بعد العملية التي ضربت منطقة تقسيم التركية، توالت ردود الأفعال المُنددة لتلك العملية فيما تصدّر المشهد الوتيرة السريعة التي عمدت السلطات من خلالها إلى كشف تفاصيل العمليّة واعتقال منفذتها.
وفي التفاصيل، إعتبر الخبير في الشأن التركي، خورشيد دلي، في حديث ل"جسور" أن الرواية التركية هشة خاصة وأن السيدة المتوجهة من كوبانا إلى عفرين ومن ثم إلى إسطنبول، يفترض أنها مرت بنقاط أمنية تركية في عفرين تتولاها القوات الأمنية التركية وبالتالي يصعب تصديق الرواية المعتمدة متسائلا عن كيفية وصول تلك السيدة. وأشار إلى أن السيدة لا تملك ملامح سورية حتى الكردية منها ومن هنا إنجلت تقارير أشارت إلى أن السيدة من تابعية صومالية ليس إلا، وفق تعبيره.
ماذا عن التوقيت
في الإطار تساءل دلي عن عدم مقاومة سيدة "إرهابية" لرجال الأمن أثناء توقيفها كذلك عن عدم إمتلاك سيدة سورية إقامة أو باسبور يعرّف عنها في البلاد. من هنا أشار إلى التوقيت المهم الذي وقع فيه التفجير خاصة أنه وقع قبل إنعقاد قمة مجموعة الثمانية حيث سيشارك فيها الرئيس التركي.
بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تنفيذ عمليات في الشمال سوري مكان تمركز قوات قسد والأكراد، بما تحمل في طياتها رسائل إلى واشنطن لتنجلي ما روجت له السلطات الأمنية التركية في هذا الشأن.
طرفان مستفيدان
دلي أشار إلى أن الأطراف المستفيدة من العملية هما حزب الحركة القومية المتطرّفة بزعامة بهتشلي وحزب العدالة والتنمية، خاصة وأن أردوغان بات مقتنعا أنه لا بد من العمل على كسب أصوات الأكراد بأي طريقة لاسيّما أصوات حزب الشعوب الديموقراطي البالغة 7 ملايين ناخب، وعليه أرسل أردوغان قبل أسبوع وفد من حزبه إلى مقر "الشعوب الديموقراطي".
فيما رجح إرتفاع منسوب القلق لدى الحزب اليمني لجهة التوافق المحتمل بين الحزبين، خاصة وأنه سيكون الخاسر الأكبر في العملية الإنتخابية حال التقارب بين الطرفين. ومن هنا ربما إستغل الحزب اليميني نفوذه داخل الأجهزة الأمنية لمنع التقارب بينهما علمًا بأن حزب العدالة المستفيد الأكبر من الحادثة، وفق تعبيره، من خلال الضغط على اللاجئين السوريين كما التغطية على الأزمة الإقتصادية بعد إرتفاع أصوات منددة بالسياسة الإقتصادية المعتمدة وبالتالي شد العصب القومي مع إرتفاع حظوظ الأحزاب الستة المعارضة، ختم دلي.
تطورات جديدة
بينما رأى الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، أن تركيا ليست بحاجة لتبرير عملياتها في الشمال السوري خاصة أنها لم تتوقف عن تلك العمليات ولم يردعها أحد. كما رجح قيام حزب العمال الكردستاني بتلك العمليات سيما وأنه اعترف بقيامه بعمليات عدة على الأراضي التركية سابقًا فيما لفت إلى نفي الحزب المستجد والذي يعد بمثابة تطورات جديدة مع عودة هذه العمليات بين الحين والأخر.
وأكد أديب أن تلك العمليات موقّتة وقد تعود لكنها لن تهدّد الأمن التركي كما روجت له السلطات، على حد قوله.