السوق اللبنانية تدخل مرحلة متقدمة من الأزمة، قد تفوق خطورة كل ما سبقها من أزمات. إنها مرحلة تحليق سعر صرف الدولار في السوق السوداء محلياً، وارتفاع سعر النفط عالمياً.
مع نهاية الأسبوع، وفي وقت يُحلّق فيه سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ويرتفع سعر النفط عالمياً، باتت بورصة المحروقات في لبنان بين فكّي عاملين يتحكمان بارتفاعها، مرتين خلال الأسبوع الواحد، من خلال إصدار جدولين لتركيب الأسعار.
ذلك كلّه، يتزامن مع مؤشرات تُنذر بأزمة بعد طلب مصرف لبنان من أصحاب المحطات، تأمين نسبة 10% من ثمن المحروقات بالدولار الأميركي، فيما هو يُغطي 90%.
الدولار والحكومة
ويرى الكاتب الاقتصادي، علي نور الدين، في حديث لـ"جسور"، أنّ أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار هي نفسها منذ بداية الانهيار في لبنان، وتحديدا منذ أواخر عام 2019 وإلى اليوم. واعتبر أنها "تبدأ من سياسة طبع النقد للتعامل مع المشكلة المصرفية ودفع الودائع المدولرة بالليرة، فهذه تؤدي حتما إلى زيادة الكتلة النقدية في السوق، وشح التحويلات من الخارج".
ويُضيف نور الدين، أن "الأسباب المستجدة التي تنعكس على ارتفاع سعر صرف الدولار، ومنها السياسات الجديدة المعتمدة من مصرف لبنان، وسداد بعض المستحقات لمستوردي المواد الغذائية، فضلا عن التعثر في الشأن الحكومي، وما يُحكى عن استقالة الحكومة والعودة إلى الفراغ في السلطة التنفيذية".
ويؤكد نور الدين لـ"جسور"، أن "هذه العوامل كلّها أثرت على مفاوضات صندوق النقد الدولي إضافة إلى تعثر صياغة خطة مالية إنقاذية جديدة".
ارتفاع جديد للمحروقات
وشهدت أسعار المحروقات بجميع أنواعها فى لبنان، الجمعة، ارتفاعاً جديداً، حصل ذلك للمرة الثانية خلال 48 ساعة، حيث تمت زيادة سعر صفيحة البنزين بشكل طفيف، فيما زادت أسعار المازوت والغاز بشكل ملحوظ.
ويأتي ذلك، نتيجة الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية في السوق الموازية، حيث بلغ نحو 23 ألفا ليرة لكل دولار، بزيادة وصلت إلى ألف ليرة للدولار عن المتوسط خلال الأيام الماضية.
أسعار المحروقات في لبنان، أغلقت مع نهاية الأسبوع على الشكل التالي:
- صفيحة البنزين 95 أوكتان: 310 آلاف و800 ليرة لبنانية، بزيادة 2300 ليرة.
- صفيحة البنزين 98 أوكتان: 319 ألفاً و600 ليرة لبنانية، بزيادة ألفي ليرة.
- المازوت/ الديزل: 311 ألف ليرة لبنانية بزيادة 18 ألفاً و400 ليرة.
- قارورة الغاز: 266 ألف ليرة لبنانية، بزيادة 14 ألفاً و900 ليرة.
ارتفاعٌ يومي؟
بدأت طلائع قرار مصرف لبنان بتحميل الشركات المستوردة للمحروقات تأمين 10% من الـ"فرش دولار" من قيمة أسعار المحروقات، التي كان المصرف يتكفل بتأمين الدولار لها، وأولى هذه الطلائع الارتفاع المُفاجئ في أسعار المحروقات، توازياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار .
وفي هذا الإطار، يُحمِّل مُمثل موزعي المحروقات في لبنان، فادي أبو شقرا، المسؤولية إلى "مصرف لبنان الذي اتخذ قرار الـ10 بالمئة"؛ مُستبعداً وزير الطاقة والمياه (وليد فياض) من دائرة الاستهداف، فهو برأي أبو شقرا "وزير إيجابي، وخلال اجتماعنا الأخير معه، حاول أن يضع أسعاراً تُراعي المواطن وليس الشركات، لكنّ مصرف لبنان يصرّ على تحميل الشركات الـ 10 % بالدولار الفرش".
وعن جدول يَومي للأسعار، يقول أبو شقرا، إن "الجدول المُقبل سيصدر الثلاثاء وليس الاثنين"، من دون أن يحسم أنّه سيتم إعداد جدول يومي بالأسعار، خصوصاً أنّ الأمر يحتاج إلى جهد.
بشأن هذه المسألة، لفت أبو شقرا في اتصال مع "جسور"، إلى أن "عدم تثبيت الدولار وتحديد سقف له، سيؤدي الى مزيد من المشاكل، وسيدفع بالكثير من محطات المحروقات إلى الإقفال، لأن لا امكانية لديها للحاق بأسعار الدولار، ولا يُمكنها جدولة التسعيرة يومياً، وذلك كلّه سينعكس على المواطن الذي لا قدرة لديه على تحمّل ما يحصل".
وأضاف، "الترقب هو سيد الموقف حتى مطلع الأسبوع المقبل، والاتصالات مستمرة للوصول إلى حلحلة في الأمور العالقة، لأن الوضع ليس سليماً واستمراره على ما هو عليه غير مقبول".
وطالب أبو شقرا، الحكومة بإيجاد حل سريع لوقف الارتفاع المتصاعد للدولار، لأن الجوع بدأ فعليا يهدد كثيرين، واعتبر في حديثه لـ "جسور"، أنه "إذا لم يتمّ تثبيت سعر الدولار فإنّ الوضع مُتجّه نحو المجهول".
معاناة المواطن
خلال الـ48 ساعة الماضية فقط، ارتفع سعر صرف الدولار قرابة 2000 ليرة، ومعه ارتفعت أسعار المحروقات بشكل كبير. فالمازوت وحده ارتفع خلال يومين أكثر من 18 ألف ليرة، حتى بات سعر صفيحة المازوت متقارباً جداً مع سعر صفيحة البنزين.
ومرد ذلك إلى ترك هامش أرباح كبير للمحطات لحمايتها من ارتفاع جديد لسعر صرف الدولار. لكن اللافت في الأمر أن هذه الزيادة الهائلة لن تدفع بأصحاب المحطات إلى التراجع عن قرارهم الرافض لبيع المازوت على المحطات. إضافة إلى الارتفاع الكبير في سعر قارورة الغاز الذي وصل إلى 266 ألف ليرة لبنانية.
مما يعني أن المواطن الذي يتآكل مدخوله بالليرة اللبناينة، وتتقلص قدرته الشرائية، سيستمر بمعاناة تأمين المازوت وارتفاع سعره، في ظل عجز وزارة الإقتصاد اللبنانية عن ضبط إيقاع السوق، والسباق الحاصل بين المحروقات والدولار.
مع نهاية الأسبوع، وفي وقت يُحلّق فيه سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ويرتفع سعر النفط عالمياً، باتت بورصة المحروقات في لبنان بين فكّي عاملين يتحكمان بارتفاعها، مرتين خلال الأسبوع الواحد، من خلال إصدار جدولين لتركيب الأسعار.
ذلك كلّه، يتزامن مع مؤشرات تُنذر بأزمة بعد طلب مصرف لبنان من أصحاب المحطات، تأمين نسبة 10% من ثمن المحروقات بالدولار الأميركي، فيما هو يُغطي 90%.
الدولار والحكومة
ويرى الكاتب الاقتصادي، علي نور الدين، في حديث لـ"جسور"، أنّ أسباب ارتفاع سعر صرف الدولار هي نفسها منذ بداية الانهيار في لبنان، وتحديدا منذ أواخر عام 2019 وإلى اليوم. واعتبر أنها "تبدأ من سياسة طبع النقد للتعامل مع المشكلة المصرفية ودفع الودائع المدولرة بالليرة، فهذه تؤدي حتما إلى زيادة الكتلة النقدية في السوق، وشح التحويلات من الخارج".
ويُضيف نور الدين، أن "الأسباب المستجدة التي تنعكس على ارتفاع سعر صرف الدولار، ومنها السياسات الجديدة المعتمدة من مصرف لبنان، وسداد بعض المستحقات لمستوردي المواد الغذائية، فضلا عن التعثر في الشأن الحكومي، وما يُحكى عن استقالة الحكومة والعودة إلى الفراغ في السلطة التنفيذية".
ويؤكد نور الدين لـ"جسور"، أن "هذه العوامل كلّها أثرت على مفاوضات صندوق النقد الدولي إضافة إلى تعثر صياغة خطة مالية إنقاذية جديدة".
ارتفاع جديد للمحروقات
وشهدت أسعار المحروقات بجميع أنواعها فى لبنان، الجمعة، ارتفاعاً جديداً، حصل ذلك للمرة الثانية خلال 48 ساعة، حيث تمت زيادة سعر صفيحة البنزين بشكل طفيف، فيما زادت أسعار المازوت والغاز بشكل ملحوظ.
ويأتي ذلك، نتيجة الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار الأميركي أمام الليرة اللبنانية في السوق الموازية، حيث بلغ نحو 23 ألفا ليرة لكل دولار، بزيادة وصلت إلى ألف ليرة للدولار عن المتوسط خلال الأيام الماضية.
أسعار المحروقات في لبنان، أغلقت مع نهاية الأسبوع على الشكل التالي:
- صفيحة البنزين 95 أوكتان: 310 آلاف و800 ليرة لبنانية، بزيادة 2300 ليرة.
- صفيحة البنزين 98 أوكتان: 319 ألفاً و600 ليرة لبنانية، بزيادة ألفي ليرة.
- المازوت/ الديزل: 311 ألف ليرة لبنانية بزيادة 18 ألفاً و400 ليرة.
- قارورة الغاز: 266 ألف ليرة لبنانية، بزيادة 14 ألفاً و900 ليرة.
ارتفاعٌ يومي؟
بدأت طلائع قرار مصرف لبنان بتحميل الشركات المستوردة للمحروقات تأمين 10% من الـ"فرش دولار" من قيمة أسعار المحروقات، التي كان المصرف يتكفل بتأمين الدولار لها، وأولى هذه الطلائع الارتفاع المُفاجئ في أسعار المحروقات، توازياً مع ارتفاع سعر صرف الدولار .
وفي هذا الإطار، يُحمِّل مُمثل موزعي المحروقات في لبنان، فادي أبو شقرا، المسؤولية إلى "مصرف لبنان الذي اتخذ قرار الـ10 بالمئة"؛ مُستبعداً وزير الطاقة والمياه (وليد فياض) من دائرة الاستهداف، فهو برأي أبو شقرا "وزير إيجابي، وخلال اجتماعنا الأخير معه، حاول أن يضع أسعاراً تُراعي المواطن وليس الشركات، لكنّ مصرف لبنان يصرّ على تحميل الشركات الـ 10 % بالدولار الفرش".
وعن جدول يَومي للأسعار، يقول أبو شقرا، إن "الجدول المُقبل سيصدر الثلاثاء وليس الاثنين"، من دون أن يحسم أنّه سيتم إعداد جدول يومي بالأسعار، خصوصاً أنّ الأمر يحتاج إلى جهد.
بشأن هذه المسألة، لفت أبو شقرا في اتصال مع "جسور"، إلى أن "عدم تثبيت الدولار وتحديد سقف له، سيؤدي الى مزيد من المشاكل، وسيدفع بالكثير من محطات المحروقات إلى الإقفال، لأن لا امكانية لديها للحاق بأسعار الدولار، ولا يُمكنها جدولة التسعيرة يومياً، وذلك كلّه سينعكس على المواطن الذي لا قدرة لديه على تحمّل ما يحصل".
وأضاف، "الترقب هو سيد الموقف حتى مطلع الأسبوع المقبل، والاتصالات مستمرة للوصول إلى حلحلة في الأمور العالقة، لأن الوضع ليس سليماً واستمراره على ما هو عليه غير مقبول".
وطالب أبو شقرا، الحكومة بإيجاد حل سريع لوقف الارتفاع المتصاعد للدولار، لأن الجوع بدأ فعليا يهدد كثيرين، واعتبر في حديثه لـ "جسور"، أنه "إذا لم يتمّ تثبيت سعر الدولار فإنّ الوضع مُتجّه نحو المجهول".
معاناة المواطن
خلال الـ48 ساعة الماضية فقط، ارتفع سعر صرف الدولار قرابة 2000 ليرة، ومعه ارتفعت أسعار المحروقات بشكل كبير. فالمازوت وحده ارتفع خلال يومين أكثر من 18 ألف ليرة، حتى بات سعر صفيحة المازوت متقارباً جداً مع سعر صفيحة البنزين.
ومرد ذلك إلى ترك هامش أرباح كبير للمحطات لحمايتها من ارتفاع جديد لسعر صرف الدولار. لكن اللافت في الأمر أن هذه الزيادة الهائلة لن تدفع بأصحاب المحطات إلى التراجع عن قرارهم الرافض لبيع المازوت على المحطات. إضافة إلى الارتفاع الكبير في سعر قارورة الغاز الذي وصل إلى 266 ألف ليرة لبنانية.
مما يعني أن المواطن الذي يتآكل مدخوله بالليرة اللبناينة، وتتقلص قدرته الشرائية، سيستمر بمعاناة تأمين المازوت وارتفاع سعره، في ظل عجز وزارة الإقتصاد اللبنانية عن ضبط إيقاع السوق، والسباق الحاصل بين المحروقات والدولار.