في الأسبوع الرابع لتحرك مناهض لنظام الجمهورية الإسلامية، واصل المحتجون الإيرانيون تحدّي السلطات على الرغم من حملة القمع التي يتخلّلها إطلاق الغاز المسيل للدموع في طهران، في حين أفادت تقارير باستخدام أسلحة ثقيلة في مناطق كردية في شمال غرب البلاد.
وأشارت تسجيلات فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تنظيم احتجاجات في نقاط مختلفة في العاصمة وغيرها من المدن في الأيام الأخيرة، تخلّلها إحراق نساء حجابهن وإطلاق هتافات مناهضة للنظام الإيراني.
في الأثناء، اتّهمت منظّمة "هنكاو" الحقوقية الكردية السلطات باستخدام أسلحة ثقيلة بما في ذلك "قصف" أحياء في سنندج بالمدفعية و"الأسلحة الرشاشة".
هتافات مناهضة
وأظهرت مشاهد تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي ولا سيما موقع "إيران واير" الإخباري، طالبات في جامعة الزهراء للإناث في طهران يطلقن هتافات مناهضة للنظام في حرم الجامعة خلال زيارة للرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي السبت.
وفي جامعة أزاد في طهران طلى طلاب أيديهم باللون الأحمر تنديدا بحملة القمع التي تواجه بها السلطات الاحتجاجات، وفق مشاهد تم تداولها.
وأفادت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" بأن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع "لتفريق حشود في عشرات المواقع في طهران"، مشيرة إلى أن المتظاهرين "أطلقوا هتافات وأحرقوا ممتلكات عامة وألحقوا بها أضرارا، بما في ذلك كشك للشرطة".
ويقول محلّلون إن الاحتجاجات التي تشهدها إيران متعدّدة الأوجه، من مسيرات في الشارع مرورا بإضرابات طلابية وصولا إلى تحركات اعتراضية فردية، وهو ما يعقّد محاولات السلطات قمع التحركات.
"عناقات مجانية"
وأظهر تسجيل فيديو تم تداوله على نطاق واسع، امرأة تسير من دون حجاب في أحد شوارع مدينة كرمنشاه في شمال غرب البلاد احتجاجا على قواعد اللباس الصارمة، فاتحة أيديها لتقديم "عناقات مجانية" للمارة.
كما سُجّلت مؤشرات تدل على اضطرابات عمّالية، ونشرت وسائل إعلام فارسية خارج إيران عمّالا مضربين يحرقون الإطارات أمام مصنع للبتروكيماويات في عسلويه في جنوب غرب إيران.
وكانت الاحتجاجات قد انطلقت بادئ الأمر في منطقة كردستان التي تتحدّر منها أميني في شمال غرب إيران، وقال نشطاء إن محتجين فرضوا في بعض الأحيان سيطرتهم على بعض الشوارع.
ومنذ 30 سبتمبر/ أيلول قتلت قوات الأمن 90 شخصا آخرين في مدينة زاهدان بمحافظة سيستان بلوشستان في جنوب شرق إيران، خلال قمع احتجاجات اندلعت على خلفية تقارير عن اغتصاب فتاة تبلغ 15 عاما خلال وجودها قيد الاحتجاز في مدينة شاباهار الساحلية، وفق ما أوردت منظمة حقوق الإنسان في إيران نقلا عن "حملة نشطاء البلوش" ومقرها المملكة المتحدة.
كذلك يتّهم نشطاء السلطات بتنفيذ عمليات توقيف جماعية وحظر سفر لقمع الاحتجاجات لم تستثن حتى المشاهير.
والإثنين حجزت السلطات الإيرانية جواز سفر لاعب كرة القدم السابق علي دائي، أحد أبرز الأسماء في تاريخ المنتخب الوطني، وذلك لدى عودته من الخارج، على خلفية انتقاده تعاملها مع الاحتجاجات، وفق تقارير إعلامية.