الضبابية تلقي بظلالها على المشهد اليمن خصوصا بعدما توصلت الحكومة اليمنية والحوثيون الخميس إلى اتفاق لتمديد الهدنة الحالية شهرين إضافيين قبل ساعات من انتهائها.
وتسببت الحرب في اليمن الى مقتل أكثر من 150 ألف شخص وتشريد ملايين المدنيين، بحسب الأمم المتحدة التي وصفت الصراع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
حلول موقتة
وعن المرحلة التي ستلي الهدنة، أشار العميد اليمني عبدالله الحميقاني الى أن " الهدنة مطلب شعبي وتمديدها واجب، لكنها حل موقت فيما لم تنفذ جماعات الحوثي بندا من بنود الهدنة اذ قامت بخروقات عدة، ولا تزال ماضية في قرار حصار اليمن على الصعد كافة. ليس ذلك فحسب، فالحوثي لم يلتزم بالاتفاقات الدولية وعلى رأسها اتفاقية ستوكهولم لذلك تسيطر الضبابية السياسية على المشهد حاليا،" سائلا: "هل ستلي الهدنة حربا"؟
لكن هناك من ينظر الى الهدنة بطريقة ايجابية، إذ أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ أنه ومن خلال الموافقة على تنفيذ الهدنة وتجديدها، قدم الأطراف "بصيص أمل لليمنيين بأنه من الممكن إنهاء هذا النزاع المدمر".
وقال: "أعتمد على التعاون المستمر للأطراف وبنوايا حسنة ، لبناء الثقة، واستغلال الزخم المتاح لتوفير مستقبل يعم فيه السلام اليمن".
واضاف: "لا بد من اتخاذ خطوات إضافية لكي تحقق الهدنة إمكاناتها بالكامل، لا سيما في ما يتعلق بفتح الطرق وتشغيل الرحلات التجارية. وستتطلب هذه الخطوات قيادة ورؤية لليمن كله".
حرب بين محورين
واعتبر العميد اليمني عبدالله الحميقاني أن "الحرب ليست بين السعودية وايران بل بين محورين هما: المحور العربي الممثل بالسعودية والامارات ومصر وغيرها من البلدان من جهة والمحور الفارسي من جهة ثانية".
وأضاف" السعودية تعد بلدا شقيقا لليمن، لكن ايران هي السبب في كل ما يحصل في اليمن، وسياستها الفاشلة زعزعت الامن في المنطقة".
ولقي تمديد الهدنة ترحيبا دوليا، اذ عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن سعادته باعلان مواصلة الهدنة في النزاع اليمني قائلا: "تم إنقاذ آلاف الأرواح مع انحسار القتال، ويستطيع اليمنيون السفر من صنعاء إلى وجهات أخرى لأول مرة منذ 7 سنوات."
وذكر الرئيس الأميركي أن "إنهاء الحرب في اليمن من أولويات إدارتي، وأنا ممتن للعمل الدؤوب الذي قام به مبعوثي الخاص تيم ليندركينغ ومبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ، ولكن عملهما لم ينته بعد".
وقال: "أحث الأطراف على اتخاذ إجراءات سريعة تفضي إلى عملية سلام شاملة، ولن تكل دبلوماسيتنا قبل أن يتم التوصل إلى تسوية دائمة.
يذكر أن كلا من وزارة الخارجية السعودية و مجلس الأمن الدولي و مجلس التعاون الخليجي رحبوا بتمديد فترة الهدنة إلى شهرين.
صراع اليمن
ويدور نزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وفي الثاني من أبريل/نيسان الماضي، دخلت الهدنة حيز التنفيذ بوساطة من الأمم المتحدة. وشمل الاتفاق السماح برحلات تجارية من مطار صنعاء الدولي المفتوح فقط لرحلات المساعدات منذ 2016، ما مثل بارقة أمل نادرة في الصراع بعد حرب مدمرة.
وكان يفترض السماح برحلتين تجاريتين من صنعاء أسبوعيا، لكن خلافات حول مصادر جوازات السفر قلصت أعداد هذه الرحلات.
ونقلت طائرة تابعة للخطوط اليمنية الاربعاء عشرات المسافرين من صنعاء إلى القاهرة في أول رحلة تجارية بين العاصمتين منذ 2016.