برعاية أميركية، عقد اجتماع سري ضم قادة عسكريين إسرائيليين وعرب في شرم الشيخ المصرية في مارس/ آذار الماضي، وذلك بحسب ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين أميركيين ومسؤولين من المنطقة، أن "الاجتماع يهدف إلى استكشاف سبل التنسيق لمواجهة قدرات إيران الصاروخية وطائراتها المسيّرة".
وأوضحت أن الاجتماع الذي لم يكشف عنه من قبل، هو المرة الأولى التي يلتقي فيها كبار الضباط الإسرائيليين والعرب على هذا المستوى تحت رعاية عسكرية أميركية لمناقشة كيفية الدفاع ضد تهديد مشترك.
وأشارت إلى أن المسؤولين الذين شاركوا في الاجتماع يمثلون إسرائيل والسعودية وقطر والأردن ومصر والإمارات والبحرين، إضافة إلى الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أن "هناك عاملا آخر يدفع إلى توسيع التعاون العسكري، وهو رغبة الدول العربية في الوصول إلى تكنولوجيا الدفاع الجوي الإسرائيلية والأسلحة في وقت تحول فيه الولايات المتحدة أولوياتها العسكرية نحو مواجهة الصين وروسيا"،و"مع ذلك، فإن المناقشات بين دول الشرق الأوسط حول التعاون في مجال الدفاع الجوي، لا يزال أمامها طريق طويل لتقطعه ولا تزال حساسة من الناحية الدبلوماسية".
التزام راسخ
وفي بيان له، لم يقر الكولونيل جو بوتشينو، المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية، باجتماع شرم الشيخ، لكنه قال إن القيادة "تحافظ على التزامها الراسخ بزيادة التعاون الإقليمي وتطوير هيكل دفاع جوي وصاروخي متكامل لحماية قواتنا وقوات الشركاء الإقليميين"، مضيفا أن إيران "هي العامل الأساسي لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط"، بحسب الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة أن "المتحدثين باسم إسرائيل والدول العربية، باستثناء الإمارات العربية المتحدة، رفضوا التعليق أو لم يردوا على طلبات التعليق على الاجتماع"، في حين أن "دولة الإمارات العربية المتحدة لم تعلق على المحادثات، بل إنها تناولت موضوع التعاون بشكل واسع".
لكن في أول رد رسمي عربي على هذا الاجتماع، نفت الإمارات علمها بأي اجتماع بشأن تحالف عسكري إقليمي، وقالت في بيان: "لسنا على علم بأي مناقشات رسمية تتعلق بأي تحالف عسكري إقليمي".
ونقلت الصحيفة عن أشخاص مطلعين على الاجتماع قولهم إن "هذه التفاهمات لم تكن ملزمة"، و"الخطوة التالية هي تأمين دعم القادة السياسيين لتقنين ترتيبات الإخطار وتحديد مصلحة قادة الشرق الأوسط في توسيع التعاون".
طابع رسمي
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فقد قال مسؤولون من دولتين عربيتين إن "المملكة العربية السعودية، التي لم تقم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، من غير المرجح أن تتبنى علناً تحالف دفاع جوي يضم إسرائيل إلا بعد قيام البلدين بإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات".
ومع ذلك، فقد "جمع لقاء شرم الشيخ بين رئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس أركان القوات المسلحة السعودية، اللواء فياض بن حامد الرويلي، وشارك الفريق الركن سالم بن حمد النابت الذي يقود القوات المسلحة القطرية، وكذلك كبار القادة من الأردن ومصر، حيث أرسلت البحرين، التي نادرا ما يسافر قائدها العسكري، والإمارات العربية المتحدة، ضباطا أقل رتبة، في حين أن الكويت وعمان لم تنضما إلى المحادثات"، وفق ما ذكر تقرير الصحيفة.
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أنه "تم وضع العديد من اللبنات الأساسية لنظام دفاع جوي إقليمي محتمل"، إذ "اشترت المملكة العربية السعودية ما يصل إلى 22 بطارية باتريوت أميركية مضادة للصواريخ"، وفقا لمسؤول أميركي، وهي "بصدد الحصول على بطاريات دفاع منطقة عالية الارتفاع، وهي نظام أميركي آخر مضاد للصواريخ يعرف باسم ثاد".
جولة أميركية
ويخطط الرئيس الأميركي جو بايدن لزيارة إسرائيل والمملكة العربية السعودية في منتصف يوليو/ تموز، حيث قالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي إن "البيت الأبيض يؤيد توسيع العلاقات العربية الإسرائيلية وتعميقها"، بينما لم تذكر تفاصيل، فيما "تأمل الولايات المتحدة في بناء درع دفاع جوي متكامل في الشرق الأوسط لعقود من الزمن، من شأنه أن يربط بين الرادارات والأقمار الصناعية وأجهزة الاستشعار الأخرى بين دول المنطقة".
تهديد إسرائيلي
وكان وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان قد أكد أن بلاده ستتصدى للتهديد الإسرائيلي بتخريب البرنامج النووي لإيران.
وجاءت تصريحاته خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل في طهران اليوم السبت.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن طهران "لن تتوانى عن تهديد النظام الصهيوني بما في ذلك أفعاله التخريبية في المناقشات المتعلقة بنشاط إيران النووي السلمي".
وذكرت وكالة تسنيم أن عبداللهيان وبوريل تطرقت للعلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية، بالإضافة إلى آخر تطورات المفاوضات حول رفع العقوبات عن إيران.