بعد مرور 19 عاماً على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية على العراق في 20 مارس/ آذار 2003، لم يبقَ سوى 2500 جندي أميركي نظامي في العراق، بالإضافة إلى عدد محدود من القوات الخاصة التي تقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية".
بعد الانسحاب التكتيكي الذي بدأته أميركا منذ صيف 2021، الذي أعلن عنه إثر زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للبيت الأبيض ومحادثاته مع الرئيس جو بايدن. وفي ظل الضربات الإيرانية على العراق التي قالت طهران إنها " تحذير لإسرائيل"، ثمة سؤال ملح يُطرح: "هل تؤثر الإستفزازات الإيرانية للعراق على الانسحاب الأميركي منه؟".
المحلل السياسي العراقي داود الحلفي، يؤكد في حديث لـ"جسور"، أن "العراقيين لن يقبلوا ببقاء القوات الأميركية في بلادهم مهما كان ثمن ذلك، وكل ما يحدث في العراق من اغتيالات وسرقة وقصف خارجي وانتهاك للسيادة العراقية سواء من تركيا أو إيران، أو عودة "داعش" إلى الواجهة، هو مهمة تهدف لبقاء هذه القوات على أراضينا، لكن أميركا أساءت كثيراً للشعب العراقي وزرعت في بلادنا عدم الاستقرار والفتن وأدوات غير قادرة على إدارة دولة، ولن نسمح باحتلال جديد تحت أي ذريعة، لا من أميركا ولا من غيرها".
ذكرى مؤلمة
وأشار الحلفي إلى أن "ذكرى مرور 19 عاما على الغزو الأميركي للعراق هي ذكرى مؤلمة، وكنا نتمنى لو تُرجمت إلى حلّ وحرية واستقرار، بدلاً من أن ينقلنا من السيئ إلى الأسوأ".
وقال الحلفي: "الأميركيون لم يغادروا العراق بشكل فعلي بعد، وهناك من يغطّيهم تحت عناوين متعددة، فاليوم هناك ما يقارب الـ2000 عنصر أميركي، و500 عنصر مهمتهم التدريب، وداخل السفارة هناك ما يقارب الـ1500 أميركي، وزهاء 40 جهاز مخابراتي أميركي وغربي أجنداتهم أميركية وإسرائيلية، كما هناك قواعد أميركية في عين الأسد، وفي بغداد حيثُ سفارتهم هي الأكبر في الشرق الأوسط، وهناك موقع لهم في قاعدة الحرير في شمال العراق".
لعبة إيران
في المقلب الآخر، تشير المعطيات إلى أن "بعض العراقيين يعتبرون أن مهمة القوات الأميركية في العراق اليوم هي تدريب ومساعدة قوات الأمن العراقية التي لا تزال تقاتل بين الحين والآخر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، كذلك يفضلون بقاء هذه القوات الأجنبية حاضرة بصورة أو بأخرى لعدم تسليم العراق لإيران".
وتعتبر إيران أحد اللاعبين على الساحة العراقية، إذ يأمل قادتها أنه إذا استمر الضغط على الوجود الأميركي في الشرق الأوسط ستصبح هذه المنطقة في نهاية المطاف لا تستحق عناء استمرار هذا الوجود العسكري. ومن هنا جاءت الهجمات الصاروخية المتكررة على القواعد الأميركية ودعم إيران للاحتجاجات المدنية التي تطالب بمغادرة القوات الأميركية.
وعندما هاجمت إيران أربيل باثني عشر صاروخاً باليستياً في هجوم غير مسبوق على عاصمة إقليم كردستان في العراق منذ أيام، أدانت واشنطن هذا الهجوم، وأشارت إلى أنها ستدعم "بغداد وشركاءها في أنحاء المنطقة في مواجهة تهديدات من طهران"، ما يعني أن دورها لم ينتهِ تماماً في العراق.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي، في بيان أصدره البيت الأبيض، "سندعم حكومة العراق في محاسبة إيران وسندعم شركاءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة تهديدات مماثلة من إيران".
التواجد الأميركي
ويعود بداية التواجد الأميركي العسكري في العراق إلى عام 2003، عقب قرار الرئيس الأميركي آنذاك، جورج بوش، غزو العراق تحت ذريعة امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل.
وفي عام 2008، بلغ عدد القوات الأميركية في العراق قرابة 160 ألف جندي. لكن على مدار الأعوام المتعاقبة، انخفض هذا العدد بشكل مطرد، إذ أبرمت الولايات المتحدة والحكومات العراقية اتفاقيات سمحت ببقاء القوات الأميركية في العراق تحت ظروف محددة. ففي عام 2011، انخفض عدد القوات الأميركية بشكل كبير إبان إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. بيد أنه في عام 2014، عاد انتشار القوات الأميركية في العراق بطلب من بغداد لقيادة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
ومنذ إعلان بغداد دحر "داعش" في 2017، أخذ عدد القوات الأميركية في الانخفاض، ليصل إلى قرابة 2500 جندي في الوقت الحالي، إضافة إلى 4500 متعاقد مع وزارة الدفاع الأميركية، فيما ينتشر حوالي ألف جندي من دول أخرى في التحالف، بينهم حوالي 130 جندياً من ألمانيا.
بعد الانسحاب التكتيكي الذي بدأته أميركا منذ صيف 2021، الذي أعلن عنه إثر زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للبيت الأبيض ومحادثاته مع الرئيس جو بايدن. وفي ظل الضربات الإيرانية على العراق التي قالت طهران إنها " تحذير لإسرائيل"، ثمة سؤال ملح يُطرح: "هل تؤثر الإستفزازات الإيرانية للعراق على الانسحاب الأميركي منه؟".
المحلل السياسي العراقي داود الحلفي، يؤكد في حديث لـ"جسور"، أن "العراقيين لن يقبلوا ببقاء القوات الأميركية في بلادهم مهما كان ثمن ذلك، وكل ما يحدث في العراق من اغتيالات وسرقة وقصف خارجي وانتهاك للسيادة العراقية سواء من تركيا أو إيران، أو عودة "داعش" إلى الواجهة، هو مهمة تهدف لبقاء هذه القوات على أراضينا، لكن أميركا أساءت كثيراً للشعب العراقي وزرعت في بلادنا عدم الاستقرار والفتن وأدوات غير قادرة على إدارة دولة، ولن نسمح باحتلال جديد تحت أي ذريعة، لا من أميركا ولا من غيرها".
ذكرى مؤلمة
وأشار الحلفي إلى أن "ذكرى مرور 19 عاما على الغزو الأميركي للعراق هي ذكرى مؤلمة، وكنا نتمنى لو تُرجمت إلى حلّ وحرية واستقرار، بدلاً من أن ينقلنا من السيئ إلى الأسوأ".
وقال الحلفي: "الأميركيون لم يغادروا العراق بشكل فعلي بعد، وهناك من يغطّيهم تحت عناوين متعددة، فاليوم هناك ما يقارب الـ2000 عنصر أميركي، و500 عنصر مهمتهم التدريب، وداخل السفارة هناك ما يقارب الـ1500 أميركي، وزهاء 40 جهاز مخابراتي أميركي وغربي أجنداتهم أميركية وإسرائيلية، كما هناك قواعد أميركية في عين الأسد، وفي بغداد حيثُ سفارتهم هي الأكبر في الشرق الأوسط، وهناك موقع لهم في قاعدة الحرير في شمال العراق".
لعبة إيران
في المقلب الآخر، تشير المعطيات إلى أن "بعض العراقيين يعتبرون أن مهمة القوات الأميركية في العراق اليوم هي تدريب ومساعدة قوات الأمن العراقية التي لا تزال تقاتل بين الحين والآخر عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، كذلك يفضلون بقاء هذه القوات الأجنبية حاضرة بصورة أو بأخرى لعدم تسليم العراق لإيران".
وتعتبر إيران أحد اللاعبين على الساحة العراقية، إذ يأمل قادتها أنه إذا استمر الضغط على الوجود الأميركي في الشرق الأوسط ستصبح هذه المنطقة في نهاية المطاف لا تستحق عناء استمرار هذا الوجود العسكري. ومن هنا جاءت الهجمات الصاروخية المتكررة على القواعد الأميركية ودعم إيران للاحتجاجات المدنية التي تطالب بمغادرة القوات الأميركية.
وعندما هاجمت إيران أربيل باثني عشر صاروخاً باليستياً في هجوم غير مسبوق على عاصمة إقليم كردستان في العراق منذ أيام، أدانت واشنطن هذا الهجوم، وأشارت إلى أنها ستدعم "بغداد وشركاءها في أنحاء المنطقة في مواجهة تهديدات من طهران"، ما يعني أن دورها لم ينتهِ تماماً في العراق.
وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي الأميركي، في بيان أصدره البيت الأبيض، "سندعم حكومة العراق في محاسبة إيران وسندعم شركاءنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط في مواجهة تهديدات مماثلة من إيران".
التواجد الأميركي
ويعود بداية التواجد الأميركي العسكري في العراق إلى عام 2003، عقب قرار الرئيس الأميركي آنذاك، جورج بوش، غزو العراق تحت ذريعة امتلاك نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين أسلحة دمار شامل.
وفي عام 2008، بلغ عدد القوات الأميركية في العراق قرابة 160 ألف جندي. لكن على مدار الأعوام المتعاقبة، انخفض هذا العدد بشكل مطرد، إذ أبرمت الولايات المتحدة والحكومات العراقية اتفاقيات سمحت ببقاء القوات الأميركية في العراق تحت ظروف محددة. ففي عام 2011، انخفض عدد القوات الأميركية بشكل كبير إبان إدارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. بيد أنه في عام 2014، عاد انتشار القوات الأميركية في العراق بطلب من بغداد لقيادة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
ومنذ إعلان بغداد دحر "داعش" في 2017، أخذ عدد القوات الأميركية في الانخفاض، ليصل إلى قرابة 2500 جندي في الوقت الحالي، إضافة إلى 4500 متعاقد مع وزارة الدفاع الأميركية، فيما ينتشر حوالي ألف جندي من دول أخرى في التحالف، بينهم حوالي 130 جندياً من ألمانيا.