تواصل إيران قصف إقليم كردستان العراق في حين ترتفع وتيرة الإحتجاجات داخلها رفضا للحكم وتنديدا بمقتل مهسا أميني وسط إتهامات وجهتها طهران للإقليم بتأجيج الواقع في الداخل الإيراني.
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب في الإقليم مقتل 13 شخصا وإصابة 58 آخرين بجروح، بينهم مدنيون بينما قصفت طهران مدرسة في منطقة كويسنجق في محافظة إربيل. ورأى مستشار المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية الدكتور الناصر دريد، أن الإيرانيين تجاوزوا حدة القصف المتعارف عليه في السابق ويرتبط ذلك بالوضع الراهن في العراق والإحتجاجات في إيران.
حلول متوقعة
في سياق منفصل، أشار دريد في حديث لـ"جسور" إلى أن إيران تسعى لحلول في العراق خصوصا أن الأمر يؤثر بشكل أو بآخر على حلفائها. وأكد أن الضغط على إقليم كردستان العراق إشتد منذ وصول الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الحكم خصوصا أنه الإقليم الوحيد المتمتع بنوع من الإستقلال عن التبعية الإيرانية المنتشرة في الإقاليم الأخرى، وفق تعبيره.
خطوات غير مجدية
ولم يتوقع دريد خطوات جدية من الخارجية العراقية اذ أنها تحت قضبة الإحتلال الإيراني، على حد قوله، وبالتالي كل البيانات تبقى ضمن إطار الشكليات، فيما أشار إلى البيان الشديد اللهجة الصادر عن بعثة الأمم المتحدة في العراق في حين يفترض بها أن تكون هيئة دبلوماسية، عارضا للواقع بين الجانبين.
وفي الإطار، إستغرب دريد خطوات إيران خصوصا أن الإكراد موجودون في الإقليم منذ أكثر من 20 عاما ضمن شروط وافقت طهران عليها ضمنيا. ورأى أن طهران تفضل وجود المعارضين في منطقة تحت سيطرتها من أن يكونوا في دولة أوروبية حيث تعتلي قضاياهم المنابر الدولية.
الى ذلك أكد أن لا تنسيق بين أكراد إيران وأكراد العراق وبالتالي تسقط كل هذه المزاعم ليبقى أمام الأكراد حلان لا ثالث لهما، إما إستمرار القصف الإيراني للإقليم وبالتالي المزيد من الخسائر وإما الإنصياع لإيران.
وعن الإتهامات التي تطلقها ايران ضد المحتجين بالتعامل مع "العدو" وبالتالي مع إسرائيل، فهي واهية ولا صحة لها مشيرا إلى واقع قصفها لأنبوب غاز في العراق تحت ذريعة وجود قواعد للموساد الإسرائيلي فتبين أن تلك الإداعاءات غير واقعية وبالتالي قصفها لأنبوب غاز نحو تركيا أكد مراعاتها لحليفتها الروسية في إستخدامها سلاح الطاقة ضد القارة العجوز، على حد تعبيره.
إدانات دولية
هذا ونددت الولايات المتحدة الأميركية بالهجمات الإيرانية على العراق وعبرت عن وقوفها إلى جانب شعب العراق، أما ألمانيا فرفضت محاولات طهران تحميل دولة مجاورة أسباب الاحتجاجات فيها. في السياق، إعتبرت الخارجية البريطانية الهجمات انتهاكا لسيادة ووحدة أراضي العراق متهمة إيران بـزعزعة استقرار المنطقة. الى ذلك، دانت الخارجية الأردنية القصف المدفعيّ والصاروخيّ الإيراني على عدة مناطق في إقليم كردستان وأكدت تضامن المملكة المُطلق مع العراق الشقيق.