"الإنتقام للضابط في الحرس الثوري الإيراني صياد خدائي الذي قتل أمس في طهران أمر حتمي". انه أول تعليق للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على مقتل العقيد صياد خدائي بإطلاق نار عليه من مسلّحين كانا على متن دراجة نارية شرق طهران.
الحرس الثوري الايراني دان عملية الاغتيال الإرهابية، مشيرًا الى أن من يقفون خلفها هم عناصر مرتبطون بـ"الاستكبار العالمي"، وهي العبارة التي تستخدمها إيران للإشارة الى الولايات المتحدة وحلفائها، وفي مقدمهم إسرائيل، مؤكدًا فتح تحقيق لتحديد هوية المعتدي أو المعتدين.
ووفق وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، قتل العقيد بـخمس رصاصات قرب منزله في طهران، ونشرت الوكالة صورًا تظهر شخصًا مضرّجا بالدماء وقد انحنى رأسه الى الأسفل، وهو جالس إلى مقعد السائق في سيارة بيضاء اللون. وبدا زجاج النافذة البعيدة من السائق محطّما.
تصعيد إيراني؟
وسط حديث عن رد إيراني مرتقب، أشار الباحث الإيراني في الشؤون السياسية والاقتصادية سعيد شاوردي في حديث لـ"جسور" الى أن "إيران سترد على عملية الاغتيال وبما أن الجهة المنفذة لهذه العملية الإرهابية اختارت عدم الكشف عن هويتها، فإن إيران قد تختار نفس الطريقة للرد أي انها ستبادر إلى استهداف شخصيات تعتقد أنها ضالعة في العملية الإرهابية.
المتّهم الرئيس هو الجانب الإسرائيلي اذ أفادت معلومات إسرائيلية بأن عناصر مرتبطة بإسرائيل نفذت هذه العملية."
واستطرد قائلا "اعتقد أنه ليس من مصلحة إيران أن ترد مباشرة على هذه العملية لأنه سيؤدي إلى فرض ضغوط غربية ودولية على طهران. الإيرانيون يطالبون برد قاس بهدف منع تكرار مثل هذه العمليات الإرهابية."
أما الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني ناجي ملاعب فقال"بحسب المعلومات، فإن العقيد الذي قتل كان مسؤولاً عن منظومة الصواريخ التي ترسل الى حزب الله، ما قد يشير الى ضلوع إسرائيل في عملية الاغتيال.
وفي الآونة الأخيرة، الأمن الإيراني قمع الانتفاضات الإيرانية التي بدأت منذ شهرين، وبالتالي استفادت إسرائيل من حال الإرباك في الصفوف الإيرانية لتقوم بعملية الاغتيال".
وأضاف في حديث لـ"جسور" أن "الاغتيال بهذا الشكل ليس جديدًا بالنسبة للاسرائيليين، إذا سبق واعتمدتها تل أبيب ضد شخصيات إيرانية عدة."
النووي الإيراني
يأتي مقتل خدائي في وقت تُبذل جهود دبلوماسية لكسر الجمود الحاصل في مباحثات إحياء الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترامب.
وسعيا لإعادة تفعيل هذا الاتفاق، بدأت إيران والقوى الكبرى في أبريل /نيسان 2021 مباحثات شاركت فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر، لكنها علّقت رسميًا في مارس/آذار، مع تأكيد المعنيين أن التفاهم بات شبه منجز، لكن مع تبقّي نقاط تباين بين واشنطن وطهران، أبرزها طلب الأخيرة شطب إسم الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
وعن تأثير اغتيال العقيد في الحرس الثوري على الاتفاق النووي الايراني، أشار شاوردي الى أن "العمليات الإرهابيّة لن تؤدي إلى انهيار المفاوضات أو وصولها الى طريق مسدودة".
من جهته، أكد ملاعب أنه "من الصعب إزالة الحرس الثوري الإيراني عن لائحة الإرهاب لأن إسرائيل لن تقبل بهذا الشرط."
وأوضح" وفق مصادر واشنطن فإن مفاوضات فيينا ستتحرك خلال الأيام المقبلة وفي حال تم التوصل الى تسوية قد تصبح ايران مصدر الغاز والنفطي الأساس للعالم، خصوصًا في ظل الحرب الروسية على الأوكرانية."
تفكيك خلية على صلة بالموساد
وبالتزامن مع اغتيال عقيد في الحرس الثوري الإيراني بإطلاق نار في طهران، قال الحرس الثوري الإيراني إنه فكّك خلية على صلة بإسرائيل وجهاز الموساد وألقى القبض على عناصرها، مضيفًا أن "جهاز استخبارات في الكيان الصهيوني" قام بتوجيه هذه الخلية للقيام بأعمال خطف وتخريب.
وكان المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني العميد رمضان شريف أكد أن إيران سترد بشكل حازم ومدمّر إذا ثبت ارتكاب إسرائيل أي عمل شرّير ضدها في أي مكان.
وأضاف شريف أن إسرائيل أعلنت رسميًا أنها ستهاجم المصالح الإيرانية، وأنها تواصل كشف مقرّاتنا الحيوية واغتيال شخصياتنا.
وشدد على أن إيران لن تقبل بوجود أي مقر إسرائيلي قرب أراضيها، وستعمل للحفاظ على أمنها ومصالحها القومية.
وقبل نبأ مقتل خدائي، كان الحرس الثوري أعلن توقيف "شبكة من الفاسقين" المرتبطين بالاستخبارات الإسرائيلية، موضحًا أن أفراد الشبكة الذين لم يحدّد عددهم، سعوا إلى سرقة وتدمير ممتلكات شخصيّة وعامة، والخطف والحصول على اعترافات كاذبة.