يتجه الاتفاق العسكري بين بغداد وواشنطن نحو تثبيت استراتيجية جديدة في التعاون المشترك تحاكي القرار الأميركي الأكبر بالانسحاب التدريجي من العراق التزاماً بالوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي جو بايدن لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال زيارته الى واشنطن بإنهاء المهام القتالية للقوات الأميركية في العراق نهاية العام الجاري.
وأفادت قيادة العمليات المشتركة العراقية، بأن اللجنة الفنية العسكرية العراقية عقدت اجتماعاً مع نظيرتها الأميركية، في العاصمة العراقية بغداد، نتج عنه الاتفاق على تقليص القوات القتالية الأميركية في القواعد العسكرية، في قاعدة عين الأسد في الأنبار، وأربيل في كردستان.
وقالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، إن اجتماعاً بين اللجنة الفنية العسكرية العراقية، برئاسة نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن عبد الأمير الشمري، ونظيرتها الأميركية، برئاسة قائد قوات عمليات العزم الصلب في العراق، اللواء جون برينان، عُقد في إطار المحادثات الأمنية الفنية.
واتفق الطرفان على تقليص الوحدات القتالية والقدرات الأميركية من القواعد العسكرية، في عين الأسد وأربيل، على أن يكتمل بحلول نهاية شهر سبتمبر/أيلول الجاري. كما تم تخفيض مستوى قيادة التحالف الدولي من مقرّ بقيادة ضابط برتبة فريق، إلى مقرّ أصغر بقيادة ضابط برتبة لواء، لأغراض الإدارة والدعم والتجهيز، وتبادل المعلومات الاستخباراتية والمشورة.
وجدد الطرفان التأكيد أن وجود القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي هو بدعوة من العراق، ويعتمد على توفير الحماية من الحكومة العراقية، وفقاً للقوانين والأعراف الدولية، وبما يتوافق مع السيادة العراقية. كما اتفق الجانبان على عقد جلسات منتظمة لاستكمال مناقشة الخطوات المتبقية، لتأمين الانتقال إلى دور غير قتالي لقوات التحالف الدولي، بحلول الوقت المحدد لها نهاية هذا العام.
وكانت جولة الحوار الاستراتيجي الثالثة التي انعقدت في أبريل/ نيسان الماضي عبر تقنية الفيديو، انتهت بالاتفاق على أن "انتقال مهمة القوات الأميركية وقوات التحالف إلى التركيز على المهام التدريبية والاستشارية، ما يسمح بإعادة انتشار أي قوات قتالية متبقية من العراق"، وعلى تحديد توقيت دخول هذا التغيير حيز التنفيذ خلال جولة الحوار الاستراتيجي الرابعة.
وفي يونيو/ حزيران 2020 أعلنت الحكومتان الأميركية والعراقية عقب جولة الحوار الاستراتيجية الثانية، أن الولايات المتحدة "ستواصل تقليص" وجودها العسكري في العراق، في حين تعهدت بغداد بحماية القواعد التي تضم قوات أميركية بعد هجمات صاروخية طالتها.
ولا يزال هناك نحو 3 آلاف و500 جندي أجنبي على الأراضي العراقية، بينهم 2500 أميركي، لكن إتمام عملية انسحابهم قد تستغرق سنوات.