اتصالات ناشطة على خط السعودية في إطار المساعي التي تقوم بها أميركا وفرنسا لاحتواء الأزمة اللبنانية المستجدة مع الرياض ومنع انزلاق الأمور نحو مزيد من التدهور.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أكدت أنها على "اتصال وثيق بجميع الأطراف المعنية بالنزاع المستجد بين الدول العربية ولبنان". كذلك حثت الولايات المتحدة عبر دبلوماسيتها السعودية على التواصل مع الحكومة اللبنانية.
وتشير معلومات خاص لـ "جسور" من باريس الى أن الخلاف بين لبنان والخليج إقليمي وليس محلياً والوضع متأزم والحل ليس في القريب العاجل
تمسك أميركي - فرنسي
وفي اتصال من باريس مع المحلل السياسي فيصل جلول أكد لـ"جسور" أن الأميركيين والفرنسيين متمسكون بالحكومة اللبنانية ويرفضون انهيارها ومن هنا مروحة الاتصالات مع الرياض مستمرة من جانبهم، والدليل على أهمية الحكومة بالنسبة إليهم هو قبولهم بتشكيلها بإطارها الحالي، ويضيف جلول أن زعزعة الاستقرار في لبنان من شأنه أن يؤثر سلباً على الأحزاب المؤيدة للخط الأميركي والمجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة وفي احتمال عدم إجراء الانتخابات النيابية العام المقبل.
وضع اليمن
في المقابل، عوامل عديدة تدفع الرياض إلى المزيد من التشدد في لبنان، كما أشار جلول، أبرزها التطوارات في اليمن التي تعد كمنعطف رئيسي، حيث أن الأحداث تتسارع فيها والحوثيين باتوا يسيطرون على معظم مناطق محافظة مأرب الغنية بالنفط والغاز في البلاد وسقوط العاصمة بات مسألة وقت والخطر من وضع يدهم على مضيق باب المندب أهم الممرات المائية للنفط العالمي والسعودي على وجه الخصوص لم يعد بعيداً.
عطاء من دون مقابل
هذه التطورات، وفقاً لجلول، تمنع الرياض من تقديم المزيد من التنازلات في لبنان لصالح حزب الله حليف إيران والتي تعتبر الداعم الأول للحوثيين، ويتابع بالقول إن تشدد المملكة الحالي يأتي بعد دعم كبير للحكومات اللبنانية المتعاقبة والتي كان دوماً شعارها "جيش، شعب ومقاومة" ورفضها تقديم المزيد في ظل عدم قدرتها على إحداث أي تغيير في السياسية اللبنانية واستمرار تحكم حزب الله بالقرار اللبناني في المقابل.
كما أن استقالة الوزير جورج قرداحي وإبقاء وضع الحكومة على حاله من دون أي تغيير جذري لم يعد يناسب الرياض.
ويضيف جلول أن الانتصار المعنوي، الذي حققته المملكة العربية أخيراً من خلال تضامن دول الخليج مع قرارها وتعاملها بالمثل مع لبنان، يمنعها من التراجع.
قرار قبل الانهيار
لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ستعمد إلى الضغط على المملكة لتليين موقفها تجاه لبنان في حال مالت الأوضاع فيه نحو الانهيار الحتمي.
وفي قراءة للضغط السعودي على لبنان يرى جلول أن تأثيره لا يطال حزب الله، فالأخير لديه البنى التحتية المتينة كما أنه بات لاعباً إقليمياً كبيراً وهو اليوم أهم من إيران، على عكس ما يظن الجميع عن العلاقة التي تربطه بها. بالتالي كل الضغوطات السابقة المالية والاقتصادية لم تضعفه بل استطاع بسهولة تأمين بدائل حين دعت الحاجة إلى ذلك.
وفي الختام أشار دلول إلى أن الأزمة طويلة لأنه معروف عن السياسة الأميركية أنها تسير ببطء شديد مشبها إياها بالفيل.
وتشهد العلاقات بين لبنان ودول الخليج تصعيدا غير مسبوق على خلفية تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي حول الحرب في اليمن.