" مع توكاييف. وأفادت الوكالة الفرنسية السبت بأن المدينة كانت هادئة وسط أجواء توتر، مشيرا الى سماع أصوات طلقات نارية تحذيرية من جانب القوى الأمنية لمنع الناس من الاقتراب من الساحة الرئيسية في المدينة.
"سيتمّ القضاء عليهم"
وكان توكاييف أعلن الجمعة أن ألماتي تعرضت لهجوم من "عشرين ألفا من قطّاع الطرق" لديهم "خطة واضحة وإجراءات بتنسيق جيد ودرجة عالية من الاستعداد القتالي". واتهم الإعلام "وبعض الأشخاص في الخارج بلعب دور المحرض" في هذه الأزمة. وأضاف "عملية مكافحة الارهاب مستمرة، الناشطون لم يلقوا السلاح، هؤلاء الذين لن يستسلموا سيتم القضاء عليهم". وحاولت الحكومة استيعاب الغضب الشعبي عبر خفض الأسعار مجددا، لكن ذلك لم يوقف التظاهرات.
حال طوارئ
وبدأت أعمال العنف عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية على آلاف المتظاهرين في ألماتي الثلاثاء. في اليوم التالي، اقتحم متظاهرون مبان حكومية وأضرموا فيها النار، وأعلنت حال الطوارئ على مستوى البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية الكازاخستانية الجمعة مقتل 26 "مجرمًا مسلحًا" و18 عنصرًا أمنيًا، واصابة 740 آخرون بجروح. واعتُقل أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أجانب، بحسب الوزارة. وأعلن مكتب توكاييف السبت أن الاثنين سيكون يوم حداد وطني. وتشهد كازاخستان انقطاعا في الانترنت والاتصالات.