الاحتباس الحراري هو ظاهرة طبيعية تنتج عندما يحبس الغلاف الجوي الحرارة التي تطلقها الأرض باتجاه الفضاء، حيث تعمل غازات معيّنة في الغلاف الجوي تسمى الغازات الدفيئة مثل تأثير البيوت الزجاجية التي تمنع الحرارة من الهروب إلى الخارج، وهذا مهم لتنظيم حرارة الأرض وجعلها قابلة للحياة.
إلا أن أنشطة الإنسان تسببت مؤخرًا في زيادة كبيرة في كمية الغازات التي تحبس الحرارة، مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض (الاحترار العالمي) والذي بدوره تسبّب بحدوث التغيّر المناخي.
عوامل سيّئة
هذه الغازات تنبعث من الوقود الأحفورى، كقيادة السيارات التى تعمل بالبنزين والطائرات والتدفئة واستخدام الطاقة المولدة من الفحم أو الغاز الطبيعى أو النفط، وكذلك من كل ما يتعلق بصناعة الطاقة الأحفورية، إضافة إلى مصادر أخرى مثل الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات.
ضرورة خفض حرارة الأرض
هذه العوامل تسبب حتمًا ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الثلوج، فضلًا عن تسببها أضرارًا على صعيد البيئة، ممّا يهدّد وجود الكوكب نفسه، الأمر الذي يحث على ضرورة العمل من أجل خفض درجة حرارة الأرض.
حربًا عالميّة
وفي حديث ل"جسور" قال مؤسس ورئيس جمعية الأرض- لبنان والمدرب في مجال التربية البيئية بول أبي راشد "يشبه التغير المناخي الناتج عن الاحتباس الحراري حربًا عالمية تقتل سكان العالم بإغراق البعض وتجويع البعض الآخر وتدمر المنازل بالأعاصير او بارتفاع مستوى مياه البحر أو بنزوح الملايين من دول يصيبها الجفاف الى دول أخرى".
هل من حل؟
وعن الحلول للحد من الاحتباس الحراري أضاف "لا يمكن إيقاف هذه الحرب المناخية الا من خلال مواقف دولية جامِعة وصارمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والمحافظة على كل غابات الكوكب وتنوعه البيولوجي قبل فوات الأوان، والابداع في ايجاد بدائل لانتاج الطاقة والنقل والبناء"
خطورة الحياة
يؤدّي ارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم إلى زعزعة استقرار الغلاف الجوي وجميع إمكانياته، الأمر الذي يزيد من مخاطر الحياة على كوكب الأرض. تابع أبي راشد قائلاً "ليس فقط المياه بخطر والمدن الساحلية بخطر وغذاء الناس بخطر، بل إن كوكبنا يصارع الموت". وختم المدرّب البيئي بعبارة "الحل ضروري اليوم والا الكوارث بانتظارنا"
جفاف غير مسبوق
أمّا عن الجفاف الذي تتعرّض له دول العالم نتيجة الاحتباس الحراري فيقول العلماء إن العالم يشهد هذا العام واحدة من أكثر حالات الجفاف انتشارًا منذ عقود، حتى أنها تُحطّم الأرقام القياسية في بعض المناطق. كما أصبحت حالات الجفاف "المفاجئة" أكثر شيوعًا.
الأكثر تصحّرًا
وتعد منطقة القرن الأفريقي من بين المناطق الأكثر تضررًا، حيث شهد عدم سقوط الأمطار لأربعة مواسم متتالية، أما إفريقيا فهي القارّة الأكثر جفافًا بين زميلاتها، وفقا لتقرير صادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحّر.