قتل شخصان على الأقل وجرح زهاء أربعة اثر انهيار مبنى في غرب إيران، وأفادت وكالة "إرنا" الرسمية أن المبنى المؤلف من ثلاثة طوابق والواقع في بلدة نوسود في مقاطعة باوه في محافظة كرمانشاه، انهار إثر تسرب للغاز.
على صعيد متصل، ارتفعت محصلة الضحايا من جراء انحراف قطار عن سكته قرب مدينة طبس وسط إيران الى 21 قتيلاً، وتم نقل عشرات الجرحى لتلقي العلاج الضروري. وفي أول قرار رسمي بعد "كارثة القطار" في إيران، صدرت مذكرات اعتقال في حق أشخاص على صلة بخروج القطار عن مساره، وفق ما أعلن رئيس القضاة في محافظة خراسان الجنوبية الواقعة شمال شرقي إيران علي موحدي راد الذي لم يكشف عن هوية هؤلاء الأشخاص ولم يوضح مناصبهم.
عمل إرهابي؟
وقالت السلطات الإيرانية إن سبب خروج القطار عن مساره هو اصطدامه بحفارة آلية كانت موضوعة عن طريق الخطأ على السكة الحديدية في مدينة طبس. بدوره، استبعد رئيس منظمة إدارة الأزمات في إيران محمد حسن نامي أن تكون حادثة خروج القطار عملا إرهابيا، مشيراً إلى أن ما تم تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي بهذا الخصوص اشاعات لا صحة لها. وقال نامي "إنه ستُعقد مساء جلسة لمجلس الأمن في مدينة طبس لمناقشة أبعاد الحادث والوصول إلى نتائج". وأضاف أن "هناك لجنة مكونة من خمسة أعضاء يجب عليها تشخيص أسباب الحادثة والإجابة عن كيفية وجود حفارة آلية على السكة الحديدية".
وفي الاطار، استبعد الباحث الإيراني في الشؤون السياسية والاقتصادية سعيد شاوردي في حديث لـ"جسور" "احتمال أن يكون حادث انحراف القطار ناتجا عن عمل إرهابي"، مشيرا الى أن "الحادث سببه عطل تقني لأنه شبه تأكد أن القطار ارتطم بآلة حفر مجنزرة، ما أدى الى انحرافه عن مساره."
ويأتي انهيار مبنى غرب ايران وانحراف القطار وسط البلاد، بعد أكثر من أسبوعين على انهيار جزء من مبنى "متروبول" في مدينة آبادان بمحافظة خوزستان في جنوب غربي البلاد، في حادث وصلت حصيلته الى 43 قتيلا، وفق آخر الأرقام التي أعلنها مسؤولون الثلاثاء، مع تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض.
حوادث بالجملة
وفي جردة على أبرز الحوادث التي هزت ايران، نذكر واحدة من أسوأ كوارث سكك الحديد في ايران، عندما اصطدم قطاران ببعضهما في شمال إيران في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، ما اسفر عن مقتل 44 شخصا وجرح أكثر من ثمانين. وفي أعقاب ذلك الحادث، أعلن المسؤول عن شركة السكك الحديد محسن بورسيد آغائي استقالته، وذلك تعبيرا عن مسؤوليته الاجتماعية وتعاطفه مع الناجين من هذا الحادث. وفي يناير/ كانون الثاني 2010، قتل سبعة أشخاص على الأقل لدى انحراف قطار عن السكة بين مشهد وطهران. وجاءت أسوأ كارثة قطارات في إيران في عام 2004، عندما انحرف قطار محمل بالبنزين والأسمدة والكبريت والقطن بالقرب من مدينة نيشابور التاريخية، ما أدى الى مقتل زهاء 320 شخصا وجرح 460 وإلحاق أضرار بخمس قرى.
تداعيات العقوبات الأميركية
الأكيد أن العقوبات الأميركية على ايران ألقت بثقلها على القطاع الاقتصادي في البلاد، اذ قلصت النمو الاقتصادي لإيران وانخفض الناتج المحلي الإجمالى منذ 2011 حتى 2016 بنسبة 20 في المئة. وعن كثرة الحوادث المتشابهة في الأعوام الأخيرة، اعتبر الباحث الإيراني في الشؤون السياسية والاقتصادية سعيد شاوردي " ان العقوبات الأميركية تؤثر بشكل سلبي وغير انساني على حياة المواطن الإيراني في عدة مجالات، وهذا ما تصفه الحكومة الإيرانية بالإرهاب الاقتصادي المفروض على إيران من قبل أميركا". واستطرد موضحا "ساهمت العقوبات الأميركية في تدني جودة بعض منتجات شركات تصنيع السيارات في إيران، ما اسفر عن مقتل مئات الإيرانيين اثر حوادث السير التي تسببت بها منتجات هذه الشركات. ليس ذلك فحسب، فعقوبات واشنطن أثرت على حياة المواطن الإيراني، اذ طالت القطاع الطبي ومنعت ارسال الاجهزة في قطاعي الزراعة والصناعة. وساهم حرمان إيران من بعض الآلات المتطورة في عدة قطاعات، خصوصا في قطاعي الخدمات والصناعة، في وقوع الحوادث المتتالية ولكن مثل هذا الحظر دفع الحكومة الايرانية والكثير من الشركات الوطنية للبحث عن سبل لاستبدال الخدمات الاجنبية بخدمات وطنية، وبالفعل حققت البلاد نجاحات شتى بالاعتماد على القدرات الداخلية".
تحرك الشارع
وأدت حادثة انهيار مبنى "متروبول" الى سلسلة تحركات شعبية تضامنا مع عائلات الضحايا، تخللتها احتجاجات على الفساد ومطالبات بمحاسبة المسؤولين. وهنا يعتقد شاوردي أن "حادثة انحراف القطار وسط ايران لن تؤدي إلى احتجاجات شعبية بحكم أن مثل هذه الحوادث قد تحصل في دول عدة ولا يمكن تفادي وقوعها بالكامل، ولكن الشارع الإيراني يطالب الجهات المعنية بالاهتمام بموضوع السلامة والمعايير المعترف بها دوليا المتعلقة بصيانة المباني وصناعة السيارات وسلامة الطيران". وأضاف" واشنطن تحاول من خلال تضييق الخناق على إيران اقتصاديا ان تحرك الشارع ضد طهران لكي تجبرها على الدخول في مفاوضات مع الطرف الأميركي وفق حساباتها الشخصية، ولكن لايزال الشارع الإيراني يفوت هذه الفرصة على واشنطن."
تجاهل القوانين
ولدى إيران حوالى 14 ألف كيلومتر من خطوط السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد. ويقوم نظام السكك الحديد الإيراني بنقل الأفراد والبضائع عبر البلاد، لا سيما في المناطق الريفية. وتحدث في إيران نحو 17 ألف حالة وفاة سنويا على طرقها السريعة، وهي واحدة من أسوأ سجلات السلامة المرورية في العالم. ويعزى ارتفاع أعداد الضحايا إلى التجاهل الواسع لقوانين المرور والمركبات غير الآمنة وخدمات الطوارئ غير الكافية.