يتنقل "القطار الأصفر" وسط الجبال المكسوة بالثلوج بين حوالى عشرين محطة في فرنسا، بينها الأعلى في البلاد على ارتفاع حوالى 1600 متر، متيحا للركاب التمتع بمناظر خلابة صيفاً وشتاء على سفح جبال البيرينيه عند حدود منطقة كاتالونيا الإسبانية.
ويعتمد القطار تكنولوجيا منسوخة تماماً عن أول مترو باريسي، وقد احتفظ بشكل مقصوراته الخشبية الملبّسة بالمعدن وبسكته الكهربائية الثالثة على مسار ضيق ويمكنه نقل ما يصل إلى 250 راكبا.
وتتيح هذه الخاصية منذ أكثر من قرن للقطار الأصفر التنقل عبر مسار منحدر بنسبة 6 % صعودا ونزولا من دون خطر الانزلاق عند المنعطفات.
وينطلق القطار الملقب "كناري" نسبة إلى لون مقصوراته الأصفر مع خطوط حمراء، بألوان راية إقليم كاتالونيا، من قلعة فيلفرانس دو كونفلان العائدة إلى القرون الوسطى.
ويوضح مدير الخط لوران لانفان (49 عاما) لوكالة فرانس برس أن رحلات هذا القطار بدأت في تموز/يوليو 1910 .
ولا تتعدى المسافة الفاصلة بين سكك الحديد مترا واحدا، بدلا من 1,435 مترا في السكك التقليدية.
ويقول مسؤول الصيانة في هذا الخط غالدريك سير (36 عاما) إن "هذا القطار زاخر بالتاريخ"، مبدياً افتخاره بالجانب "الحرفي" لمهنته التي تعتمد تقنيات لم تعد موجودة بكثرة.
تكنولوجيا القرن العشرين
وفيما يتم صنع بعض القطع وإصلاحها محليا في محطات القطار، ثمة حاجة لخبرات من عمال سكك حديد خارجيين كأولئك الذين يعاينون الجسور أو يجمعون قطع الحديد على غرار تجميع قطع برج إيفل.
ومن المقرر إجراء صيانة شاملة للقطار الأصفر نهاية العام الحالي، يُتوقع استمرارها ثلاث سنوات ومن شأنها السماح بتسيير "معدات جديدة مع تصميم شبيه بالقديم"، وفق مدير الخط.
ويشير لانفان إلى أن "ثمة رغبة حقيقية في التطوير من أجل الاستمرار في التشغيل إلى ما بعد 2030، ومضاعفة القدرة" للانتقال من 10 رحلات يومية إلى عشرين خلال موسم الذروة الصيفي.
ومع مئة ألف رحلة سنويا، يتمتع القطار الأصفر الذي يتنقل بمقصورات مكشوفة صيفا، بقدرات سياحية كبيرة.