بعد 16 عشر عاماً من الارتباط الوثيق بين ألمانيا واسم المستشارة انجيلا ميركل، استعدادات لاستقبال المستشار الجديد بعد انتخابات تشريعية خاضتها البلاد في 26 أكتوبر 2021.
وفاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني بالانتخابات البرلمانية في ألمانيا، فيما حققت كتلة الاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي أدنى نتيجة لها في تاريخها.
وتدل نتائج فرز الأصوات في جميع المناطق الألمانية على أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني حصل على 25,7% من أصوات الناخبين، تليه كتلة الاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي بعد حصوله على 24,1%. ويحتل تحالف الخضر المرتبة الثالثة (14,8%) وحزب الديمقراطيين الأحرار – المرتبة الرابعة (11,5%) و"البديل من أجل ألمانيا" – المرتبة الخامسة (10,3%).
ويعني ذلك أن كتلة الاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي حصلت أقل بنسبة 8,8 نقطة مئوية من الأصوات مما كان عليه عام 2017، فيما تحسنت نتيجة الحزب الاشتراكي الديمقراطي بنسبة 5,2 نقطة مئوية وتحالف الخضر – بنسبة 5,7 نقطة مئوية وحزب الديمقراطيين الأحرار – بنسبة 0,8 نقطة مئوية. وفقد "البديل من أجل ألمانيا" 2,3 نقطة مئوية.
60 مليون ألماني يحق لهم الانتخاب توجهوا إلى صناديق الاقتراع، وقد جرت العادة أن يفوز الحزب المسيحي الديمقراطي بالمرتبة الأولى والحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمرتبة الثانية. غير أن صعود نجم مرشح الحزب الاشتراكي أولاف شولتس قلب المعادلة هذه المرة.
نبذة عن الحزب الديمقراطي
يعتبر الحزب الاشتراكي الديمقراطي/ SPD أقدم الأحزاب الألمانية وأحد الحزبين الشعبيين الرئيسيين في ألمانيا إلى جانب الحزب المسيحي الديمقراطي. يعود تاريخ تأسيسه إلى عهد الثورة الديمقراطية الشعبية سنة 1848، أما اسمه الحالي فيعود إلى عام 1894.
بعد صعود النازيين بزعامة أدولف هتلر إلى السلطة عام 1933 تم منعه وانتهى المطاف بأعضائه إلى السجن والتعذيب. وبعد الحرب العالمية الثانية تخلى الحزب عن الماركسية، وساهم بشكل فعال في بناء اقتصاد السوق الاجتماعي في ألمانيا الغربية إثر توليه السلطة عام 1966 كجزء من تحالف حكومي ضم آنذاك الحزب المسيحي الديمقراطي.
ملف اللجوء
مع المرحلة الجديدة التي تنتظر ألمانيا، يلقي ملف اللجوء بثقله على السياسة الألمانية المقبلة فحين قررت المستشارة الألمانية، إنغيلا ميركل، في سنة 2015، أن تفتح الباب أمام طالبي اللجوء، قوبلت "المرأة الحديدية" بانتقادات شديدة، كما أدت "سياسة الترحيب" بالهاربين من الحروب والاضطرابات إلى تراجع شعبية حزبها المحافظ، الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
وكتبت حينها صحيفة "غارديان" البريطانية، أن ميركل نجحت في الخطوة التي وصفت بـ"مقامرة الهجرة"، رغم الانتقادات الصادرة عن قوى اليمين المتطرف.