بعد فصول من الإتهامات بشأن رعاية تركيا لتنظيمات إسلامية متطرّفة، أعلن الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان، أمس الخميس، إلقاء القبض على قيادي كبير في تنظيم الدولة (داعش) يدعى بشار خطاب غزال الصميدعي الملقب ب (أبو زيد)، مشيرًا إلى أنه من أبرز القياديين المهمين ضمن صفوف التنظيم عقب مقتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وصولا إلى أيمن الظواهري.
تقارير تابعة للأمم المتحدة أشارت إلى أنه إعترف بتولّيه منصبًا يسمى بالقضاء ووزارة التربية والعدل داخل التنظيم.
في السياق، رأى الخبير في شؤون الحركات المتطرّفة واﻹرهاب الدولي منير أديب، أن تركيا لا تزال على علاقتها المتنامية والوثيقة مع تنظيم الإخوان المسلمين بالتحديد، مشيرًا إلى أنها استضافت قيادي هذا التنظيم وغيره من المسلحين.
وقد رجّح انطلاق شعلة هذه التنظيمات من أراضيها، متهمًا أجهزة الاستخبارات التركية بالتعاون ودعم هذه التنظيمات ماليًا. وفي حديث ل"جسور" أكد أديب أن تركيا كانت بمثابة الجسر الذي دخلت عبره قيادات التنظيم إلى سوريا ومنها إلى مدينة الرّقة حيث تمركزت قواتها معلنة الرقة عاصمة لدولة الخلافة التي أقيمت في 29 من يونيو/حزيران 2014 وسقطت في 22 مارس/ آذار 2019.
دعاية لا محدودة
على الإثر، إعتبر أن تركيا لم تكتف بمعالجة متضرري التنظيم في مستشفياتها، بل وسّعت دعمها إلى حد التبادل الإقتصادي وشراء البترول بأسعار زهيدة منها مؤكدًا في هذا إطار إستغلال تركيا لإنشغال المجتمع الدولي، فيما اعترف بتحقيقها مكاسب سياسية وإقتصادية على هذا الصعيد.
أما في إعلان الرئيس التركي فقد أشار إلى العملية الدعائية التي تقوم بها بزعمها أنها قتلت صاحب التنظيم، بينما أشار إلى مقتل الزعيم السابق للتنظيم شامل القرشي بمنطقة كانت خاضعة للسيطرة التركيّة في سوريا وقرب مفرزة أمنية تركية، معللا الترابط الوثيق بينهما.
غير أن تركيا نجحت في الوقوف في المنطقة الوسط بين ادعائها محاربة التنظيم ودعمه في الجهة المقابلة، عازمًا إعلانها هذا اليوم إلى العلاقات الجديدة مع غالبيّة الدول العربية وفي مقدمها الخلجية.
أهداف إستراتجية مشتركة
أما في تهديدات داعش فقد رأى أن التنظيم لا يوثّر على القومية الإسلامية التي يدعمها حزب العدالة والتنمية لكن رغم إختلافاتهم المتفاوتة بين بعضهم، فهم متفقون على الأهداف الإستراتجية الخاصة الداعية إلى الخلافة الإسلامية في إطار توافقهم الديني والسياسي، مؤكدًا أن الخطر الحقيقي للحزب الحاكم اليوم يتمثّل بالأكراد.
وفي الإطار، فإن الحزب يستغل هذه التنظيمات المتطرّفة كداعش لمحاربة التنظيم الكردي وفق تعبيره حيث أن القوات التركية تقوم بحراسة مخيم الغول الذي تتواجد فيه قرابة ال 95 ألف من عائلات التنظيم. وبالتالي تؤمّن الحماية لهذه المخيمات التي تقوم بمهاجمة القوات الكردية التي وصفها ب "الوطنية".