لطالما شكلت المافيا التركية علامة استفهام حول مدى تأثيرها على المشهد السياسي في تركيا الا ان الامر لم يتخط يومًا حدود الفرضيات والمزاعم.
لكن في الاونة الاخيرة تبدل الوضع كثيرًا، ففي أحدث اتهام للسلطات التركية ذكر تقرير موسع نشرته منظمة دولية اتهمت فيه أنقرة باستخدام الجريمة المنظّمة لمصالح وأغراض سياسية خاصة بالحكومة التي يقودها حزب "العدالة والتنمية".
هذه المعطيات ليست يتيمة اذ انها تأتي بعد أشهر من تصريحاتٍ مثيرة للجدل أطلقها زعيم المافيا التركي سادات بكر الملقب بـ "ابو المافيا التركية" الذي اشتهر بقربه من الرئيس التركي رجب الطبب اردوغان. وزعم بكر في سلسلة مقاطع فيديو أن كبار المسؤولين الحكوميين الحاليين والسابقين طلبوا مساعدته في التخلص من بعض المعارضين، كما اتهم فيها مسؤولين آخرين بالتورط في جرائم قتل وتجارة مخدرات وغيرها من التهم الخطيرة.
ووصف تقرير "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظّمة العابرة للحدود" تركيا بـ "دولة المافيا"، اذ ان معدّل الجريمة المنظّمة فيها مرتفع جدًا وجاءت انقرة في المرتبة 5 بين 46 دولة آسيوية وفي المرتبة 12 بين 193 دولة ذات أعلى معدّلات الجريمة المنظّمة.
فكيف طورت المافيا التركية نفسها عبر التاريخ؟ وهل تسيطر العصابات فعلًا على الدولة ام تتماهى معها؟