في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1932 نال العراق استقلاله، ونُقلت البلاد من إقليم خاضع إلى الانتداب البريطاني إلى الدولة رقم 57 في العالم، باستقلال وصلاحيات كاملة وفقاً للقانون الدولي. وظل العراق 12 عاماً خاضعا للانتداب منذ 1920 حتى استقلّ في مثل هذا اليوم.
ووفقًا لباحثين، فإن أهمية هذا اليوم تكمن في أنه يؤرخ لامتلاك العراق قانونيًا، وللمرة الاولى في تاريخه، قراره السيادي بكل ما يتعلّق بشؤونه كدولة وشعب، وجاء اكتساب العراق هذه السلطات السيادية نتيجة لإصراره على إنهاء معاهدة 1922 الانتدابية والتي جددت بتغييرات طفيفة في عام 1926 وتوقيع معاهدة جديدة مختلفة تمامًا وهي معاهدة 1930.
فما هي المراحل التاريخية والسياسية التي طبعت تاريخ العراق منذ استقلاله عن الانتداب البريطاني حتى اليوم؟
من الملكيّة الى الجمهوريّة
يرى المحلل السياسي العراقي سرمد البياتي في حديث لـ"جسور" ان العراق تحوّل من الملكيّة الى الجمهوريّة في ثورات كانت دائمًا تسخى بدماء شعبها، ويروى أن تحوّلات كثيرة حصلت منذ 14 تموز وقبلها في اربعينيات القرن الفائت وعام 63 ثورة البعثيين ثم ردّة تشرين التي استمرّت سنين طويلة".
ديمقراطية مشوّهة؟
ويعتبر البياتي أن "أغلب التاريخ هو تاريخ ملكي وثوري الى أن أتت الديمقراطيّة التي نرى أنها ديمقراطية مشوّهة منذ 2003"، ويوضح أننا "لم نعرف تطبيق الديمقراطية في صورتها التي تُطبّق في بعض الدول ويقول: "التخبّط واضح فيما يجري الآن في الأمن السياسي وهذه كلها تراكمات وتراكمات دماء وثورات واختلاف سواء طائفي أو سياسي وغيرها."
ويضيف: "لذلك نتيجة ما مرّ به العراق يبدو واضحا وجليا في ما يحصل الآن من انتفاضات ومن اشكالات وما وصلنا اليه هو نتيجة التراكمات السابقة والتي عانى منها الشعب العراقي".