أوقف صحافيان أجنبيان كانا في مهمة لحساب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العاصمة الأفغانية، وفق ما أعلنت الوكالة الجمعة. ويأتي ذلك بعد نحو ستة أشهر من سيطرة حركة طالبان على السلطة في البلاد توازيا مع انسحاب القوات الأميركية.
وكتبت المفوضية الأممية على تويتر "أوقف صحافيان في مهمة مع المفوضية ومواطنان أفغانيان يعملان معهما، في كابول. نبذل كل ما في وسعنا لحل هذه المشكلة بالتنسيق مع جهات أخرى". ولم تكشف تفاصيل إضافية "نظرا لطبيعة الوضع".
وواحد من الصحافيَين المراسل السابق في "بي بي سي" أندرو نورث الذي غطى الحرب في أفغانستان قبل عقدين ويسافر بانتظام إلى هذا البلد. وكتبت زوجته ناتاليا أنتيلافا على تويتر "كان أندرو في كابول يعمل لحساب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ويحاول مساعدة سكان أفغانستان". وأضافت "نحن قلقون جدا على سلامته وندعو أي شخص لديه تأثير إلى المساعدة في ضمان الإفراج عنه".
من جانبه، قال الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد إن السلطات تبحث في المسألة. وأوضح "تلقينا معلومات بهذا الشأن ونحن نحاول تأكيد ما إذا كانوا احتجزوا أم لا".
أزمة عميقة
يأتي الاعتقال في وقت وضع المجتمع الدولي احترام حقوق الإنسان، ولا سيما حقوق المرأة، شرطا مسبقا لاستئناف محتمل للمساعدات الدولية التي مثلت نحو 75 بالمئة من ميزانية أفغانستان. فمن دون هذا التمويل، وفي ظل تجميد أصول أفغانية في الخارج بقيمة 9,5 مليار دولارات، غرقت البلاد في أزمة إنسانية عميقة. وصار أكثر من نصف سكان أفغانستان مهددين بالمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
كما يأتي غداة زيارة وفد بريطاني لكابول. فقد التقى الخميس رئيس بعثة المملكة المتحدة في أفغانستان هوغو شورتر المقيم حاليا في قطر، وزير الشؤون الخارجية أمير خان متقي. وكان الاجتماع فرصة لمناقشة الأزمة الإنسانية وقضية حقوق الإنسان مع قادة طالبان، بحسب شورتر.
الانحدار العام
في تصريح لوكالة فرانس برس، اعتبرت "لجنة حماية الصحافيين" أن اعتقال الصحافيين الأجنبيين يمثّل "انعكاسا مؤسفا للانحدار العام في حرية الصحافة والهجمات المتزايدة على الصحافيين في ظل نظام طالبان".
ومنذ عودتهم إلى السلطة، فرّق الأصوليون معظم تظاهرات المعارضة، كما اعتقلوا بعض الأصوات المنتقدة لنظامهم وضربوا واعتقلوا العديد من الصحافيين.