بعدما تخطى سعر كيلو لحم البقر في لبنان عتبة الـ200 ألف ليرة، أي عشر أضعاف سعره قبل الأزمة الإقتصادية، فضيحة من العيار الثقيل تهدد الامن الغذائي في لبنان لحوم مصدها الهند تغزو الأسواق يتم خلطها مع لحوم البقر المحلية ما يثير المخاوف من تأثير ذلك على صحة المواطن.
وفي السياق، يقول أخصّائي التغذية، الدكتور إيلي سعادة، في حديث لـ"جسور": "فائدة اللحوم الهندية الغذائية منخفضة، فهي ليست غنيّة بالحديد وفيتامين الـB12 كاللحوم البرازيلية، ولا تؤمّن التغذية اللازمة، لكنها غير سامة ".
ويشير سعادة، مميزاً بين النوعين، إلى أن "اللحوم البرازيلية هي لحم بقر أما الهندية فلحم جاموس (لأن الهند تقدّس الأبقار ولا تذبحها أو تصدّرها)، وبالتالي اللحوم الهندية هي أقل صحة وتحتوي على فيتامينات أقل وكمية دهون أكبر من اللحوم البرازيلية"، مشددا على أن "لا فرق في النكهة واللون بين النوعين".
عيّنات عشوائية
على مستوى المتابعة الرسمية للموضوع، يؤكد مصدر في وزارة الإقتصاد، في حديث لـ"جسور"، أنه وبعد البلبلة حول اللحوم الهندية، تحرّكت فرق الوزارة على الفور، وطلبت من المراقبين أخذ عيّنات عشوائية من لحوم موجودة في مناطق مختلفة ليبنى على الشيء مقتضاه".
وأكد المصدر أنه "لم ترد أي شكوى حول الموضوع إلى الوزارة، والأمر يتعلّق بالاسعار وليس في الصحة".
كميات مهولة والمواطنون لا يعلمون
وكان رئيس مجلس إدارة "سبينس" حسان عز الدين، قد حذّر، من وجود كميات مهولة من "اللحم الهندي" تدخل الى الاسواق اللبنانية ويقوم الناس بشرائها من دون علمهم بذلك.
وأشار إلى أن "البعض يلجأ الى خلط هذه اللحوم مع لحوم أخرى من دون علم المواطنين.
وقال عز الدين، إنه "من حق المواطن أن يعرف أن بعض أنواع اللحوم التي يستهلكها مغشوشة، وتفرم مع اللحم الهندي ومع الدهون أيضا".
وأوضح أن "القصابين الذين يشترون اللحوم الهندية يحصلون عليها بأسعار رخيصة، فسعر الكيلو منها لا يتعدى 50 ألف ليرة فقط، بينما يشتري المستهلك الكيلو حاليا بـ220 ألفا".
وحمّل عز الدين المسؤولية لجمعية حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد اللبنانية، وقال: "عليها أن تقوم بدورها بشكل رئيسي حتى لا يقع المواطن ضحية عملية غش حقيقية. كلما زادت نسبة الفقر في لبنان سنتعرض لمحاولات غش مماثلة من بعض التجار. يجب أن نكون على دراية بما يدور حولنا".