منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، يُقبل سكان دول المغرب العربي على شراء الدقيق والسميد مع ارتفاع أسعارها، بالتزامن مع اقتراب شهر رمضان الذي يزيد خلاله الاستهلاك على الرغم من تأكيد السلطات توفر كميات كافية.
تونس
في أحد المحلات التجارية في مدينة أريانة في شمال تونس، جميع الرفوف المخصصة للدقيق والسميد فارغة تماما ولا وجود سوى لثلاث علب سكر في الجانب المقابل. وقد وضع العمّال لافتة كتبوا عليها: "من فضلكم لا يسمح بشراء أكثر من 1 كلغ".
وقال العاملون في المحل في حديث لـ "فرانس برس": "لا يوجد نقص في التزويد ولكن لهفة في الاقبال على شراء الدقيق والسميد".
من جهته، أكد رئيس الغرفة الوطنية للمساحات التجارية الكبرى الهادي بكور في تصريحات إعلامية سابقة، أن المواد الغذائية الأساسية متوفرة "ولن يكون هناك نقص" في أبريل/نيسان الذي يتزامن مع شهر رمضان الذي تتجمع خلاله العائلات ويتزايد نسق الشراء داخل الأسرة.
واعتبر المسؤول أن التهافت على شراء الدقيق، الذي ارتفع بنسبة 700 بالمئة، والسكر الذي تضاعف ثلاث مرات، مردها إلى أن التونسي يشتري بنسق كبير خلال فترة الأزمات.
ويضطر سليم الطالبي صاحب مخبز في العاصمة تونس، لشراء الدقيق الذي يستعمل عادة لإعداد الحلويات من المحلاّت التجارية ويخصصه لصناعة الخبز، بكلفة 10 دنانير للكيلوغرام الواحد أي ثلاثة أضعاف الثمن الذي كان يشتري به من مزوده.
ويعرب الطالبي لـ"فرانس برس" عن "قلقه" من اعتماد تونس كليّا على أوكرانيا وروسيا في توريد القمح الليّن. وقال "كل هذا ولم نشهد بعد تداعيات الحرب".
ويقضي الهادي بو علاّق (66 عاما) الموظف المتقاعد يومه في البحث في مختلف الأسواق في مدينة أريانة لشراء ما استطاع من زيت ودقيق لتخزينه و"يدفع ضعف المبلغ المحدد" إن لزم الأمر.
وكانت السلطات التونسية قد أعلنت أن لديها مخزونا يكفي حتى يونيو/ حزيران المقبل وأن المواد الغذائية الأولية مدعومة من قبل الدولة بشكل كبير، فسعر الخبز مثلا لم يتغير منذ عشر سنوات (حوالي 0,6 يورو).
ومنظومة الدعم التي تعتمدها تونس وتهدف إلى تفادي اضطرابات اجتماعية مثل تلك التي حصلت في ثمانينات القرن العشرين، يتم اعتمادها أيضا في الجزائر التي تفكر في تغييرها.
وقال العاملون في المحل في حديث لـ "فرانس برس": "لا يوجد نقص في التزويد ولكن لهفة في الاقبال على شراء الدقيق والسميد".
من جهته، أكد رئيس الغرفة الوطنية للمساحات التجارية الكبرى الهادي بكور في تصريحات إعلامية سابقة، أن المواد الغذائية الأساسية متوفرة "ولن يكون هناك نقص" في أبريل/نيسان الذي يتزامن مع شهر رمضان الذي تتجمع خلاله العائلات ويتزايد نسق الشراء داخل الأسرة.
واعتبر المسؤول أن التهافت على شراء الدقيق، الذي ارتفع بنسبة 700 بالمئة، والسكر الذي تضاعف ثلاث مرات، مردها إلى أن التونسي يشتري بنسق كبير خلال فترة الأزمات.
ويضطر سليم الطالبي صاحب مخبز في العاصمة تونس، لشراء الدقيق الذي يستعمل عادة لإعداد الحلويات من المحلاّت التجارية ويخصصه لصناعة الخبز، بكلفة 10 دنانير للكيلوغرام الواحد أي ثلاثة أضعاف الثمن الذي كان يشتري به من مزوده.
ويعرب الطالبي لـ"فرانس برس" عن "قلقه" من اعتماد تونس كليّا على أوكرانيا وروسيا في توريد القمح الليّن. وقال "كل هذا ولم نشهد بعد تداعيات الحرب".
ويقضي الهادي بو علاّق (66 عاما) الموظف المتقاعد يومه في البحث في مختلف الأسواق في مدينة أريانة لشراء ما استطاع من زيت ودقيق لتخزينه و"يدفع ضعف المبلغ المحدد" إن لزم الأمر.
وكانت السلطات التونسية قد أعلنت أن لديها مخزونا يكفي حتى يونيو/ حزيران المقبل وأن المواد الغذائية الأولية مدعومة من قبل الدولة بشكل كبير، فسعر الخبز مثلا لم يتغير منذ عشر سنوات (حوالي 0,6 يورو).
ومنظومة الدعم التي تعتمدها تونس وتهدف إلى تفادي اضطرابات اجتماعية مثل تلك التي حصلت في ثمانينات القرن العشرين، يتم اعتمادها أيضا في الجزائر التي تفكر في تغييرها.
الجزائر
تُعتبر الجزائر ثاني أكبر مستهلك للقمح بعد مصر (10 ملايين طن سنويا)، لكنها "لا تستورد القمح اللين من روسيا وأوكرانيا"، بحسب الديوان الجزائري المهني للحبوب.
بينما أكد مسؤول في الميناء "لن يكون هناك نقص ويتواصل جلب الحبوب في ناقلات كبرى إلى ميناء الجزائر العاصمة".
لكن بالرغم من ذلك، فسجل نقص في مادة السميد في بعض المناطق بسبب التهافت على الشراء. وعلق الناشط على موقع "فيسبوك" موح بن عامر ان "الحرب في أوكرانيا وتم الهجوم على كل مخازن السميد".
إلّا أنه في الواقع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في دول المغرب العربي قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وذكر الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، بأن هذا الغلاء "مرتبط بالظرفية الدولية"، بعد الركود الذي سببته الجائحة وأدى كما قال الى "الارتفاع المطرد الذي عرفته أسعار الحبوب والمنتجات البترولية في السوق الدولية".
بينما أكد مسؤول في الميناء "لن يكون هناك نقص ويتواصل جلب الحبوب في ناقلات كبرى إلى ميناء الجزائر العاصمة".
لكن بالرغم من ذلك، فسجل نقص في مادة السميد في بعض المناطق بسبب التهافت على الشراء. وعلق الناشط على موقع "فيسبوك" موح بن عامر ان "الحرب في أوكرانيا وتم الهجوم على كل مخازن السميد".
إلّا أنه في الواقع، ارتفعت أسعار المواد الغذائية في دول المغرب العربي قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وذكر الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، بأن هذا الغلاء "مرتبط بالظرفية الدولية"، بعد الركود الذي سببته الجائحة وأدى كما قال الى "الارتفاع المطرد الذي عرفته أسعار الحبوب والمنتجات البترولية في السوق الدولية".
المغرب
يعاني المغرب الذي يعتمد على الخارج لتأمين احتياجاته من المحروقات، من ارتفاع أسعارها في الأسواق الدولية.
وفي أحد أسواق الرباط يشكو الزبون مراد (37 عاما) من "الغلاء الفاحش لأسعار المواد الزراعية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، ولكن أيضا بسبب الجفاف"، الذي يعاني منه المغرب هذا العام ويعد الأسوأ منذ أربعين عاما.
وقد تسبب ذلك بإضراب هذا الأسبوع لمهنيي النقل البري للركاب والبضائع، بينما "تدرس الحكومة إمكانية تقديم دعم مالي لمهنيين النقل قصد حماية القدرة الشرائية للمواطنين والحفاظ على الأسعار في مستويات معقولة"، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس.
وفي أحد أسواق الرباط يشكو الزبون مراد (37 عاما) من "الغلاء الفاحش لأسعار المواد الزراعية بسبب ارتفاع أسعار الوقود، ولكن أيضا بسبب الجفاف"، الذي يعاني منه المغرب هذا العام ويعد الأسوأ منذ أربعين عاما.
وقد تسبب ذلك بإضراب هذا الأسبوع لمهنيي النقل البري للركاب والبضائع، بينما "تدرس الحكومة إمكانية تقديم دعم مالي لمهنيين النقل قصد حماية القدرة الشرائية للمواطنين والحفاظ على الأسعار في مستويات معقولة"، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس.
ليبيا
كما شهدت ليبيا البلد النفطي الذي يعتمد على استيراد المواد الغذائية (75% من استهلاكها من القمح يأتي من روسيا وأوكرانيا)، ارتفاعا للأسعار خاصة في مادة الدقيق والحليب والزيت والمخللات والسكر.
وارتفع ثمن الخبز إثر الأزمة في أوكرانيا وأصبح الجنيه الليبي الواحد (حوالي 0,22 يورو) ولا يسمح بشراء أكثر من ثلاث قطع من الخبر المدعوم بدلا من أربع في السابق.
ويندد صالح مصباح رب العائلة الذي كان يتجول في سوق للجملة بالعاصمة طرابلس "بعض التجار بلا ضمير ويستغلون كل الأزمات".
وارتفع ثمن الخبز إثر الأزمة في أوكرانيا وأصبح الجنيه الليبي الواحد (حوالي 0,22 يورو) ولا يسمح بشراء أكثر من ثلاث قطع من الخبر المدعوم بدلا من أربع في السابق.
ويندد صالح مصباح رب العائلة الذي كان يتجول في سوق للجملة بالعاصمة طرابلس "بعض التجار بلا ضمير ويستغلون كل الأزمات".