يدخل لبنان مرحلة تحرير أسعار المحروقات كليًا، في ظل تخوف اللبنانين من قدرتهم على تأمين المادة بعد ان فتك الفقر بمعظمهم. وتشير تقارير"الدولية للمعلومات" الى ان أسعار المحروقات في لبنان ارتفعت بأكثر من 608 في المئة في عام واحد.
ويعيش اللبنانيون منذ اشهر اسوء ازمة محروقات عرفتها البلاد. وباتت تعبئة خزان السيارة بالوقود مهمة شاقة خصوصا مع وقوف اللبنانيين لساعات أمام المحطات، ولجوء البعض إلى السوق السوداء، حيث تباع بضعف سعرها الرسمي. ومع تأخر اصدار جدول أسعار المحروقات هذا الاسبوع بسبب وجود وزير الطاقة اللبناني وليد فياض في مهمة رسمية، امتنعت الشركات عن تسليم الكميات الموجودة لديها في ضوء المعلومات عن توجه لرفع سعر المحروقات اسبوعيا وبشكل متواصل.
ارتفاع جنوني في اسعار المحروقات
وبالفعل مع صدور الجدول اليوم شهدت اسعار المحروقات ارتفاعًا كبيرًا، فسعر صفيحة البنزين 98 اوكتان ارتفع الى 241400 ليرة لبنانية، والـ 95 اوكتان بلغ 233800 ليرة لبنانية كذلك سعر المازوت شهد ارتفاعا الى 207900 ليرة لبنانية. هذا وسجل سعر صرف الدولار، ارتفاعا جديدا، ليعود ويتجاوز عتبة 19 ألف ليرة لبنانية مقابل الدولار الواحد في السوق السوداء.
بين مكافحة التهريب .. وتشجيع التجارة مع سوريا
وفي حديث لـ "جسور" اكد الخبير الاقتصادي اللبناني الدكتور جاسم عجاقة، ان "توفر المحروقات في لبنان منوط بنقطتين اساسيتين: اولا توفر الدولار في السوق لشراء المحروقات، وثانيًا السوق السوري الذي يستخدم لبنان كمنصة لوجستية للاستيراد بسبب العقوبات على المصارف السورية". وعن الفرق بين التهريب الى سوريا والتجارة مع سوريا يوضح عجاقة "اذ كان مصدر شراء المحروقات هو دولار مصرف لبنان سيتمر التهريب ويجب مكافحته اما اذا كان مصدر شراء المحروقات دولار من سوريا فهذه تجارة ويجب تشجيعها".
سعر الصفيحة بعد رفع الدعم الكلي
وعن سعر صفيحة البنزين المتوقع بعد رفع الدعم الكلي، يشير عجاقة الى ان "ثلاثة عوامل متغيرة تؤثر بشكل مباشر على سعر صفيحة البنزين والمازوت: سعر صرف النفط العالمي، سعر دولار السوق السوداء وجعالة التجار. هذه العوامل لا يمكن السيطرة عليها وبالتالي لا يمكن توقع سعر الصفيحة بعد الرفع الكلي للدعم". وتابع عجاقة "اذا لم يتم تأمين الدولار لشراء المحروقات لن تكون المواد متوفرة وستكون صعبة المنال للفقراء والميسورين على حد سواء ،اما اذا كانت الدولارات متوفرة والاسعار الى مزيد من الارتفاع ستكون المحروقات حكرًا على الميسورين".
تعتبر السوق السوداء نتيجة لفرق الأسعار بين الصفيحة المدعومة وغير المدعومة، ومع رفع الدعم الكلي حوافز التخزين والاحتكار والتهريب ستزول. اذ يعجز البنك المركزي عن الاستمرار في سياسة دعم الاستيراد نتيجة استنزاف احتياطي الدولار، وسط تحذيرات من المس بالاحتياطي الإلزامي الذي انخفض من نحو 32 مليار دولار قبل أزمة شح السيولة نهاية 2019 إلى نحو 14 مليار دولار حاليًا.
تعتبر السوق السوداء نتيجة لفرق الأسعار بين الصفيحة المدعومة وغير المدعومة، ومع رفع الدعم الكلي حوافز التخزين والاحتكار والتهريب ستزول. اذ يعجز البنك المركزي عن الاستمرار في سياسة دعم الاستيراد نتيجة استنزاف احتياطي الدولار، وسط تحذيرات من المس بالاحتياطي الإلزامي الذي انخفض من نحو 32 مليار دولار قبل أزمة شح السيولة نهاية 2019 إلى نحو 14 مليار دولار حاليًا.