بعد مرور 17 عاماً، يجمع معظم اللبنانيين على أن 14 آذار 2005 تاريخٌ عظيم أُخرج فيه الجيش السوري من لبنان، وحقبة حملت شعار "حرية سيادة استقلال" تحت راية قسم "مسلمين ومسيحيين.. موحّدين.. الى أبد الآبدين" ردّده مليون لبناني في ساحة الحرية.
أما الواقع اللبناني اليوم مختلف جداً، والبلد عند مفترق خطير وفي أصعب مرحلة من تاريخه.
وبعد الإغتيالات التي أودت بشهداء "ثورة الأرز" والأحداث التي تلتها، أين 14 آذار الـ2005 من 14 آذار اليوم؟ وهل تعوّم الإنتخابات المقبلة الوحدة الداخلية؟
الإنتصار الكبير
يقول منسق الأمانة العامة لـ"14 آذار" النائب السابق فارس سعيد في حديث لـ"جسور": "ارتكزت 14 آذار وقضيتها على فكرة واحدة هي الوحدة الداخلية الإسلامية المسيحية في لبنان والتي حقّقت انتصاراً كبيراً لأنها طالبت متّحدة بخروج الجيش السوري من لبنان ويبقى أن سرّ هذا البلد هو بوحدته الداخلية."
ويوضّح سعيد أنه "تتكرس الوحدة نستطيع تحقيق انجازات وطنية كبرى وعندما تنكسر وتعود كل طائفة الى مربّعها الطائفي وتضع كل طائفة أولوياتها الطائفية على حساب الأولوية الوطنية ، يتراجع لبنان ، لأن انكسار الوحدة الداخلية ينسحب أولاً الى انكسار طائفي لا بل أكثر الى انكسار داخل كل طائفة حتى حدود التّفتت الكامل للحيوية الداخلية لهذا البلد."
الإنتكاسة
ويقول سعيد بـ"ضمير مرتاح" أن قضية 14 آذار "التي ارتكزت على الوحدة الداخلية انتكست اليوم مع عودة اللبنانيين كلّ الى مربّعه الطائفي والتحدي هو اعادة اللحمة الى الوحدة الداخلية لمواجهة الإحتلال الإيراني للبنان، وهذه قضية مركزية يمكن أن تشكل مساحة مشتركة لإعادة إحياء الوحدة الداخلية."
هل توحّد الإنتخابات 14 آذار؟
ورداً على سؤال عما إذا كان بإمكان الاستحقاق الانتخابي المقبل على لبنان في 15 ايار\ مايو المقبل شمل 14 آذار، يعتبر سعيد أن "الموضوع يخضع الى حسابات إنتخابية وإدارية والإنتخابات لا يمكن أن توحّد 14 آذار لأن المسألة ليست إدارية بل موضوع التوحيد حول فكرة لبنان المرتكزة على العيش المشترك وعلى نهائية الكيان اللبناني وعلى عروبة هذا البلد، وهو ما يكرسه الدستور وهو ما يجب أن يشكل المساحة المشتركة بين اللبنانيين أما الإهتزاز فيكمن بأن كل طائفة تنظر الى هذا الإتفاق بعين القلق وليس بعين الأمل."