يقبع موظفون عاملون في حديقة حيوانات ميكولايف، الأكبر من نوعها في أوكرانيا، تحت الحصار مع آلاف الحيوانات المهددة بالإنقراض وسط توقعات باستمرار محنتهم بعدما أصابت الموقع صواريخ روسية عدة من بينها قذيفتان عنقوديتان.
فعندما تدوي صفارات الإنذار في مدينة ميكولايف الواقعة على الطريق المؤدي إلى أوديسا التي تضم مرفأ أوكرانيا الرئيسي جنوب غربي البلاد، يخدش أحد النمور قضبان قفصه بغضب.
ويوضح عالم الطبيعيات في الحديقة فيكتور دياكونوف أنّه من الصعب القول ما إذا كان الحيوان، وهو من نوع نمور الأمور التي تمثل "السلالة الفرعية الأكثر ندرة" لهذا النوع، يتفاعل مع الضوضاء أو مع الوجود غير الاعتيادي للغرباء، في ظل الإغلاق المستمر للحديقة منذ أربعة أسابيع.
صواريخ روسية
والصاروخ الأول الذي سقط في 27 فبراير/شباط وحطم بلاط الممشى المحاذي للمكان حيث توضع النمور والدب القطبي، موجود حالياً في متحف الحديقة الذي تأسس قبل أكثر من 120 عاماً.
وأشار مدير الحديقة، فولوديمير توبشي، إلى عدم تسجيل إصابات جراء سقوط الصاروخ، ومنذ ذلك اليوم، سقطت ثلاثة صواريخ أخرى في الحديقة. ويوضح عمّال الحديقة أنّ الصواريخ هي من نوع "أوراغان" وتمثّل قذائف عنقودية.
تنديد دولي
ونددت الأمم المتحدة ومنظمتا العفو الدولية و"هيومن رايتس ووتش" باستخدام الجيش الروسي خصوصاً في شمال شرقي أوكرانيا الذخائر العنقودية المحظورة بموجب اتفاقية أوسلو عام 2008 التي لم توقّع عليها موسكو.
وتنتشر الذخائر العنقودية التي تُصيب أهدافها عشوائيا، ضمن نطاق جغرافي واسع، وتطال نسبة كبيرة من المدنيين، ويمكن أن تقتل الأشخاص أو تحدث تشوهات لديهم بعد مدة طويلة على انتهاء المعارك لأنّها لا تنفجر كلّها بشكل فوري.