العناد من صفات الأطفال ويبقى حتى المراهقة. ولكن هذا النوع من السلوك يمكن أن يحدث في أي عمر. إنه أحيانًا جزء من شخصيتهم في حالات أخرى، يكون عناد الطفل طريقة لمعرفة حدوده وقياس مستوى حريته. ولكن في بعض الأحيان يعني هذا أن الطفل يحاول جاهدًا التعبير عن أمر ما. مفتاح تأديب الطفل العنيد هو التزام الهدوء والاستماع والتفهم وتقديم السلوك المقبول.

السنوات الأولى من العمر فترة حرجة في نمو الطفل. فدماغه يستمر في التحسن والتعلم وتخزين المعلومات التي سيستخدمها لبقية حياته. فتصرفاته التي تبدو عنادًا أو سلوكاً سيّئاً هي في الواقع طريقته الطبيعية في تعلم السبب والنتيجة. فعلى سبيل المثال، إذا كنت معتادًا على الرد بـ "لا" فقط أو إظهار وجه غاضب في كل مرة يفعل فيها طفلك شيئًا سيّئًا، من المحتمل أن يكرر الأمر نفسه ليراقب رد فعلك ما إذا كان متطابقاً. من خلال تغيير إجابتك، سيلاحظ أنه لن يكون دائمًا قادرًا على الحصول على الإجابة التي يريدها وسيتصرّف بشكل مختلف.

إذا كان طفلك يصر على لمس الأشياء القابلة للكسر أو يلعب بخزائن المطبخ، أعد ترتيب المنزل بدلاً من معاقبة الطفل أو توبيخه. فهو منزله أيضًا، واستكشافه يساعده على التعلّم. فالأطفال يتعلّمون من خلال الاستكشاف. فالأفضل ان تنقل الأشياء القابلة للكسر وإعادة ترتيب المنزل بدلاً من إعاقة عملية تعلّمه الطبيعية. فيجب إعادة ترتيب المنزل قبل أن يبدأ الطفل بالتنقل.

يسمع الأطفال غالبا كلمة "لا". لذلك، وبعد إعادة ترتيب المنزل، اجعل هدفك كلمة "نعم". هذه الكلمة ستسمح له بالتعلّم عبر استكشاف الأشياء التي تهمّه. دع طفلك يخرج من المنزل بين الحين والآخر أو يستمتع في حوض الاستحمام. ستساعده الأنشطة الجسدية على استهلاك بعض الطاقة ما يجعله ينام جيدًا ويصبح أقل عنادًا.

إذا كان الطفل على وشك أن يفعل شيئًا سيّئًا، ناده باسمه وأعد توجيه انتباهه إلى أمر آخر. على سبيل المثال يمكنك اصطحاب لعبة صغيرة عند مغادرة المنزل، أو وجبة خفيفة، سرّاً، فتخرجها له عند الحاجة.

السلوك السيئ الأكثر شيوعًا عند الأطفال هو العضّ. فعندما يضربك، أمسك باليد التي استخدمها وانظر في عينيه وقل: "نحن لا نضرب ، ومرّر يده على يدك أو وجهك، حيث ضربك، لتظهر له الفرق بين الضرب واللمس مع الأطفال أو الحيوانات الأليفة الأخرى. يمكنك أيضًا قراءة كتاب له، تمهيداً لتعويده على المطالعة.

في هذا السياق، أكّدت المعالجة النفسيّة اللبنانية ريتا نهرا لـ"جسور" أن " صور العناد تختلف بين طفل وآخر، فهناك أسباب عديدة وراء عناد الأطفال وأبرزها مشاهدة الطفل الخلافات الزوجيّة بين الوالدين. كما أن مقارنة الطفل بأطفال آخرين سبب رئيسي لجعله أكثر عناداً، فضلا عن ان المعاملة السيئة والقسوة والدلال الزائد عن الحد امور تجعل الطفل يستخدم العناد للحصول على متطلباته."

وبالحديث عن الحلول قالت المعالجة النفسيّة "نستطيع القول ان العناد هو اضطراب سلوكي، فنرى الطفل يتمسك برأيه ويصر عليه مهما حاولنا إقناعه. لايجاد حل للعناد يمكننا أن نؤمّن الدفء والحنان للطفل كما أن الاستماع إلى مشاكله واحترام أفكاره امور تساعدنا على كسر حاجز العناد. كما يجب دائماً معاملة الطفل بأسلوب إيجابي."