في الرابع عشر من مارس/آذار هذا العام، يستعد جزء ممن ساهموا في إطلاق ثورة الأرز التاريخية في بيروت عام 2005، لخوض الاستحقاق النيابي في لبنان في مايو/أيار المقبل. وبين شعار "رفع الوصاية السورية" عن البلد عام 2005، إلى شعار "رفع الاحتلال الإيراني" عام 2022، 17 سنة مرّت، حيث خسرت قوى 14 آذار وحدتها وتشتّت صفوفها فيما اعتزل السياسة أحد أبرز أقطابها. فهل تصحّ المقارنة بين الشعارَين؟ وهل يتماشى الشعار الجديد مع حاجات اللبنانيين الذي يُعانون أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخهم؟
عام 2005، حين نادى اللبنانيون بالسيادة والاستقلال، ونجحوا وسط ظروف دولية وإقليمية مؤاتية، برفع هيمنة النظام السوري عن بلدهم، الذي اتُهم حينها بجريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. تشرذمت لاحقاً رموز ما عُرف بـ"ثورة الأرز". ومع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي المقرر إجراؤه في 15 مايو/أيار المقبل، يبدو أن حلم 14 آذار استعاد نبضه، لمحاولة اغتنام لحظة تاريخية جديدة بعد انتكاسات عديدة مرّ بها البلد في السنوات الماضية.
ثورة 14 آذار لم تعد تستقطب الجماهير كما كانت تفعل قبل 17 عاماً، لكن كثيرين يحنّون إلى تلك اللحظة، خصوصاً وأن الحوادث المأسوية تتالت في لبنان، من اغتيالات سابقاً، إلى انهيار سعر صرف العملة المحلية، وانفجار مرفأ بيروت عام 2020، مروراً بأسوأ أزمة اقتصادية للبلد منذ الحرب العالمية. إلى ذلك، فلا يُمكن لمن يحنّون إلى "ثورة 14 آذار"، أن يتناسوا انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، التي كانت لحظة غير مسبوقة وجامعة في الشارع اللبناني.
غير أن الـ14 آذاريين ومن بقي منهم، يستمرون تحت راية "خطر تغيير هوية لبنان"، ويراهنون على "استعادة السيادة اللبنانية مجدداً"، مطلقين على أنفسهم لقب "السياديين"، وهذا كلّه رغم اعتكاف تيار المستقبل عن الحياة السياسة وهو التيار السياسي الذي أسّسه رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، واستمر بعد اغتياله.
الحليف الوحيد
يربط حزب القوات اللبنانية الذي شارك جمهوره بكثافة في ثورة 14 مارس/آذار 2005، اليوم بالأمس، وأطلق في المناسبة حملته الانتخابية كتأكيد على "استمرار المسيرة".
النهج الذي تتبعه القوات اللبنانية "لم يتغير"، كما يوضح النائب عن حزب القوات اللبنانية وعضو كتلة الجمهورية القوية أنطوان حبشي في حديث لـ"جسور"، لافتاً إلى أن "يوم 14 آذار 2005 كان مدخلاً للبنان لاستعادة سيادته".
وأضاف "المساومات التي تلت تلك اللحظة التاريخية، تسببت بضياع لبنان"، مؤكداً على بقاء القوات اللبنانية في "مسيرة في المواجهة ليعود لبنان وطن الحرية لأبنائه كافة".
حبشي، لفت من جهة أخرى، إلى أن الانتخابات النيابية هذه السنة مختلفة، باعتبار أنها "تضع الشعب أمام خيارين، إما لبنان الذي نعرفه لبنان الحرية والانفتاح والسيادة أو لبنان التبعية والقرار المسلوب".
ولدى سؤال نائب "القوات" عن حلفاء حزبه، يُجيب حبشي: "حليفنا الوحيد هو الشعب اللبناني، ونضع كامل ثقتنا به وبوعيه لاتخاذ القرار الصحيح في عملية الاقتراع". ومحاربة الفساد، "إحدى أبرز الآفات التي تفتك بلبنان ولن تتم إلا مع وجود دولة قوية تضع الضوابط المناسبة"، على حد تعبيره.
وذكّر حبشي، بـ"ما قام به الشعب اللبناني بأطيافه كافة عام 1918، حين أجمعوا على تأسيس لبنان الكبير وأرسلوا العرائض لإعلام الدول بقرارهم الموحد"، مشيراً إلى أن "المشهد اليوم وجودي، ويهدف إلى المحافظة على لبنان الكيان الذي بات في خطر بعد 100 عام على تأسيسه".
تلاقي اللبنانيين
أما رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، أحد أعضاء 14 آذار، وفي حديث لـ"جسور" أشار إلى أن "بعض قادة ثورة الأرز، وبدل اقتناص تلك اللحظة التاريخية لمعاقبة فلول وأيتام النظام السوري، اعتمدوا سياسة اليد الممدودة وأحبطوا الحلم اللبناني في بناء دولة ذات سيادة فعلية".
وميز محفوض بين الحمام والصقور من قادة 14 آذار"، قائلاً " لقد ساهم الحمام، بقتل الصقور في عمليات اغتيال حصلت لاحقاً بسبب خنوعهم".
وعن إمكانية استعادة زمام المبادرة، يجيب محفوض بحسم "نعم"، إلا أنه اشترط لذلك "تلاقى اللبنانيين الأحرار على مبدأ الوحدة "، مطالباً إياهم بملاقاة "حزب القوات اللبنانية، الحزب الوحيد الذي يتصدى للاحتلال الإيراني"، على حد تعبيره.
أما عن ثورة تشرين المستقلة عن الأحزاب، فاعتبر محفوض أنه "من الواجب الفصل بين فلسفة الثورة وقادة الثوار الذين لا هم لهم اليوم سوى التسابق على إعلان ترشحهم للانتخاباتات النيابية"؛ ويرى فيهم "مجموعة من الجشعين الذين لا طموح لهم سوى الوصول إلى السلطة وهم أسوأ من الفريق الحالي المتحكم بالبلد"، على حد قوله.
أما عن الانتخابات، فلوّح باحتمال عدم قدرتها على إنتاج قوة تغيير كبيرة، لكنه يتمنى أن تكون نتائجها "محفزاً لتقوم ولو بالحد الادنى بمواجهة حزب الله في المستقبل"؛ وأبدى أسفه لمحاولة عدد من الأحزاب السيادية التحالف لكسر القوات خوفاً منها"، مؤكداً أنها "آخر معاقل الحرية في لبنان".
عام 2005، حين نادى اللبنانيون بالسيادة والاستقلال، ونجحوا وسط ظروف دولية وإقليمية مؤاتية، برفع هيمنة النظام السوري عن بلدهم، الذي اتُهم حينها بجريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. تشرذمت لاحقاً رموز ما عُرف بـ"ثورة الأرز". ومع اقتراب موعد الاستحقاق النيابي المقرر إجراؤه في 15 مايو/أيار المقبل، يبدو أن حلم 14 آذار استعاد نبضه، لمحاولة اغتنام لحظة تاريخية جديدة بعد انتكاسات عديدة مرّ بها البلد في السنوات الماضية.
ثورة 14 آذار لم تعد تستقطب الجماهير كما كانت تفعل قبل 17 عاماً، لكن كثيرين يحنّون إلى تلك اللحظة، خصوصاً وأن الحوادث المأسوية تتالت في لبنان، من اغتيالات سابقاً، إلى انهيار سعر صرف العملة المحلية، وانفجار مرفأ بيروت عام 2020، مروراً بأسوأ أزمة اقتصادية للبلد منذ الحرب العالمية. إلى ذلك، فلا يُمكن لمن يحنّون إلى "ثورة 14 آذار"، أن يتناسوا انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، التي كانت لحظة غير مسبوقة وجامعة في الشارع اللبناني.
غير أن الـ14 آذاريين ومن بقي منهم، يستمرون تحت راية "خطر تغيير هوية لبنان"، ويراهنون على "استعادة السيادة اللبنانية مجدداً"، مطلقين على أنفسهم لقب "السياديين"، وهذا كلّه رغم اعتكاف تيار المستقبل عن الحياة السياسة وهو التيار السياسي الذي أسّسه رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، واستمر بعد اغتياله.
الحليف الوحيد
يربط حزب القوات اللبنانية الذي شارك جمهوره بكثافة في ثورة 14 مارس/آذار 2005، اليوم بالأمس، وأطلق في المناسبة حملته الانتخابية كتأكيد على "استمرار المسيرة".
النهج الذي تتبعه القوات اللبنانية "لم يتغير"، كما يوضح النائب عن حزب القوات اللبنانية وعضو كتلة الجمهورية القوية أنطوان حبشي في حديث لـ"جسور"، لافتاً إلى أن "يوم 14 آذار 2005 كان مدخلاً للبنان لاستعادة سيادته".
وأضاف "المساومات التي تلت تلك اللحظة التاريخية، تسببت بضياع لبنان"، مؤكداً على بقاء القوات اللبنانية في "مسيرة في المواجهة ليعود لبنان وطن الحرية لأبنائه كافة".
حبشي، لفت من جهة أخرى، إلى أن الانتخابات النيابية هذه السنة مختلفة، باعتبار أنها "تضع الشعب أمام خيارين، إما لبنان الذي نعرفه لبنان الحرية والانفتاح والسيادة أو لبنان التبعية والقرار المسلوب".
ولدى سؤال نائب "القوات" عن حلفاء حزبه، يُجيب حبشي: "حليفنا الوحيد هو الشعب اللبناني، ونضع كامل ثقتنا به وبوعيه لاتخاذ القرار الصحيح في عملية الاقتراع". ومحاربة الفساد، "إحدى أبرز الآفات التي تفتك بلبنان ولن تتم إلا مع وجود دولة قوية تضع الضوابط المناسبة"، على حد تعبيره.
وذكّر حبشي، بـ"ما قام به الشعب اللبناني بأطيافه كافة عام 1918، حين أجمعوا على تأسيس لبنان الكبير وأرسلوا العرائض لإعلام الدول بقرارهم الموحد"، مشيراً إلى أن "المشهد اليوم وجودي، ويهدف إلى المحافظة على لبنان الكيان الذي بات في خطر بعد 100 عام على تأسيسه".
تلاقي اللبنانيين
أما رئيس حركة التغيير إيلي محفوض، أحد أعضاء 14 آذار، وفي حديث لـ"جسور" أشار إلى أن "بعض قادة ثورة الأرز، وبدل اقتناص تلك اللحظة التاريخية لمعاقبة فلول وأيتام النظام السوري، اعتمدوا سياسة اليد الممدودة وأحبطوا الحلم اللبناني في بناء دولة ذات سيادة فعلية".
وميز محفوض بين الحمام والصقور من قادة 14 آذار"، قائلاً " لقد ساهم الحمام، بقتل الصقور في عمليات اغتيال حصلت لاحقاً بسبب خنوعهم".
وعن إمكانية استعادة زمام المبادرة، يجيب محفوض بحسم "نعم"، إلا أنه اشترط لذلك "تلاقى اللبنانيين الأحرار على مبدأ الوحدة "، مطالباً إياهم بملاقاة "حزب القوات اللبنانية، الحزب الوحيد الذي يتصدى للاحتلال الإيراني"، على حد تعبيره.
أما عن ثورة تشرين المستقلة عن الأحزاب، فاعتبر محفوض أنه "من الواجب الفصل بين فلسفة الثورة وقادة الثوار الذين لا هم لهم اليوم سوى التسابق على إعلان ترشحهم للانتخاباتات النيابية"؛ ويرى فيهم "مجموعة من الجشعين الذين لا طموح لهم سوى الوصول إلى السلطة وهم أسوأ من الفريق الحالي المتحكم بالبلد"، على حد قوله.
أما عن الانتخابات، فلوّح باحتمال عدم قدرتها على إنتاج قوة تغيير كبيرة، لكنه يتمنى أن تكون نتائجها "محفزاً لتقوم ولو بالحد الادنى بمواجهة حزب الله في المستقبل"؛ وأبدى أسفه لمحاولة عدد من الأحزاب السيادية التحالف لكسر القوات خوفاً منها"، مؤكداً أنها "آخر معاقل الحرية في لبنان".