في إطار مساعي المملكة العربية السعودية لتعزيز إنتاجها من النفط والغاز، أعلن وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان، عن اكتشاف 5 حقول غاز طبيعي في السعودية، في المنطقة الوسطى ومنطقة الربع الخالي ومنطقة الحدود الشمالية والمنطقة الشرقية.
وكانت الرياض أعلنت في وقت سابق عن الانتقال إلى مرحلة تصدير الغاز بحلول عام 2030 في خطوة تهدف إلى تحقيق مصدر إضافي في الإيرادات العامة.
وتحتل المملكة العربية السعودية المركز السادس في إنتاج الغاز الطبيعي عالمياً، بعد كل من روسيا وإيران وقطر وأميركا وتركمانستان، لكن ما تنتجه يكفي الاستهلاك المحلي فقط، أما الاكتشافات المتتالية لحقول جديدة وباحتياطيات كبيرة، ستمنحها الفرصة لتغطية الأسواق العالمية.
وأكد تقرير لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، مطلع العام الجاري 2022، أن إجمالي إنتاج الغاز السعودي نما على مدى العقدين الماضيين، كاشفاً عن بلوغ متوسط إنتاج المملكة من الغاز الطبيعي في 2020 ، 11 مليار قدم مكعبة يوميًا، بزيادة 30% عن عام 2010.
الغاز الروسي مهدد
في المقابل، وعلى وقع الحرب العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، بات الغاز الروسي مهدداً ما يضع الدول الأوروبية أمام أزمة كبيرة في ظل الحديث المتنامي عن فرض عقوبات على روسيا، المورد الرئيسي للغاز للقارة.
وتعتبر روسيا المصدّر الأول عالمياً للغاز حيث تملك القدرة على توفير أكثر من 300 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً للأسواق المحلية والعالمية، والأوروبية على وجه الخصوص.
مكانة دولية
وعن أهمية الاكتشاف الجديد لحقول الغاز في المملكة العربية السعودية، تواصلت "جسور" مع الكاتب الصحافي نايف الحربي الذي أكد "أن إعلان وزير الطاقة عن اكتشاف عدد من حقول الغاز الطبيعي في السعودية، يدل على أن الطاقة في المملكة ليست محصورة في منطقة معينة، إنما موجودة في مناطق ومحافظات المملكة كافة".
الاكتشاف الجديد يتوافق، كما يشرح الحربي"مع توجهات المملكة للطاقة المتجددة والتنويع مع الغاز، كما أن اكتشاف حقول الغاز الطبيعي تأتي ضمن رؤية 2030 التي حددت زيادة الغاز في المملكة من 12 مليار مكعب إلى 24 مليار مكعب".
وتطرق الحربي الى أن الاكتشافات تُعزز من موقف المملكة اقتصادياً وسياسياً وتُزيد من مكانتها الدولية وقد أصبحت في المركز السادس على مستوى العالم في انتاج الغاز الطبيعي.
كما أن الاكتشاف الأخير "يوجه رسالة للعالم أجمع، تفيد بأن السعودية موجودة في مختلف المجالات ويعد اقتصادها من أهم اقتصادات العالم" على حد تعبيره.
ويتابع الحربي قائلاً: "أثبتت شركة أرامكو السعودية أنها عملاق النفط العالمي الذي يتربع على قمة صناعة النفط ويعتلي قمة التطور التقني من خلال تعزيز قدراتها الاستكشافية وعملياتها الإنتاجية، حيث تمكنت من رفع عدد حقول النفط والغاز بالمملكة"
وتجدر الإشارة إلى أن شركة أرامكو السعودية بدأت عام 2016 إعطاء الأولوية لتطوير حقول الغاز غير المصاحب، الموجودة في الغالب بحريًا.
وفي نهاية 2021، منحت الشركة عقوداً لشركات الطاقة لتطوير أكبر حقل غاز غير مصاحب في البلاد، الجافورة، الواقع شرق حقل الغوار النفطي بالقرب من الخليج العربي
في ظل كل هذه المعطيات يطرح مراقبون علامات استفهام حول توقيت الاعلان عن الاكتشاف الأخير للحقول الخمس في المملكة العربية وذلك بالتزامن مع أزمة غاز تهدد العالم.