لا تزال آثار الضربة ظاهرة في فناء المنزل المتواضع حيث قتل عشرة من أفراد عائلة واحدة بنيران طائرة مسيّرة أميركية استهدفتهم "بالخطأ" في أواخر أغسطس/ آب 2021، غير أن الناجين من الهجوم غادروا جميعهم تقريبا المكان على أمل بناء مستقبل أفضل بعيدا من كابول.
يقول إيمال أحمد (32 عاما) المقيم منذ شهر في مخيم للاجئين في قطر على أمل إجلائه إلى الولايات المتحدة، في اتصال هاتفي أجري معه "لا أتمنى لأي كان أن يعيش ما عشناه. الأمر فظيع، يفوق التصور".
خطأ مأساوي
وأقر الجيش الأميركي بعد بضعة أيام بارتكاب "خطأ مأسوي" إذ ظن أنه يستهدف آلية محملة متفجرات تعود لمقاتلين من تنظيم الدولة الإسلامية.
ولم تفرض عقوبات على العسكريين الذين ارتكبوا هذا الخطأ لعدم توافر "عناصر متينة بما يكفي لتحديد مسؤوليات شخصية"، واعترف الجيش الأميركي بأنه قتل 188 مدنيا في أفغانستان منذ 2018، بحسب الأرقام الرسمية.
وبعد عام على الضربة، لم يعد هناك سوى عشرة من الأقرباء البعيدين في المنزل المتواضع المؤلف من طابقين القائم في شارع ضيق من أحد أحياء شمال العاصمة. أما الأفراد الأقرب إلى الضحايا، ففضلوا الرحيل من المنزل الذي لا يزال يحمل آثار المأساة.
تم تبديل النوافذ المحطمة وأعيد بناء الجدران المهدمة وطلاء البيت، لكن لم يتم إصلاح الأرضيّة في موقع الضربة. وفي الخارج لا تزال سيارة العائلة الثانية المتفحمة من جراء الإنفجار.