مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الثالث، اقتحمت مجموعات من المستوطنين الإسرائيليين باحات المسجد الأقصى في القدس، فيما استيقظت الضواحي الغربية للمدينة على صفارات الإنذار ودوي انفجارات، جرّاء إطلاق صواريخ فلسطينية بعيدة المدى على إسرائيل.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية إرتفاع عدد الضحايا إلى 31 بينهم 6 أطفال و4 سيدات، وإصابة 265 شخصًا منذ بدء التصعيد الإسرائيلي، في وقت ذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن قوات الاحتلال تنفّذ غارات على مواقع إطلاق صواريخ في كل أنحاء قطاع غزة.
حرب مصيرية
وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أمر بمواصلة العمليات الهجومية في قطاع غزة لمدة أسبوع.
في السياق، أشار اللواء الركن المتقاعد الفلسطيني واصف عريقات في حديث لـ"جسور" الى أن الحرب الحالية ستطول والوضع سيزداد سوءا، خصوصًا في ظل الخسائر الكبيرة في صفوف الطرفين، الأمر الذي يفتح باب الاحتمالات على السيناريوهات الحربية كافة، من قصف صواريخ ومهارات قتالية أخرى."
وأضاف "فُرض على الشعب الفلسطيني القتال، والبديل عن الصمود والتصدي للعدوان هو مزيد من القتل والتدمير والاعتداء لذلك وصل الفلسطيني الى قناعة بأن استمرار صموده اليوم سيردع إسرائيل مستقبلاً، وسيقلل من خسائره في المرحلة المقبلة، وبالتالي تسعى المقاومة إلى إطالة أمد الحرب".
جهود مصريّة
وتبذل مصر جهودًا قوية من أجل وقف فوري للتصعيد الإسرائيلي ضد قطاع غزة المحاصر، والعودة إلى التهدئة ومنع تدهور الأوضاع، وذلك منذ بداية التوترات الحالية.
وبدأت مصر مباحثات مكثّفة مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل تحقيق الهدوء، واحتواء الموقف ووقف العملية العسكرية الإسرائيلية التي بدأت الجمعة الماضية.
وهنا اعتبر الخبير العسكري عريقات أنه "ليس من السهل التوصّل الى اتفاق يقضي بوقف الحرب لأن إسرائيل تستغل الوساطة المصرية لتحقيق أهدافها في المنطقة، غير أن القاهرة مستمرة في مساعيها بغية الوصول إلى تسوية."
انتهاك القوانين
"إسرائيل تسعى للقضاء على الجهاد الإسلامي واعتقال قياديين بارزيين في الحركة بهدف منع نقل تجربة قطاع غزة إلى الضفة الغربية من خلال ما يسمى "كتيبة جنين"، بحسب رئيس مركز القدس للدراسات المستقبلية في جامعة القدس الدكتور أحمد رفيق عوض.
وتابع في حديث لـ"جسور"، "إسرائيل تنتهك القانون الدولي بقصف منازل المدنيين، وتعمل على تدمير غزة وقطع الخدمات الأسياسية عن القطاع مثل توفير الغذاء وتأمين الكهرباء."
اللواء الركن المتقاعد الفلسطيني واصف عريقات قال "بالرغم من أن عضوية الدول في الأمم المتحدة مرتبطة ومشروطة بتنفيذ التزامات هذه المنظمة وتعهداتها، الا أنها ضمّت إسرائيل رغم عدم تنفيذ تل أبيب اي التزام أو قرار متعلق بالأمم المتحدة، وأكثر من ذلك فالأخيرة تدعم اسرائيل وتعزز وجودها في المنطقة."
وعلى صعيد متصل، دعا المجتمع الدولي إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي إلى التحلّي بضبط النفس وتهدئة الوضع من أجل نهاية سريعة لدوامة العنف القائمة بين الطرفين.
وفي الولايات المتحدة حثّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الجانبين على الهدوء معتبرًا أن إسرائيل حليفة الولايات المتحدة ولها الحق في الدفاع عن نفسها.
من جهته، قال المتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن التكتل يتابع أعمال العنف في قطاع غزة "بقلق بالغ"، ويدعو جميع الأطراف إلى "أقصى درجات ضبط النفس" من أجل تجنب تصعيد جديد.
قدرات محدودة
وبشأن الحديث عن عدم توحيد باقي الفصائل الفلسطنية، أبرزها حركة حماس، مع الجهاد الإسلامي في الحرب ضد إسرائيل، أشار الدكتور أحمد رفيق عوض الى أن "الجهاد الإسلامي تشن هجمات على اسرائيل بموافقة جميع الأطراف وعلى رأسهم حركة حماس، وتتصرف ضمن غرفة موحّدة تشترك فيها كل الفصائل الفلسطينية، ناهيك عن أن حماس تعتقد أنها اذا شاركت مباشرة في الحرب الراهنة ستلحق أضرارًا جسيمة في قطاع غزة وستمتد رقعة الحرب الى مناطق عديدة في البلاد".
وأضاف "قدرات الجهاد الإسلامي محدودة وبالتالي من مصلحتها جمع كل الفصائل الفلسطنية لمواجهة إسرائيل.
أزمة إنسانيّة
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أن العد التنازلي لوقف عمل المستشفيات قد بدأ بعد توقف محطة الكهرباء في غزة، ما ينذر بأزمة إنسانيّة.
كما قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف إن العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة سيزيد الوضع الإنساني سوءا، بسبب الحصار على مدى 15 عامًا.
وأضاف أن محطة الكهرباء في غزة توقّفت عن العمل بسبب وقف وصول الوقود إلى غزة، فيما طالبت لين هاستينغ منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (أوشا) في الأراضي الفلسطينية، السماح بإدخال "الوقود والغذاء والإمدادات الطبية" إلى القطاع المحاصر.