اقتحام جديد قام به عدد من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي في باحات المسجد الأقصى، تزامنًا مع دعوة منظمة "الهيكل" الإسرائيلية المتطرفة إلى اقتحام باحات المسجد، للاحتفال في ذكرى ما تسميه إسرائيل "يوم الاستقلال".
بعد توقف دام أسبوعين، استفاق الفلسطينيون على اقتحام المسجد الأقصى، ما أدى الى جرح زهاء 12 شخصًا، بعدما احتشدوا في باحات الأقصى وأدّوا صلاة الضحى، في وقت شددت قوات الاحتلال اجراءات الدخول الى الأقصى.
توقيت الاقتحام
خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، أكد أن المرابطين في الأقصى أفشلوا مخطط المستوطنين لإدخال الأعلام الإسرائيلية إلى الحرم.
وعن توقيت الاعتداء على الأقصى، أشار رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس الدكتور أحمد رفيق عوض في حديث لـ"جسور" الى أن "توقيت اقتحام المسجد الأقصى مهم لأنه ذو طابع سياسي وديني كونه يتزامن مع ذكرى "نكبة" الفلسطينيين أي الذكرى 74 لقيام اسرائيل على الاراضي الفلسطينية".
وأضاف "الحكومة الاسرائيلية تسعى ،أكثر من أي وقت مضى، الى بسط سيطرتها على المسجد الاقصى من خلال الاقتحامات المتكررة".
استنفار في الأقصى
في الأثناء، دعت الفصائل الفلسطينية إلى التصعيد في الأقصى ردًا على الاعتداءات الإسرائيلية، إذ رأت حركة حماس أن سماح الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى لعِبٌ بالنار، مؤكدة أن محاولات التقسيم الزماني والمكاني للأقصى ومشاريع تهويد المقدسات لن تمر.
كذلك، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لتصعيد المواجهة مع الاحتلال، مشيرة الى أن اقتحام الأقصى سيواجه بتفجير الغضب الفلسطيني والعربي في وجه الاحتلال.
لجان المقاومة الشعبية بدورها أكدت أن اقتحام المسجد الأقصى سيدفع العدو ثمنه مهما كانت التضحيات.
وفي هذا السياق، رأى رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس الدكتور أحمد رفيق عوض في حديث لـ"جسور" أن "الشعب الفلسطيني سيرد بقوة على الاعتداء الاسرائيلي، لكن توقيت ومكان التصعيد لا يزالان غير واضحين".
وأشار الى أن "اسرائيل بتصرفاتها تذل الفلسطينين، ومشاهد الاقصى قبيحة ومرعبة، وبالتالي التصعيد آت لا محالة لكنها مسألة وقت فقط."
اتهام بينيت!
من جهتها، حمّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بينيت المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد المتواصل، وطالبت مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته في وقف التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ومقدساتهم.
وفي قراءة سياسية للتطورات الدراماتيكية المتسارعة، اعتبر رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس الدكتور أحمد رفيق عوض أن "حكومة بينيت هي المسؤولة عن تأزم الوضع في البلاد لأنها حكومة متطرفة وهشّة، لكنها تريد أن تستمر بالقوة في قيادة البلاد."
وأضاف"أعتقد أن الحكومة الاسرائيلية ستتفكك قريبًا وستتم الدعوى الى انتخابات مبكرة، ما أجبر بينيت على تنفيذ مطالب الاسرائيليين باقتحام الأقصى كي يكسب اصواتهم في الانتخابات المقبلة، كون شعبيته تراجعت في الفترة الأخيرة."
وفي ظل أجواء التوتر التي تشهدها مدينة القدس اقتحم عشرات المستوطنين، بحماية من قوات الاحتلال، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الليلة الماضية. وقال مدير الحرم الإبراهيمي غسان الرجبي إن "قوات الاحتلال منعت رفع آذان العشاء، ووفرت الحماية لعشرات المستوطنين من أجل اقتحام ساحات الحرم، ونصب مكبرات للصوت في معظم أجزائه، وإقامة حفلات داخل أروقة الحرم وساحاته الخارجية، في مظهر استفزازي يخالف الشرائع والأديان كافة".
وفي هذا الاطار، قام مسلحون بإطلاق النار على سيارة عسكرية لقوات الاحتلال قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، في وقت ذكرت وسائل إعلام عبرية أن مسلحين أطلقوا النار مساء الأربعاء على قوة عسكرية بأحد الحواجز العسكرية قرب مستوطنة بيت إيل. وقالت قناة "كان" الرسميّة إنه لم تقع إصابات في صفوف القوة الإسرائيلية من جراء إطلاق النار.