يُحيي الفلسطينيون الذكرى السنوية الـ104 لصدور "وعد بلفور" الذي منحت بريطانيا بموجبه أرض فلسطين "التي لا تملكها"، للحركة الصهيونية "التي لا تستحقّها"، لإقامة "وطن قومي لهم".
ويرى محللون سياسيون أن الشعب العربي لا يزال رافضا لحالة التطبيع، بخلاف بعض حكوماته، ما يقوّض من فرص تغلغل إسرائيل في المنطقة.
ووقعت أربع دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، في العام الماضي 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتنضم إلى مصر والأردن من أصل 22 دولة عربية.
رسالة فقرار
البداية كانت مع رسالة وجهها آرثر جيمس بلفور، وزير خارجية بريطانيا آنذاك، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1917 إلى اللورد اليهودي ليونيل والتر دي روتشيلد، يشير فيها إلى تأييد حكومة بريطانيا لإنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين.
عُرض نص رسالة بلفور على الرئيس الأمريكي ولسون، الذي وافق على محتواها بطريقة غير رسمية. وبعد أن نالت موافقة فرنسا وإيطاليا رسمياً عام 1918، أعلن الرئيس ولسون رسميًا موافقته عليها سنة 1919، وكذلك اليابان.
وجاء في نص الرسالة "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وفي مؤتمر "سان ريمو" الدولي الذي عقد في أبريل/نيسان عام 1920، تكرّست صيغة الانتداب، وحصلت بموجبه فرنسا على سوريا ولبنان، أما بريطانيا فحصلت على فلسطين والعراق.
مجيء اليهود
وطوال فترة الانتداب، بين عامي 1917 و1948عملت بريطانيا على دعم القومية العربية من ناحية وتسهيل وتنظيم مجيء اليهود من دول العالم إلى فلسطين في الوقت ذاته، فاتحة لهم الباب لإنشاء إسرائيل عام 1948، في اليوم نفسه الذي أنهت فيه انتدابها على فلسطين.
ولم يعترف "إعلان بلفور" إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية لسكان فلسطين العرب متجاهلًا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية على الرغم من الوعود التي قطعها عليهم في السابق.
من لا يملك لمن لا يستحق
من جهتهم، يرى الفلسطينيون أن إعلان بلفور يكرس فكرة "من لا يملك لمن لا يستحق" إذ أنه أعطى وطنًا ليهود ليسوا من السكان الأصليين، حيث لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور الإعلان سوى خمسين ألفاً من أصل 12 مليوناً، منتشرين في دول العالم أي نحو 5% من عدد سكانها، بينما كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفا.
"
وعد بلفور" أمام محاكم فلسطينية
وفي ظل التخاذل الدولي، قدم محامون فلسطينيون دعوى قضائية في محكمة بداية بمدينة نابلس، نيابة عن التجمع الوطني للمستقلين، والمؤسسة الدولية لمتابعة حقوق الشعب الفلسطيني، ونقابة الصحافيين الفلسطينيين، ضد حكومة بريطانيا التي يحملونها مسؤولية "وعد بلفور"، وقضت المحكمة، في فبراير الماضي، ببطلان "وعد بلفور"، وأكدت أنه ينتهك القواعد القطعية للقانون الدولي.
"وعد بلفور" أدخل العرب والفلسطينيين في صراع مستمر مع إسرائيل، لم ينته بعد، على الرغم من توجّه عدد من الدول لتطبيع علاقاتها مع الأخيرة. إذ وقعت كل من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، العام الماضي 2020، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتنضم إلى مصر والأردن من أصل 22 دولة عربية.