تعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وعلى نقيض تام في معظم الملفات الإقليمية أبرزها النزاع في اليمن. اذ تقود الرياض تحالفا عسكريًا داعمًا للحكومة المعترف بها دوليًا، وتتهم طهران بدعم الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد. كذلك، تبدي السعودية، قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، اضافة الى توجسها من برنامج ايران النووي وقدراتها الصاروخية.
فقد برزت أخيرا مؤشرات تنذر بتحول في مسار العلاقة بين الخصوم والتوجه نحو التفاوض والحوار لحل المشاكل الإقليمية والدولية، بعد قطع البلدين لعلاقاتهما الدبلوماسية منذ عام 2016 بسبب هجوم على مقار للبعثات الدبلوماسية السعودية في إيران.
مسار المفاوضات الايرانية - السعودية
في تصريح لوزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، خلال زيارته لعاصمة لبنان، بيروت، اشار الى ان بلاده قطعت "مسافة جيدة" في المباحثات الجارية مع المملكة العربية السعودية. وقال: "فيما يتعلق بالمفاوضات الإيرانية السعودية، هناك مسافة جيدة قُطعت حتى الآن". وتابع عبد اللهيان "نؤمن بمبدأ الحوار في مقاربة الملفات الإقلمية والدولية، ونعتبر أن اعتماد خيار الحوار من شأنه أن يساعد في حل المشكلات الإقليمية والدولية".
وبما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال عبد اللهيان: "إذا كانت هناك نية جدية صادقة وحقيقية لدى الطرف الآخر للعودة إلى الاتفاقية وتطبيق كافة الالتزامات التي كانت قد أخذتها على عاتقها، في هذه الحالة فإن الجمهورية الإسلامية لديها أتم الاستعداد للعودة إلى مندرجات هذا الاتفاق". وتابع: "لا نعتمد على الإشارات والمؤشرات الشفهية التي تصدر من قبل الأميركيين، ولا نعتمد على الوعود الواهية التي تطلق من قبل الدول الأوروبية في هذا المجال، المعيار الأساسي المعتمد من قبلنا هو إلغاء العقوبات وعودة كافة الأطراف إلى الاتفاق النووي".
وبما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال عبد اللهيان: "إذا كانت هناك نية جدية صادقة وحقيقية لدى الطرف الآخر للعودة إلى الاتفاقية وتطبيق كافة الالتزامات التي كانت قد أخذتها على عاتقها، في هذه الحالة فإن الجمهورية الإسلامية لديها أتم الاستعداد للعودة إلى مندرجات هذا الاتفاق". وتابع: "لا نعتمد على الإشارات والمؤشرات الشفهية التي تصدر من قبل الأميركيين، ولا نعتمد على الوعود الواهية التي تطلق من قبل الدول الأوروبية في هذا المجال، المعيار الأساسي المعتمد من قبلنا هو إلغاء العقوبات وعودة كافة الأطراف إلى الاتفاق النووي".
مباحثات تستضيفها بغداد
هذا وجرت جولات من المباحثات بين مسؤولين سعودين وإيرانيين برعاية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال الأشهر الماضية في بغداد، كشفت طهران انهما حققا خلالها تقدمًا بشأن أمن الخليج. وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أبدى أمله في أن تؤدي المباحثات مع إيران إلى "نتائج ملموسة" و"بناء ثقة" مع طهران. وطالب بن عبد العزيز"بوقف جميع أشكال الدعم" للمجموعات المسلحة المقربة من طهران في المنطقة، وأهمية "جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل". واعتبر الطرف السعودي ان هذه اللقاءات هي تمهيدية بغية تحقيق تطلعات الشعبين في إقامة علاقات تعاون مبنية على الالتزام بمبادئ وقرارات الشرعية الدولية، واحترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
مباركة اميركية للمحادثات
رحب المبعوث الأميركي الخاص المعني بشؤون إيران، روبيرت مالي، اخيرا بنبأ الاتصال المباشر بين السعودية وإيران، آملًا ان يسهم الحوار في خفض التوتر ومعالجة مباعث القلق الإقليمية المستمرة منذ فترة طويلة. كما صرحت نائبة مساعد وزير الخارجية لشؤون إيران والعراق، جينيفر جافيتو، قائلةً: "نحن نرحب باي مبادرة في تحقيق الاستقرار الإقليمي وبأي محادثات مباشرة تؤدي إلى مزيد من السلام في المنطقة". وتعتبر ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن مسهلة للمحادثات بين السعودية وايران وتدعم اي مبادرة لتحقيق الاستقرار الاقليمي والاتجاه لحل وسط دبلوماسي بالتنسيق مع إيران.