معلومات أمنية جديدة تكشف عن علاقات أكثر انفتاحاً بين الدولة التركية والأكراد. فقد أعلنت صحيفة "زمان" التركية المعارضة عن حصولها على معلومات من مصادر أمنية زعمت أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلّف جهاز المخابرات بإجراء مفاوضات سلام سرية مع الأكراد.
ورأت الصحيفة أن ما وصفته بنظام "حزب العدالة والتنمية" وجد الحل مرة أخرى لدى المواطنين الأكراد، وأفادت المعلومات الأمنية بأن الرئيس أردوغان أعاد تنشيط جهاز المخابرات للمرحلة الثانية من أجل تنفيذ عملية مفاوضات السلام مع الأكراد، بعد الأولى التي كانت بدأت في عام 2009 وأطلق عليها "الانفتاح الديمقراطي" أو "الانفتاح الكردي".
الانتخابات هي الهدف
ونقلت الصحيفة عن مصادرها بأن الطرفين عقدا عدة اجتماعات في العاصمة البلجيكية بروكسل، فيما جرت دعوة بعض الأسماء من "حزب الشعوب الديمقراطي" لكن الدعوة قوبلت بالرفض، لثقة الحزب بأن الخطوة المعنية تنبع من حقيقة أن أردوغان بحاجة إلى تصويت الأكراد لإعادة انتخابه، وكسر الزخم السياسي المتصاعد لرئيس حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرطاش، الذي سجن لمدة 4 سنوات بسبب خطاب عملية الحل الجديد، وإعطاء عبد الله أوجلان، الموجود في السجن، مكانة جديدة.
ولفتت الصحيفة التركية المعارضة إلى أن القضاء التركي ينظر في الوقت الحالي في قضية حل حزب الشعوب الديمقراطي الكردي.
تاريخ العلاقة
ومنذ عام 1974 شكلت الأزمة الكردية واحدة من أكثر أزمات تركيا تعقيدا بعد أن رفض الأتراك منح الأكراد أياً من حقوقهم ما دفع مجموعات كردية للمقاومة المسلحة تحت قيادة عبدالله أوجلان حتى أعلنت أنقرة عام 1984 حزب العمال الكردستاني كيانا إرهابيا.
وكرس حكم أردوغان لسنوات خطاب الكراهية تجاه الأكراد، الذين لعبوا دورا حاسما في انتخابات بلدية إسطنبول وأسهموا بإسقاط ممثل حزب العدالة والتنمية في سياق تصاعد الاحتقان بين أردوغان وجزء من تركيبة تركيا السكانية.