حجبت السلطات الإيرانية الوصول إلى تطبيقي إنستغرام وواتساب بعد ستة أيام من الاحتجاجات عقب وفاة الشابة مهسا أميني التي أوقفتها شرطة الأخلاق وقتل خلال هذه التظاهرات 17 شخصاً على الأقلّ بحسب وسيلة إعلام رسمية، فيما أعلنت واشنطن عن فرض عقوبات على هذه الوحدة من الشرطة.
لكنّ الحصيلة قد تكون أعلى، إذ أعلنت منظمة "ايران هيومن رايتس" غير الحكومية المعارضة في أوسلو أنّ 31 شخصاً قتلوا في التظاهرات.
موجة إدانات
وأثار موت أميني البالغة 22 عاماً، إدانات شديدة في جميع أنحاء العالم حيث نددت المنظمات غير الحكومية الدولية بقمع "وحشي" للتظاهرات. ومن على منبر الأمم المتحدة الأربعاء عبّر الرئيس الأميركي جو بايدن عن تضامنه مع "نساء إيران الشجاعات".
وقد أعلنت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على شرطة الاخلاق الايرانية والعديد من المسؤولين الامنيين لممارستهم "العنف بحق المتظاهرين" وكذلك على خلفية موت الشابة أميني، كما قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين في بيان إنّ هذه العقوبات تستهدف "شرطة الأخلاق الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين الإيرانيين المسؤولين عن هذا القمع" و"تثبت الالتزام الواضح لادارة بايدن لجهة الدفاع عن حقوق الانسان وحقوق النساء في ايران والعالم".
"خنق حرية التعبير"
ومنذ بدء التظاهرات، تباطأت الاتصالات ومنعت السلطات بعد ذلك الوصول الى انستغرام وواتساب. وقالت وكالة انباء فارس "بقرار من مسؤولين، لم يعد من الممكن الوصول في إيران إلى انستغرام منذ مساء الأربعاء وتعطل أيضا الوصول الى واتساب". وأوضحت فارس أن هذا الإجراء إتخذ بسبب "أعمال نفذها مناهضو الثورة ضد الأمن القومي عبر شبكات التواصل الاجتماعي هذه".
تظاهرة مؤيدة للحجاب
وأظهرت صور متظاهرين يتصدّون لقوات الأمن، والصورة الأكثر انتشاراً على شبكات التواصل الاجتماعي كانت لنساء يضرمن النار في حجابهن. وردّد متظاهرون في طهران "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة"، ولاقت هذه الهتافات صدى في نيويورك واسطنبول.
وفي إيران، تجبر النساء على تغطية شعرهن وتمنعهن شرطة الأخلاق من ارتداء المعاطف التي تصل إلى مستوى الركبة والسراويل الضيقة والجينزات المثقوبة والملابس ذات الألوان الزاهية.
والجمعة وبدعوة من منظمة حكومية، ستجري تظاهرات دعما لوضع الحجاب في مختلف أنحاء إيران لا سيما امام جامعة طهران بعد صلاة الجمعة، بحسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية.
وأوقفت الشابة المتحدّرة من محافظة كردستان بشمال غربي إيران، في 13 سبتمبر / أيلول في طهران من قبل شرطة الأخلاق بسبب ارتداء "ملابس غير محتشمة". وفارقت الحياة في 16 سبتمبر/ أيلول في المستشفى. وبحسب ناشطين، فقد تلقت ضربة قاتلة على رأسها لكن المسؤولين الايرانيين نفوا ذلك وأعلنوا فتح تحقيق.