مناكفات، محسوبيات، ومصالح ضيقة تحول دون تشكيل حكومة جديدة في لبنان تزامنًا مع فراغ رئاسي مُرتقب عقب انتهاء ولاية رئيس الجمهورية اللبنانيّة الحالي ميشال عون بعد ايام.
فهل سيسمح المعنيّون بالتشكيل؟ وهل يضعون مصلحة البلاد فوق كل شيئ في نهاية هذا العهد رأفة بالمواطنين ومستقبل البلاد في هذه المرحلة الحرجة اقليميًّا ودوليا؟
السيناريوهات
رأى الصحافي اللبناني يوسف دياب في حديث لـ"جسور" ان هناك فرقا كبيرا في أن تُشكل حكومة أو لا تُشكّل ويوضح ان تشكلت حكومة دستوريّة وأدارت الفراغ الرئاسي يكون ذلك خيرا للبلاد وتكون بذلك حكومة شرعيّة ولا يمكن لأحد أن يطعن بشرعيّتها ويكون الجميع مشاركا فيها أو أقلّه تضم ممثلي الأحزاب ويكون للحكومة صلاحيّة كاملة بعقدها جلسات لمجلس الوزراء وأخذ قرارات واطلاق مراسيم لإدارة الفراغ الرئاسي بشكل مُنتظم كما حصل مع حكومة تمام سلام (رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق) قبل انتخاب الرئيس ميشال عون".
ويضيف دياب "بالتأكيد ان يكون البلد بلا رئيس للجمهورية ليست حالة طبيعية وسيخلقون اشكالات حول استلام حكومة تصريف الأعمال مهام الرئيس". ويوضح انهم "ان عجزوا عن تشكيل حكومة فتكون حكومة تصريف الأعمال هي المُخوّلة باستلام صلاحيّات رئاسة الجمهورية ولكن هذه الصلاحيات يجب ان تكون بالحد الأدنى او بالإطار الضيّق لأنه لا يمكن ان تقوم بكل مهام الرئيس كاعتماد سفراء مثلا أو تقديم أوسمة أو مُخاطبة المجلس النيابي كما يفعل الرئيس انما يمكنها ان تتولّى مهام المراسيم واداراة البلد بالتي هي أحسن وبالإطار الضيق جدًّا ولا خيارات أخرى اطلاقا".
وأكّد دياب ان فريق النائب جبران باسيل سيحاول إثارة مشاكل دستوريّة حول هذه الحكومة والطعن بشرعيّتها ولكن لن يتغيّر أي شيئ بواقع الأمر فهناك سلطة ستُدير البلد وهذه الحكومة ستُدير البلد طالما أنهم عاجزون عن تشكيل حكومة بديلة قبل انتهاء ولاية عون وطالما انهم عاجزون عن انتخاب رئيس للجمهورية قبل مغادرته قصر بعبدا".
"الشعب ليس أولًا"
أكّد دياب ان المعنيّين ليسوا بوارد وضع مصلحة المواطن اللبناني والشعب أمام المحسوبيّات في آخر هذا العهد وقال: "لو أرادوا ذلك لما كانوا أوصلوا البلاد الى الانهيار الذي وصلت اليه ولما كانوا عطلوا تشكيل الحكومات سنوات طويلة، وأكثر من نصف عهد عون هو حكومات تصريف أعمال جراء الحصص الذي يريدها والحصص الذي يريدها صهره باسيل." ويضيف: "وصل لبنان الى الكارثة التي نحن فيها بسبب انتهاج هذه السياسيات".
"عندما يفقد توقيع عمّه"
واعتبر دياب أنهم لن يغيروا بسلكوهم إنما سيكونون أكثر تشدُّدًا اليوم وأكثر تعطيلا من المرحلة السابقة لأنه حين يفقد جبران باسيل (رئيس التيار الوطني الحرّ وصهر رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون) توقيع "عمّه" بالقصر الجمهوري سيكون الحلقة الأضعف بين الأطراف السياسيّة جميعها لأنه على خصومة مع جميع الأحزاب والقوى السياسيّة وأكثر شخص مكروه على الساحة اللبنانيّة وبالتالي سيذهب باتجاه التصعيد أكثر أو ربما بالدفع نحو تحرّكات في الشارع ".