يواصل الحوثيون تصعيدهم في العمق الاماراتي من دون أي رادع ما يزيد من منسوب التوترات والتعقيدات في المنطقة ككل والتي تعاني أصلاً اهتزازاً أمنياً نتيجة الصراعات المستمرة.
العملية النوعية التي اعلن عنها الحوثيون وكشفت وزارة الدفاع الإماراتية لاحقا تفاصيل عنها حيث تمكنت من اعتراض وتدمير صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون تجاه الدولة، تزامنت مع زيارة الرئيس الاسرائيلي إسحاق هرتزوغ إلى الإمارات بدعوة من ولي العهد الشيخ محمد بن زايد، وتعد الزيارة الاولى من نوعها منذ تطبيع العلاقات بين البلدين.
وعقب الهجوم ، كررت الإمارات تأكيدها الاحتفاظ بحق الرد "على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي الآثم". اذ أكّد مسؤول إماراتي رفيع أنّ تهديد المتمردين اليمنيين لدولة الإمارات لن يصبح "الواقع الجديد في دولة الإمارات. نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا".
"انزعاج ايراني"
وفي حين يربط البعض التصعيد الحوثي نحو الامارات بتفاعلات أخرى يشهدها الشرق الأوسط، ومن المفاوضات النووية في فيينا الى المحادثات بين السعودية وإيران، كما التواصل الإماراتي مع اسرائيل، يرى الدكتور في العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الاميركية عماد سلامة لـ "جسور"، في تكرار الهجمات على الامارات رسالة موجهة للدول العربية التي تقوم بتحالفات أو تقارب مع اسرائيل لمواجهة المدّ الإيراني في المنطقة من جهة والتهديدات التركية من جهة أخرى والأمر يزعج طهران.
وقال سلامة : "كلما اقتربنا من تنسيق اقتصادي - أمني - استراتيجي، اسرائيلي- خليجي سيزداد الإنزعاج الايراني وسيترجم برسائل تهديد لأمن الدول الخليجية وسيعرضها عموماً لخضات وهجمات ".
واذ يعتبر البعض أن الهجوم الجديد قد يؤدي إلى تصعيد التوتر بين الإمارات والداعم الرئيس للحوثيين أي إيران بعد تقارب واضح بينهما ، أشار سلامة الى أن "الإمارت تسعى لنسج موازين قوى تقوم بشكل أساسي على التقارب مع اسرائيل إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة عداء مع ايران إذ إنها تحاول تحقيق هذا التقارب من جهتين لخلق توازن يجعلها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة قادرة على إضعاف أي خطر مستقبلي يهدد امنها".
معركة مفتوحة
يأتي هذا الصراع في سياق فرض موازين قوى في اليمن ونسج شروط أي تسوية سياسية محتملة. وبعد أن أعلن التحالف الذي تقوده السعودية عملية جديدة تهدف الى تغيير مسار القتال بعدما نجحت قوات ألوية العمالقة التي تدعمها الإمارات بطرد الحوثيين من محافظة شبوة المنتجة للنفط وإعادة فتح الطريق إلى مأرب، تعتبر مصادر مطلعة ان الحوثيين يهدفون من هذا التصعيد "الى نقل المعركة إلى خارج حدودهم".
هذا ويعتبر محللون ان التصعيد المستجد يعني محاولة مزدوجة من إيران للدفع برؤيتها في المحادثات النووية، والحوثيين للضغط على الدول الخليجية لوقف انخراطها في اليمن. والاحتمالات هنا مفتوحة فإما أن يؤدي هذا الصراع إلى تأجيج الوضع في المنطقة أو أن نشهد اصطفافاً عربياً داعماً لمواجهة الحوثيين في اليمن ومن خلفهم ايران مما سيؤدي حتماً الى رفع منسوب التوتر.
استعداد اسرائيلي للمساعدة
بعد الهجوم الحوثي على أبو ظبي، عرضت إسرائيل على الإمارات دعما أمنياً ومخابراتياً، وذلك في رسالة وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، كتب فيها: "نحن مستعدون لنقدم دعما أمنيا ومخابراتيا كي نساعدكم في حماية مواطنيكم من هجمات مماثلة.. لقد أمرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن تقدم لنظيرتها في الإمارات أي مساعدة إذا ما رغبتم في ذلك".
وتابع، "إسرائيل ملتزمة بالعمل عن كثب في المعركة الدائرة ضد القوى المتطرفة في المنطقة، وسنستمر في ذلك لهزيمة الأعداء المشتركين".
تعلن قيادة العمليات المشتركة بوزارة الدفاع بدولة الإمارات عن تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ البالستي الذي اطلق من الجوف الساعة 0050 بتوقيت الإمارات الإثنين 31/1/2022 علماً أنه كان قد تم اعتراض الصاروخ الساعة 0020 بواسطة دفاعاتنا الجوية، مرفق فيديو تدمير منصة وموقع إطلاق الصاروخ. pic.twitter.com/HxJzsgPm6X
— وزارة الدفاع |MOD UAE (@modgovae) January 30, 2022