فيما لبنان الرسمي ينتظر عودة المفاوض الأميركي، لينقل إليه الرد الإسرائيلي حول طرحه الأخير، بشأن ترسيم الحدود البحرية وما يتبعها من استخراج للغاز، برز تطوّر لافت عند الحدود البحرية جنوبي لبنان عبر رسالة أوصلها "حزب الله" إلى الجانب الاسرائيلي من خلال 3 مسيّرات، لكنها اتخذت أبعاداً إضافية.
فقد أعلن الجيش الاسرائيلي السبت، اعتراض ثلاث طائرات مسيّرة انطلقت من لبنان نحو المجال الجوي فوق ما وصفها بـ"المياه الاقتصادية الإسرائيلية"، مشيراً إلى أنه تم رصدها ومتابعتها واعتراضها في نقطة محددة.
في حين أعلن حزب الله في بيان مساء السبت، أن المسيرات لم تكن مسلحة وأن المهمة المطلوبة أنجزت والرسالة وصلت، وأضاف البيان: "بعد ظهر يوم السبت قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية".
وصباح اليوم الأحد، أعلنت إسرائيل أن حزب الله "يحاول تقويض السيادة الإسرائيلية بشتى الطرق على الأرض وفي الجو والبحر"، وشددت على أن "المياه الإقتصادية جزء من إسرائيل وليست منطقة نزاع ولا نقاش بشأنها". بينما لم يصدر حتى الساعة أي تعليق لبناني رسمي حول التطورات الأخيرة.
تطور لافت
الرسالة "المسيّرة" شكّلت تطوراً لافتاً على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، إذ أعلن حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصرالله في وقت سابق "عدم رغبته بالتدخل مباشرة في المفاوضات حول الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل"، واعتباره إياها من مسؤولية رئيس الجمهورية اللبنانية. وقد أكد حينها، على "حق المقاومة في جمع المعلومات اللازمة حول الملف، واعتبار كل الخيارات مطروحة ومنها العسكرية لحماية الثروة النفطية والغازية".
المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي حول حقلي كاريش وقانا كما الخطين 23 و29، تواصلت على مدى عقد من الزمن؛ وبعد تعثرها العام الماضي استؤنفت بطلب لبناني مع وصول أول باخرة انتاج للغاز متعاقدة مع إسرائيل إلى منطقة النزاع مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، لتتبعها باخرة ثانية بعد أسبوعين، فيما ألقيت على عاتق المفاوض الأميركي التواصل مع الجانبين.
ضربة آنية
الجنرال المتقاعد في الجيش اللبناني خليل الحلو، أشار في حديث لـ"جسور"، إلى أن "إسرائيل اكتفت بإسقاط الطائرات المسيرة الثلاث ولو أرادت الرد عسكرياً لما انتظرت حتى الآن وقد مضى على العملية أكثر من أربع وعشرين ساعة"؛ موضحاً أنها "انتهت في وقتها، في حين أوردت الصحافة العبرية أن إسرائيل استخدمت سلاح الجو والمضادات البحرية لتنفيذ المهمة وبأن المسيرات كانت على علو منخفض وتفسير ذلك تقنياً أن إمكانيات الكشف عليها يجب أن تكون متقدمة باعتبار أن الرادار العادي لا يمكنه كشفها".
اعتبار إسرائيل أن المنطقة الاقتصادية تابعة لها حيث تتواجد المنصة، "ليس مفاجئاً، فقد أرادت تحذير الجانب اللبناني بأن أي خرق في هذه المنطقة سيواجه بالرد".
ولفت من جهة أخرى إلى أن "التهديد سيبقى كلاميا"، وفي ظل "عدم تسجيل أي اعتداء مسلح على المنصة الموجودة في البحر وعدم سقوط أي قتيل فإننا لن نشهد على أي تصعيد عسكري". وأضاف "من هنا جاء تشديد حزب الله على أن المسيّرات لم تكن مسلحة وكأنه يقول للإسرائيليين إنه لا يسعى للدخول في نزاع مسلح معهم".
وربط الحلو استنتاجاته بناء على قاعدة الاشتباك بين حزب الله والإسرائيليين "في حال عدم سقوط ضحايا لدى أي من الطرفين فالتصعيد غير وارد"؛ كما اعتبر أن الطرفين "يتجنبان حتى الآن الدخول في نزاع مسلح" وأن حزب الله عمد فقط "إلى تسجيل نقاط للتأكيد على أنه وعد بالقيام بأمر ما وفعل".
كذلك لم يعر الحلو أهمية كبيرة لأي معلومات من المرجح أن تكون المسيرات جمعتها "ربما استطاعت أن تحصل على معلومات جديدة إن كانت مجهزة بوسائل تنصت متطورة لكن إسرائيل لن تخفي شيئاً في هذا الصدد كذلك الشركة المتعاقدة معها". واستبعد الحلو أيضاً قصف منصة استخراج النفط في المستقبل لأن قوة الردع الاسرائيلية "ستكون مدمرة وهو ما ضمنته إسرائيل للشركة المنتجة قبل توقيع العقود معها" على حد قوله.
وعن علاقة إيران بخطوة حزب الله، أشار إلى أنها "لا تحصل دون تنسيق بالحد الأدني".
تحذير للأميركيين
من جهته، رأى الصحافي غسان جواد في اتصال مع "جسور"، أن مهمة المسيرات "لم تكن عسكرية بقدر ما كان الهدف منها توجيه رسالة للعدو ومن يقف خلفه من الأميركيين وغيرهم".
الرسالة وفق جواد، مفادها أن "أي محاولة لاستكمال العمل في منطقة حقل كاريش قبل حسم الملف تفاوضياً سيقابل بالرد من قبل المقاومة".
وأضاف أن الرسالة "تأتي في سياق التفاوض والرسائل التي ينقلها الوسيط الأميركي، وآخرها أن إسرائيل ترحب بالطرح اللبناني لكنها تعتبر أن لها جزء من حقل قانا داعيةً لبنان إلى شراء حصتها".
رسالة حزب الله عبر الطائرات المسيرة، يضعها جواد في سياق "الرفض القاطع لمحاولات التطبيع التي يسعى إليها الأميركيون، وذلك عبر الضغط على لبنان إن من خلال منع نقل الغاز المصري والأردني عبر سوريا تحت عنوان قانون قيصر أو من خلال منع الشركات الأجنبية من التنقيب في لبنان".
ويرى جواد أن الفحوى الأهم من الرسالة هو "إصرار حزب الله أولاً على ترسيم حدود لبنان البحرية عبر الدولة اللبنانية، وثانياً السماح للبنان بالبدء في عمليات التنقيب".
وفي ظل المتغيرات الإقليمية والحرب الأوكرانية وآثارها على إمدادات النفط، أوضح جواد أن "اللحظة مؤاتية للبنان لأن غاز المتوسط اكتسب أهمية كبرى، لحاجة أوروبا له، كما برز طموح إسرائيل للانضمام إلى منظمة أوبيك وأوبيك بلاس، كي تصبح جزءاً من الدول المصدرة للنفط والغاز إلى أوروبا والعالم، وذلك بنية زيادة قدرتها على التأثير السياسي عالمياً".
وتالياً، فإنه "أمام هذه اللحظة الوجودية لإسرائيل وحاجتها الملحة للسيطرة، يستطيع لبنان أن يضغط على الأميركيين والطلب منههم بالسماح للشركات الأجنبية بالعمل على أراضيه"، كما يقول جواد، لافتاً إلى أنه "في لعبة موازين القوى العالمية، يمكن للبنان التلويح بالقوة الموجودة مع المقاومة لخلق التوازن".
واعتبر جواد "أنّ تبلور موقف سياسي موحد في الدولة اللبنانية حول هذه الفكرة وحول قدرات المقاومة من شأنه تحسين ظروفنا في المواجهة السياسية، أما وإن تطلب الأمر مواجهة عسكرية فالمقاومة لديها قدرات متطورة تؤذي الإسرائيليين وهم على علم بذلك".
فقد أعلن الجيش الاسرائيلي السبت، اعتراض ثلاث طائرات مسيّرة انطلقت من لبنان نحو المجال الجوي فوق ما وصفها بـ"المياه الاقتصادية الإسرائيلية"، مشيراً إلى أنه تم رصدها ومتابعتها واعتراضها في نقطة محددة.
في حين أعلن حزب الله في بيان مساء السبت، أن المسيرات لم تكن مسلحة وأن المهمة المطلوبة أنجزت والرسالة وصلت، وأضاف البيان: "بعد ظهر يوم السبت قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي بإطلاق ثلاث مسيرات غير مسلحة ومن أحجام مختلفة باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش للقيام بمهام استطلاعية".
وصباح اليوم الأحد، أعلنت إسرائيل أن حزب الله "يحاول تقويض السيادة الإسرائيلية بشتى الطرق على الأرض وفي الجو والبحر"، وشددت على أن "المياه الإقتصادية جزء من إسرائيل وليست منطقة نزاع ولا نقاش بشأنها". بينما لم يصدر حتى الساعة أي تعليق لبناني رسمي حول التطورات الأخيرة.
تطور لافت
الرسالة "المسيّرة" شكّلت تطوراً لافتاً على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، إذ أعلن حزب الله على لسان أمينه العام حسن نصرالله في وقت سابق "عدم رغبته بالتدخل مباشرة في المفاوضات حول الحدود البحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل"، واعتباره إياها من مسؤولية رئيس الجمهورية اللبنانية. وقد أكد حينها، على "حق المقاومة في جمع المعلومات اللازمة حول الملف، واعتبار كل الخيارات مطروحة ومنها العسكرية لحماية الثروة النفطية والغازية".
المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي حول حقلي كاريش وقانا كما الخطين 23 و29، تواصلت على مدى عقد من الزمن؛ وبعد تعثرها العام الماضي استؤنفت بطلب لبناني مع وصول أول باخرة انتاج للغاز متعاقدة مع إسرائيل إلى منطقة النزاع مطلع شهر يونيو/حزيران الماضي، لتتبعها باخرة ثانية بعد أسبوعين، فيما ألقيت على عاتق المفاوض الأميركي التواصل مع الجانبين.
ضربة آنية
الجنرال المتقاعد في الجيش اللبناني خليل الحلو، أشار في حديث لـ"جسور"، إلى أن "إسرائيل اكتفت بإسقاط الطائرات المسيرة الثلاث ولو أرادت الرد عسكرياً لما انتظرت حتى الآن وقد مضى على العملية أكثر من أربع وعشرين ساعة"؛ موضحاً أنها "انتهت في وقتها، في حين أوردت الصحافة العبرية أن إسرائيل استخدمت سلاح الجو والمضادات البحرية لتنفيذ المهمة وبأن المسيرات كانت على علو منخفض وتفسير ذلك تقنياً أن إمكانيات الكشف عليها يجب أن تكون متقدمة باعتبار أن الرادار العادي لا يمكنه كشفها".
اعتبار إسرائيل أن المنطقة الاقتصادية تابعة لها حيث تتواجد المنصة، "ليس مفاجئاً، فقد أرادت تحذير الجانب اللبناني بأن أي خرق في هذه المنطقة سيواجه بالرد".
ولفت من جهة أخرى إلى أن "التهديد سيبقى كلاميا"، وفي ظل "عدم تسجيل أي اعتداء مسلح على المنصة الموجودة في البحر وعدم سقوط أي قتيل فإننا لن نشهد على أي تصعيد عسكري". وأضاف "من هنا جاء تشديد حزب الله على أن المسيّرات لم تكن مسلحة وكأنه يقول للإسرائيليين إنه لا يسعى للدخول في نزاع مسلح معهم".
وربط الحلو استنتاجاته بناء على قاعدة الاشتباك بين حزب الله والإسرائيليين "في حال عدم سقوط ضحايا لدى أي من الطرفين فالتصعيد غير وارد"؛ كما اعتبر أن الطرفين "يتجنبان حتى الآن الدخول في نزاع مسلح" وأن حزب الله عمد فقط "إلى تسجيل نقاط للتأكيد على أنه وعد بالقيام بأمر ما وفعل".
كذلك لم يعر الحلو أهمية كبيرة لأي معلومات من المرجح أن تكون المسيرات جمعتها "ربما استطاعت أن تحصل على معلومات جديدة إن كانت مجهزة بوسائل تنصت متطورة لكن إسرائيل لن تخفي شيئاً في هذا الصدد كذلك الشركة المتعاقدة معها". واستبعد الحلو أيضاً قصف منصة استخراج النفط في المستقبل لأن قوة الردع الاسرائيلية "ستكون مدمرة وهو ما ضمنته إسرائيل للشركة المنتجة قبل توقيع العقود معها" على حد قوله.
وعن علاقة إيران بخطوة حزب الله، أشار إلى أنها "لا تحصل دون تنسيق بالحد الأدني".
تحذير للأميركيين
من جهته، رأى الصحافي غسان جواد في اتصال مع "جسور"، أن مهمة المسيرات "لم تكن عسكرية بقدر ما كان الهدف منها توجيه رسالة للعدو ومن يقف خلفه من الأميركيين وغيرهم".
الرسالة وفق جواد، مفادها أن "أي محاولة لاستكمال العمل في منطقة حقل كاريش قبل حسم الملف تفاوضياً سيقابل بالرد من قبل المقاومة".
وأضاف أن الرسالة "تأتي في سياق التفاوض والرسائل التي ينقلها الوسيط الأميركي، وآخرها أن إسرائيل ترحب بالطرح اللبناني لكنها تعتبر أن لها جزء من حقل قانا داعيةً لبنان إلى شراء حصتها".
رسالة حزب الله عبر الطائرات المسيرة، يضعها جواد في سياق "الرفض القاطع لمحاولات التطبيع التي يسعى إليها الأميركيون، وذلك عبر الضغط على لبنان إن من خلال منع نقل الغاز المصري والأردني عبر سوريا تحت عنوان قانون قيصر أو من خلال منع الشركات الأجنبية من التنقيب في لبنان".
ويرى جواد أن الفحوى الأهم من الرسالة هو "إصرار حزب الله أولاً على ترسيم حدود لبنان البحرية عبر الدولة اللبنانية، وثانياً السماح للبنان بالبدء في عمليات التنقيب".
وفي ظل المتغيرات الإقليمية والحرب الأوكرانية وآثارها على إمدادات النفط، أوضح جواد أن "اللحظة مؤاتية للبنان لأن غاز المتوسط اكتسب أهمية كبرى، لحاجة أوروبا له، كما برز طموح إسرائيل للانضمام إلى منظمة أوبيك وأوبيك بلاس، كي تصبح جزءاً من الدول المصدرة للنفط والغاز إلى أوروبا والعالم، وذلك بنية زيادة قدرتها على التأثير السياسي عالمياً".
وتالياً، فإنه "أمام هذه اللحظة الوجودية لإسرائيل وحاجتها الملحة للسيطرة، يستطيع لبنان أن يضغط على الأميركيين والطلب منههم بالسماح للشركات الأجنبية بالعمل على أراضيه"، كما يقول جواد، لافتاً إلى أنه "في لعبة موازين القوى العالمية، يمكن للبنان التلويح بالقوة الموجودة مع المقاومة لخلق التوازن".
واعتبر جواد "أنّ تبلور موقف سياسي موحد في الدولة اللبنانية حول هذه الفكرة وحول قدرات المقاومة من شأنه تحسين ظروفنا في المواجهة السياسية، أما وإن تطلب الأمر مواجهة عسكرية فالمقاومة لديها قدرات متطورة تؤذي الإسرائيليين وهم على علم بذلك".