ساعات قليلة وتصبح سنة ٢٠٢١ في خبر كان. أمّا ما كان فيها من أزمات على السّاحة اللّبنانيّة، فلا يزال أمرًا واقعًا كرّسته سياسة الإهمال والاستهتار.
تعالوا نجري جولة سريعة على عام لو أُتيح للّبنانيّين شطبه من رزنامة عمرهم لَمَا تردّدوا.
بداية العام
حلّ عام ٢٠٢١ على اللبنانيين بعد أشهر على انفجار مرفأ بيروت وسط أزمة اقتصاديّة ومعيشيّة حادّة، وما تبعها من تحرّكات ومواجهات بين المحتجّين والأجهزة الأمنيّة لاسيّما في عاصمة الشمال طرابلس خلال سلسلة تحركات وُصفت بـ"ثورة الجياع" ما أسفر عن مقتل أحد المشاركين في التظاهرات.
اغتيال الرأي
أمّا الشهر الثاني من العام فحمل معه خوفًا من عودة الاغتيالات في لبنان بعد اغتيال الصحافي لقمان سليم داخل سيارته في الجنوب. واغتياله أدّى إلى توتّرات سياسيّة على خلفيّة اتّهام حزب الله باغتياله من منطلق أن سليم كان معروفًا بمواقفه المناهضة للحزب.
عام الطوابير
لم تُعطِ الأزمات استراحة للّبنانيّين، فسرعان ما ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق وبات الكثير من احتياجات المواطنين يُسعّر بالدولار نتيجة اللا استقرار في سعر صرف الدولار مقابل اللّيرة اللّبنانيّة. ولكن ظل اللبنانيّون يحاولون الصمود نظرًا إلى أنّ سعر المحروقات كان لا يزال يُحتسب على سعر الصرف الرسمي، إلّا أنّ هذا الواقع لم يستمر طويلا فباتت محطات الوقود تقفل أبوابها. وهكذا توّجت العام طوابير من البنزين اشتدّت ذروتها في شهر حزيران/يونيو. عام الطوابير لم يقتصر على البنزين بل تجمّع المواطنون أيضًا أمام الصيدليات في تموز/يوليو للحصول على الدواء بعد انقطاع أنواع كثيرة من الأدوية وأمام الأفران لشراء الخبز وأمام مراكز الغاز لشراء قارورة غاز خوفًا من نفاد الكميّة المتوفرة وأخيرًا أمام مقرات الأمن العام للحصول على جواز سفر أو إخراج قيد.
انفجار التليل
في شهر آب/أغسطس كانت الفاجعة الكبرى، انفجار خزّان للوقود في بلدة التليل شمالي لبنان قُتل على إثره عشرات المواطنين وشُرّدت عائلات بقي معظمُها بلا أيّ مُعيل.
رفع الدعم
في أيلول/سبتمبر رُفع الدّعم كليًّا عن المحروقات، فبات سعر الصفيحة الواحدة من البنزين يساوي نصف الحدّ الأدنى للأجور وباتت التنقّلات تقتصر على الأمور الاضطراريّة. ولأنّ المحروقات الشريان الأساسي في التجارة، ارتفعت من جديد أسعار السلع.
أزمة ديبلوماسيّة
شهر تشرين الاول /اكتوبر لم يمر أيضًا على خير، فاشتعلت أزمة ديبلوماسيّة بعد تصريح وزير الإعلام اللّبناني جورج قرداحي عن الحرب في اليمن. تصريح رأت دول الخليج أنّه مسيء لها فسحب بعضها سفراءه وديبلوماسيّيه من لبنان وامتنع عن استقبال البضائع اللّبنانيّة على مختلف أنواعها.
لا ديمقراطيّة
أمّا شهر تشرين الثاني/نوفمبر فكان شهر اللّا ديمقراطيّة بعدما حُطّمت صناديق الاقتراع في انتخابات نقابة اطباء الأسنان خوفًا من أن تغلب لائحة المستقلّين لوائح أحزاب السّلطة. وهي حادثة اعتُبرت سقطة لبلد تغنّى على مدى عقود بديمقراطيّته. هذا إضافة إلى حرائق شديدة اشتعلت في بشامون وبيروت والجنوب استمرّت لأيّام.
بشرى سارّة
أمّا شهر كانون الأوّل/ديسمبر فكان كريمًا على اللّبنانيّين، إذ خرقت الأزمات بشرى سارّة تمثلت بإعلان منظمة السياحة العالميّة بلدة بكاسين اللبنانيّة كأفضل قرية سياحيّة محافظة على تراثها وعاداتها وتقاليدها في العالم لعالم ٢٠٢١.
تخيّلوا أنّ كل هذا يحصل فيما جلسات الحكومة اللبنانيّة متوقّفة عن الانعقاد منذ أشهر نتيجة تعطيل الثنائي الشيعي الحكومة للضغط على المحقق العدلي القاضي طارق البيطار احتجاجًا على استدعاء وزراء تابعين لـ"حزب الله" و"حركة أمل". تخيّلوا أنّ كل هذا يحصل فيما أهالي ضحايا انفجار المرفأ والتليل لا يزالون ينتظرون الحقيقة لمعرفة من كان وراء مقتل أبنائهم.
تخيّلوا أنّ كل هذا يحصل فيما جلسات الحكومة اللبنانيّة متوقّفة عن الانعقاد منذ أشهر نتيجة تعطيل الثنائي الشيعي الحكومة للضغط على المحقق العدلي القاضي طارق البيطار احتجاجًا على استدعاء وزراء تابعين لـ"حزب الله" و"حركة أمل". تخيّلوا أنّ كل هذا يحصل فيما أهالي ضحايا انفجار المرفأ والتليل لا يزالون ينتظرون الحقيقة لمعرفة من كان وراء مقتل أبنائهم.