أبدى المتحدث باسم الخارجية الايرانية سعيد خطيب زادة استغرابه لما جاء في تصريحات رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، الذي تحدّث عن دخول شاحنات إيرانية إلى قره باغ.
وقال خطيب زادة في تصريح أدلى به للصحافيين إن "إطلاق التصريحات بهذا الاسلوب يدعو للاستغراب في ظل وجود علاقات طيبة ومبنية على الاحترام بين البلدين والمسارات الطبيعية للعلاقات بين الطرفين قائمة في اعلى المستويات".
وتابع: "لقد جرت مشاورات جادة ودقيقة خلال لقاء وزيري خارجية البلدين على هامش الاجتماع الاخير للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وتم الاتفاق على مواصلة هذه المحادثات في أرضية مناسبة".
وأشار خطيب زادة إلى أن "الجمهورية الاسلامية الايرانية تعلن على الدوام معارضتها لأي احتلال للأراضي وتؤكد على ضرورة إحترام وحدة أراضي الدول والحدود الدولية المعترف بها، كما ان التزام حسن الجوار يعد من أهم القضايا التي من المتوقع الإهتمام بها من قبل جميع الجيران".
وبشأن المناورات التي أجريت من قبل إيران في مناطق شمال غرب البلاد قال إن "هذه قضية سيادية وتجري من اجل استقرار وامن المنطقة كلها."
وأضاف: "بطبيعة الحال من الواضح ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتحمل وجود الكيان الصهيوني ولا استعراضيا بالقرب من حدودها وستقوم بتنفيذ أي إجراء تراه لازما لأمنها القومي".
الرئيس الأذربيجاني: لماذا على حدودنا؟
من جهته، كان الرئيس الأذربيجاني قال في تصريحاته الأخيرة إن "أذربيجان رصدت عبر الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة دخول شاحنات إيرانية إلى قره باغ"، معتبراً أنها ليست المرة الأولى التي تشهد "دخول شاحنات إيرانية بطريقة غير قانونية إلى المنطقة". ولفت إلى أن إيران سعت لتمويه الشاحنات الإيرانية عبر إلصاق لافتات أرمينية عليها وان هذا الامر حدث ايضا خلال فترة الاحتلال مرارا".
وقال إن "سلوك أذربيجان وإجراءاتها كانت على أساس العلاقات الودية، حيث شهدت المرة الأولى التحذير الشفهي، والمرة الثانية مذكرة رسمية، فيما شهدت المرة الثالثة نشر نقاط التفتيش وقوات حرس الحدود والجمارك والشرطة، مما أدى إلى توقف وصول الشاحنات من إيران".
كما تطرق علييف إلى المناورات العسكرية التي أجرتها إيران اخيرا بالقرب من الحدود الأذربيجانية، ووصفها بأنها "مثيرة للدهشة" حيث لم تكن هناك مناورات مثلها على مدى السنوات الثلاثين الماضية.
واعتبر أنه "من حق أي دولة إجراء مناورة عسكرية داخل أراضيها، فهذا حق سيادي لها"، مضيفاً: "لكن السؤال هنا لماذا أُجريت هذه المناورة الآن؟ ولماذا على حدودنا؟ هذا ليس سؤالي، وإنما سؤال يطرحه المجتمع الأذري وجميع الأذريين في جميع أنحاء العالم".
وسأل: "لماذا لم يجروا مناورات في هذه المنطقة في سنوات الاحتلال؟"، في إشارة إلى سيطرة القوات الأرمينية على معظم إقليم قره باغ منذ العام 1992 وحتى الحرب الأخيرة في الخريف الماضي".