في جدة ، كان لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمناقشة ضمان "الاستقرار" في الخليج والبحث المعمق في الوضع اللبناني ومسار العلاقة بين بيروت والرياض.
جولة ماكرون الخاطفة في الخليج تأتي في خضم تطورات متسارعة وبعد شهر من تدهور العلاقات بين لبنان ودول الخليج منذ تصريحات وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي الذي استقال نزولا عند رغبة الفرنسيين، فهل يخرق ماكرون الجمود بين لبنان والسعودية؟
نتائج محدودة
الباحث السياسي السعودي نايف الوقاع وفي حديث لـ"جسور" عاد الى جذور الازمة وكشف عن انه حتى ولو شكلت الحكومة في لبنان فهي مسلوبة الإرادة وتدار من قبل حزب الله مشيرا الى أن وزير الاعلام جورج قرداحي استقال لأنه لمس بأن هناك رغبة فرنسية بالاستقالة.
واعتبر أنه "اذا كانت السيادة تهمّ قرداحي وفريقه ورئيس مجلس الوزراء ورئيس الجمهورية فعليهم أن يناقشوا الملف والاختراقات مع ايران وممثل ايران في لبنان هو حسن نصرالله وبالتالي فهذه الازدواجية غير مقبولة".
وإذ ذكر بأن العبث الذي كان مسكوتا عنه لم يعد مقبولا من قبل لبنان لأنه أصبح يتدخل بأمور أكبر من قدراته وأصبح ينفذ اجندات ايران بشكل واضح ونصر الله يقوم بممارسات عدائية صريحة اعلامية وسياسية وتصريحات مباشرة تحمل تهديداً للمملكة"، أكد أن "لن يستطيع ماكرون أو غير ماكرون أن يجعل المملكة تسمح بهذا العبث أو أن تفرط بأمنه"، متمنّياً "توقيف تدخلات حزب الله قبل فوات الأوان".
وقال: "جربوا ايران وحزب الله لـ40 سنة واليوم الشعب اللبناني يبحث عن علبة حليب ورغيف خبز والنتيجة أصبح لبنان دولة مشلولة ودولة فاشلة".
وختم: "لم يعد بالامكان للحكومة والرئاسة والشعب أن يجمع بين علاقات ممتازة مع دول الخليج وحلف قوي مع ايران بقيادة حسن نصرالله".
نتائج محدودة
في المقابل، اعتبر المحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث لـ"جسور" أنه "من الممكن أن ينجح ماكرون في تخفيف بعض الاجراءات التي اتخذت من قبل المملكة وبعض الدول الخليجية التي تتماهى مع الموقف السعودي بما خص العلاقة مع لبنان لكن لن يكون هناك تراجع كامل فشروط عدة تريدها السعودية سيبلّغ بها الرئيس الفرنسي وتبلّغ الى الجانب اللبناني وسبق للسعودية أن طرحتها بشكل أو بآخر".
وسأل:"هل يستطيع لبنان أن يقدم للسعودية ما لم تحققه دول أخرى بعد أن قادت حربا شاملة على لبنان" مشيرا الى أن "ما تريده السعودية في لبنان أكبر بكثير من أن يتحمّله لبنان على المستوى الرسمي أو الشعبي فضلا عن أن لبنان لا يمكنه القبول بهذه الشروط أقل ما يقال فيها أنها يمكن أن تضع لبنان أمام حرب بين اللبنانيين باعتبار أنها ستواجه شريحة واسعة منهم".
الرهانات المطروحة
وأضاف المحلل السياسي اللبناني أن "ماكرون لن ينجح في حل هذه المشكلة بالشكل الكامل والجميع يراهن على شيء من الوقت بانتظار أن حل بعض الامور منها المفاوضات السعودية الايرانية والايرانية مع الجانب الدولي وأميركا والرهان على الانتخابات النيابية اللبنانية والعمل على دعم كل المجموعات التي تواجه المقاومة ظنا منهم أن اكثرية نيابية ممكن ان تكون هي الحل السياسي".