حال من البلبلة سادت الاوساط السياسية اللبنانية بعد التداول بقرار مفاجئ للبنك الدولي يطيح بمشروع تمويل صفقة استجرار لبنان للغاز والكهرباء من مصر والكهرباء من الأردن، تحت ذريعة "دراسة الجدوى السياسية" للمشروع وذلك بعد أيام من زيارة وزير الطاقة اللبنانية الى مصر وبالتزامن مع قلق اميركي شديد من أزمة الطاقة في لبنان وانعكاساتها على استقرار البلاد.
الاجواء المحيطة برئيس الحكومة اللبنانية تقول لـ" جسور" إن الامور غير واضحة تماماً ولا معطيات حول الموضوع بانتظار بلورة الاتصالات للحصول على معلومات إضافية بهذا الشأن.
قلق أميركي
وفي وقت يحمل نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي الملف الى واشنطن التي يزورها منذ أيام ولديه مجموعة افكار للبحث فيما يمكن القيام به بجهة القروض الممنوحة من البنك الدولي بما يتعلق بإستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية تنفيذا للوعود التي قطعها ممثل البنك في لبنان وقياسا على حجم الترتيبات اللوجستية والتقنية التي أنجزها الجانب اللبناني مع الجهات المعنية في مصر والاردن وسوريا على حد سواء ، برز في الساعات الماضية قلق اميركي شديد من أزمة الطاقة في لبنان وانعكاساتها على استقرار البلاد، واشار المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرج إلى أن نقص الوقود والطاقة يهدد القدرة على تقديم الخدمات الحيوية للشعب اللبناني، مثل الرعاية الصحية والمياه".
وأكد وربيرج دعم واشنطن لـ"الجهود المبذولة لحل نقص الطاقة في لبنان بطريقة لا تنتهك العقوبات الأميركية المفروضة على النظام السوري".
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تتنازل أو ترفع أو تخفف أي عقوبات أميركية مفروضة على النظام السوري لتسهيل هذه الاتفاقيات.
ولفت إلى أن بلاده على تواصل مع الحكومة اللبنانية والمصرية وكذلك البنك الدولي لـ"فهم كيفية هيكلة هذه الترتيبات وتمويلها، لضمان توافقها مع سياستنا ومعالجة أي مخاوف محتملة تتعلق بالعقوبات".
تحذير وزير الطاقة
وزير الطاقة اللبناني وليد فياض وحين سئل في دردشة مع الاعلاميين على هامش جلسة لمجلس الوزراء عن مصير المشروع قال: هذا ما سمعناه والعبرة في النتائج واضاف:"التعاقد تم وقمنا بواجبنا، لكن التأخير في التمويل والموضوع لم يرفض كما يُقال".
وأضاف قائلاً "لا أعرف ما معنى الجدوى السياسية التي يتحدثون عنها والتي هي حجة لهذا التأخير، وأنا على تواصل مستمرّ مع إدارة البنك الدولي والسفيرة الأميركية دوروثي شيا والسفيرة الفرنسية آن غريو ومع إدارة البنك الدولي في المنطقة، والكرة الآن في ملعبهم لكي يدخلونا معهم في مرحلة المفاوضات الرسمية التي هي مرحلة أساسية للتمويل".
ولفت فياض في معرض رده على الصحافيين إلى أن "المجلس التنفيذي للبنك الدولي عقد اجتماعاً يوم الجمعة الماضي، لكنه لم يسفر عن النتيجة الإيجابية المتوقعة، ونحن نسمع مثل ما تسمعون أنهم لا يزالون يدرسون الجدوى السياسية للمشروع".
وحذّر فياض من إمكانية دخول بلاده "مرحلة صعبة" في حال "لم يأت الجواب الشافي من البنك الدولي خلال الأيام القليلة المقبلة"، مؤكداً أنه "ينتظر الحصول على التمويل للدفع بالأمور إيجاباً".
التنسيق اللبناني - المصري
وكان فياض زار القاهرة قبل أيام، واجتمع مع وزير البترول والثروة المعدنية في مصر طارق الملا، وبحث الجانبان بنود التعاقد لاتفاقية توريد الغاز المصري إلى لبنان، وتم التوافق على معظم البنود.
كذلك أشار المكتب الإعلامي لوزير الطاقة اللبناني الى أن "اللقاء شهد أيضاً التنسيق الجاري بين الجانبين للانتهاء من الإجراءات، وكذلك التنسيق مع الأردن وسوريا لمرور الغاز عبر أراضيهما".