أحد عشر قتيلا في أسبوع واحد بثلاث هجمات في اسرائيل، حصيلة أعادت خلط الاوراق الاسرائيلية وأجبرت الأجهرة الامنية في تل أبيب على رفع حال التأهب الى المستوى الاقصى واستدعاء آلاف العسكريين في تعزيز لمهام تأمين المؤسسات والمحطات المركزية والأماكن المزدحمة وذلك للمرة الاولى منذ عملية سيف القدس، وهبّة الأقصى عام ٢٠٢١. كما أوعز رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي بتعزيز فرقة الضفة بأربع كتائب مقاتلة أخرى ، ليصل مجموع التعزيزات الأخيرة إلى ثماني كتائب.
وفي غياب الردع وتفاقم المخاوف من فقدان السيطرة على المشهد في ظل تعزيز سيناريو اندلاع مواجهات شاملة مع الفلسطينيين، تبدي المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قلقها حيال سلسلة الهجمات المسلحة اذ تشير التقديرات الأمنية إلى أن هجوما آخر يمكن أن يخلق جوا متفجرا في شهر رمضان داخل الخط الأخضر وفي الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.
وهناك اعتقاد لدى فئات فلسطينية وعربية وإسلامية، بناءً على حسابات فلكية أو رقمية أو غيرها، بأنَّ شهر رمضان 2022 سيشهد حدثاً عظيماً لإنقاذ فلسطين. وصل هذا الاعتقاد إلى حدّ التأثير في تقييمات أجهزة المخابرات الإسرائيلية وتقديراتها، ليتحوّل إلى هوس يشغلها ليلاً نهاراً.
وفي قراءة للتطورات الميدانية الدراماتيكية داخل إسرائيل،يؤكد رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس أحمد عوض في حديث لـ"جسور"أن الوضع يزداد سوءا مع رفض الطرف الإسرائيلي الدخول في تسوية سياسية وميله نحو أساليب وحشية بالتعامل مع الفلسطنيين. ووصف عوض الحكومة الإسرائيلية بالمتطرفة والتي ترشي الفلسطنيين من خلال تسهيلات اقتصادية، وهذه الحلول لا تكفي طالما أنها غير جذرية .
استعمال السلاح
ويحذر عوض من ردة فعل إسرائيل بعد الهجمات، خصوصا وأن فلسطين تعيش تحت احتلال عسكري وعنصري وترفض أي علاقة مع محتل يريد إلغاء كيان فلسطيني بأكمله وبالتالي فالردور ستكون أمرا طبيعيا والشعب الفلسطيني سيقاوم وهو اليوم أقوى من أي وقت مضى.
وتحدث عوض عن احتمالات عدة للمرحلة المقبلة، أبرزها المزيد من التصعيد وجولة اشتباكات عنيفة مع الجيش الإسرائيلي يتخللها استعمال السلاح لا سيما وأن الفلسطنيين تخلوا عن التظاهرات السلمية وأعينهم نحو انتفاضة جديدة. أما الخيار الاخر فهو اللجوء الى تسوية مع الفلسطنيين بضغط دولي على إسرائيل لتقديم حلول منطقية.
فشل أمني
وعن نجاح العمليات الثلاث فيعود بحسب عوض الى فشل أمني وتفكك داخل الأجهزة الإسرائيلية لأنها لم تستطع أن توقف أي عملية، إضافة الى فشل سياسة التهويل التي تعتمدها إسرائيل الضعيفة وغير القادرة على وقف أي عملية قتل.
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد حذر من أن قتل المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يؤدي إلا الى المزيد من تدهور الأوضاع وزعزعة الاستقرار.
وسبق لرئيس الأميركي جو بايدن، أن أكد لرئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت وقوف واشنطن بقوة وحزم الى جانب إسرائيل في مواجهة التهديد الإرهابي وسائر التهديدات. حين اشار بينيت الى أن إسرائيل تتأهب للتعامل مع موجة وصفتها بـ"الجرائم القومية".