بينما تفكر واشنطن في سبب خسارتها لحربها في أفغانستان التي اعتبرت أطول حرب للولايات المتحدة الأميركية في تاريخها، وصلت حصيلة القتلى فيها إلى عشرات الآلاف، شنّ المراقب المٌعيّن من الحكومة الأميركية في أفغانستان، هجوما عنيفا على كلّ من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع الأميركيتيْن لإخفائهما معلومات أساسية عن العمليات الأميركية خلال حرب العشرين عاماً.
وأعاد تقرير لموقع "إكسيوس"، عقارب الساعة إلى سنوات الحرب التي شنتها واشنطن آنذاك والتي لم تشهد نهاية حركة طالبان بل على العكس، شجعها الانسحاب الأميركي على التقدم بوتيرة أسرع والسيطرة على جميع المدن الرئيسة، بما في ذلك العاصمة كابل.
ماذا كشف المراقب العام؟
تفاصيل جديدة كشفها المراقب العام، جون سوبكو، الذي يشغل مهمة مبعوث خاص معنيّ بالإشراف على إعادة إعمار أفغانستان، خلال مؤتمر سنوي للمراسلين والمحررين العسكريين في أرلينغتون، في ولاية فيرجينيا، متهما وزارة الدفاع بتقييد وصول الجمهور إلى المعلومات المتعلّقة بقوات الأمن الأفغانية، ومدى جاهزيتها للعمليات التي تعود إلى العام 2015، قائلاً: "أنا أتحدّث عن جميع المعلومات تقريباً التي نحتاج إلى معرفتها، لتحديد ما إذا كانت قوات الأمن الأفغانية قوة مقاتلة حقيقية، أو بيت من الورق كان ينتظر السقوط".
وتابع المراقب العام بحسب ما أفاد به موقع "إكسيوس"، أن البوح بجميع التفاصيل، كان سيتيح للكونغرس وللرأي العام معرفة ما إذا كان هنالك أي تقدّم يُحرز خلال تلك الفترة.
وفيما يتعلق بوزراة الخارجية، كشف عن أن الأخيرة طلبت منه كما من وكالات الرقابة الأخرى أن يُعلّق مؤقتاً الوصول إلى جميع تقارير مراجعة الحسابات والتفتيش والمراجعة المالية على مواقعها على الإنترنت بذريعة أن هذه المعلومات قد تعرّض الحلفاء الأفغان للخطر.
محاولات بائسة
وفي الإطار، قال سوبكو إنّه على الرغم من الطلبات المتكررة، لم تتمكن الدولة من تحديد أي من تهديدات التي قد تطاول الأفراد، كما أنها لم تشرح كيف أن إزالة التقاريرالآن يمكن أن تحمي أي شخص، لا سيما أن عمر الكثير منهم لم يكن يتجاوز السنوات، وأنهم أصبحوا منتشرين في جميع أنحاء العالم.
وبحسب الموقع، شدّد المراقب العام على أنه لن يتم الكشف عن الصورة الكاملة لما حدث في آب، ولا عن جميع التحذيرات التي كان يمكن أن تتنبّأ بتلك النتيجة، إلا إذا أُتيح الوصول إلى المعلومات التي تحتجزها فعلياً وزارتا الخارجية والدفاع.
الخسائر البشرية
وقُتل أكثر من 3500 من عناصر قوات التحالف في أفغانستان، من بينهم 2300 جندي أميركي منذ أن بدأت الحرب ضد طالبان في 2001.
وبلغت خسائر بريطانيا هناك ما يزيد على 450 جنديا، وأصيب أكثر من 206 آلاف جندي أميركي في اشتباكات.
لكن هذه الأرقام قليلة جدا، إذا ما قورنت بمن فقدوا حياتهم من قوات الأمن والمدنيين الأفغان.
وفي عام 2019، صرح الرئيس الأفغاني أشرف غني بأن أكثر من 45 ألف جندي من قوات الأمن الأفغاني قتلوا في الحرب، منذ أن وصل لسدة الحكم في 2014.
وبحسب بحث لجامعة براون في 2019، فإن عدد من قتلوا في صفوف الجيش والشرطة الأفغانية تجاوز 64 ألفا و100 شخص، منذ بدء الحرب في أكتوبر/تشرين أول عام 2001.
وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة التزمت بدفع تكاليف الرعاية الصحية والعجز ودفن الموتى وغيرها من التكاليف لنحو 4 ملايين من المحاربين القدامى في أفغانستان والعراق بما تجاوز 2 تريليون دولار.
ومن المتوقع أن تبلغ تلك التكاليف ذروتها بعد عام 2048.