عودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان فتحت كوة في جدار القطيعة الدبلوماسية الخليجية للبنان وبدأت ثمار تصحيح مسار العلاقات اللبنانية - الخليجية تظهر تباعا، اذ استأنف السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري نشاطه من خلال تنظيم سلسلة إفطارات، والقيام بجولة على رؤساء عدد من الأحزاب والشخصيات السياسية والدينية.
فقد كشف السفير السعودي وليد البخاري، خلال إفطار أقامه على شرف رؤساء الطوائف الدينية في لبنان وسائر المشرق، عن اتفاقية سعودية - فرنسية تُرجمت بإنشاء صندوق مشترك، ستوقع مساء اليوم لدعم الشعب اللبناني تتضمن 35 مشروعا في لبنان تتعلق بقطاع الصحة والتعليم والطاقة.
حماية لبنان
الكاتب السياسي اللبناني طارق أبوزينب المتابع للشأن الخليجي والعربي، رأى في حديث لـ"جسور" أن "الجهود الدبلوماسية السعودية - الفرنسية لحماية لبنان وشعبه تُرجمت من خلال الاتفاقية المشتركة بين البلدين من أجل النهوض بالشعب اللبناني الذي يعاني من أزمة اقتصادية خانقة".
وأضاف" عبرت مأدبة رمضان التي جمعت السفير السعودي برؤساء الطوائف الدينية عن حرص المملكة العربية السعودية على العلاقة الاخوية مع لبنان وشعبه".
حلحلة لبنانية - خليجية
عن الخدمات المتعلقة بالصحة والتعليم والطاقة، أشار أبوزينب الى "أنها ضرورية ولبنان في أمس الحاجة اليها كون المنظومة السياسية الحاكمة فشلت في تقديم الدواء والكهرباء والتعليم المجاني للبنانيين".
وأوضح أن "المشاريع ستشمل الأراضي اللبنانية كافة، والقطاعات التي تطرقت اليها الاتفاقية هي أساسية وتشكل شبكة أمان للمواطنين". واعتبر أبوزينب أن "المساعدات السعودية ستفتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين بيروت والرياض وقد تعيد لبنان الى موقعه العربي الطبيعي من خلال عودة رجال الأعمال الى الاستثمار في لبنان."
وهنا أكد رئيس تحرير موقع "الكلمة أون لاين" سيمون أبو فاضل في حديث لـ"جسور" أن "المساعدات السعودية - الفرنسية تعتبر خطوة مهمة لعودة المياه الى مجاريها بين لبنان ودول الخليج، وتؤكد أن السعودية لم ولن تترك لبنان".
أهداف اقتصادية
شرح أبوزينب كيفية وصول المساعدات الى لبنان، اذ أشار الى أنها "ستصل من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في لبنان وليس عبر المؤسسات الحكومية لأن الدول لم تعد تثق بالدولة اللبنانية كون الفساد يتغلغل في القطاعات كافة".
وأضاف" المساعدات الانسانية ليس لها علاقة بالانتخابات النيابية اللبنانية لأن المملكة العربية السعودية تحرص على عدم التدخل في الشأن اللبناني، والهدف الأساس يكمن في وضع لبنان على سكة الخلاص والنهوض بالاقتصاد."
وفي السياق، أشار أبو فاضل الى أن "المساعدات قد تحرر المواطن اللبناني من ضغط الأحزاب السياسية قبيل الانتخابات النيابية، اذ بمقدورها تأمين حاجاته الأساسية من دون اللجوء الى المساعدات المالية التي تقدمها الأحزاب في لبنان".
اجتماع خليجي
كان اجتماع خليجي عقد بين دبلوماسيين عبر تقنية "زوم" للبحث في الملف اللبناني، وكيفية إطلاق عملية توزيع المساعدات والإعلان عن المشاريع الإنسانية.
وتطرق الاجتماع الى قطاعات أساسية، ستكون مستهدفة في برنامج المساعدات الخليجي - الغربي، اذ سيتم تقديم مساعدات غذائية عاجلة وخدمات للأجهزة العسكرية والأمنية التابعة للدولة اللبنانية، إضافة الى توفير الخدمات الصحية والزراعية والتربوية.