قدمت الحكومة الكازاخية إستقالتها للرئيس قاسم جومرات توكاييف، في محاولة لتهدئة غضب المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشوارع للإحتجاج على إرتفاع الأسعار والأداء الحكومي.
ونشرت رئاسة الجمهورية على موقعها الإلكتروني مرسوماً رئاسياً، جاء فيه أن رئيس الجمهورية قد قَبِل استقالة حكومة رئيس الوزراء عسكر مامين، وكلّف علي خان إسماعيلوف نائب رئيس الوزراء بتصريف الأعمال ريثما تشكّل حكومة جديدة.
وجاء في المرسوم أن أعضاء الحكومة سيواصلون أداء واجباتهم الوظيفية لحين الموافقة على تشكيل الحكومة الجديدة، مضيفاً أن المرسوم دخل حيز التنفيذ من تاريخ توقيع الرئيس توكاييف عليه.
هذا وأمر الرئيس الكازاخي الحكومة، بالسيطرة على أسعار الوقود والسلع الأساسية، وقال إن الحكومة المقالة تتحمل مسؤولية التوتر في البلاد، وإن الوزراء فشلوا في مواجهة التضخم.
حالة طوارئ
وفي التفاصيل، أتت إستقالة الحكومة الكازاخية غداة إعلان الرئيس حالة الطوارئ في العاصمة الإقتصادية للبلاد، ألماتي، بعدما شهدت المدينة الواقعة في جنوب شرق كازاخستان مظاهرة ضخمة، استخدمت الشرطة لتفريقها القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع.
وأعلن توكاييف حالة الطوارئ في ألماتي ومقاطعة مانغيستاو اعتباراً من 5 يناير/كانون الثاني ولغاية 19 من الشهر ذاته، على أن يسري خلال هذه الفترة حظر تجول ليلي يبدأ الساعة 11 ليلاً وينتهي عند السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.
وقد تم اعتقال أكثر من 200 شخص بعد مهاجمة مبان حكومية خلال الإحتجاجات، في حين قالت وزارة الداخلية الكازاخية إن المحتجين أحرقوا 37 سيارة شرطة خلال المظاهرات.
غضب واحتجاجات
توازياً مع نزول الالاف إلى الشوارع توقفت تطبيقات المراسلة تلغرام وسيغنال وواتساب عن العمل في البلاد.
ويعتبر ارتفاع الأسعار وأداء الحكومة من الأسباب التي أشعلت فتيل الإحتجاجات في الدولة النفطية، وعلى الرغم من الخطوة الحكومية لخفض الأسعار تلبية لمطالب المحتجين إلا أن ذلك لم يخفف من سخطهم.
من جهتها، أوضحت وزارة الطاقة في كازاخستان أن ارتفاع الأسعار يعود إلى إرتفاع الطلب على إسطوانات الغاز، الذي بدأ تداوله في بورصة الطاقة مع بداية العام.
وعقب اندلاع المظاهرات، دعا الرئيس توكاييف لضبط النفس، وكتب على تويتر: "يتعين أن يتحلى المتظاهرون بالمسؤولية وأن يكونوا على استعداد للحوار".
وأضاف أن توجيهات صدرت للشرطة بمنع حدوث "انتهاكات للنظام العام"، وقال إنه طالب السلطات بإيجاد "حل يصب في صالح الجانبين".